أخبار الآن | لندن – بريطانيا – (وكالات)

تولى ساجد جاويد، وهو نجل مهاجرين باكستانيين قدِما إلى بريطانيا في ستينات القرن الماضي، حقيبة وزارة الداخلية يوم الاثنين، وسط ازمة حادة عن طريقة تعامل هذه الوزارة مع المهاجرين.

وأصبح المصرفي السابق البالغ من العمر 48 عاما بذلك أول وزير للداخلية في بريطانيا متحدر من أقلية عرقية.

وتعد وزارة الداخلية واحدة من أربع حقائب رئيسية في السياسة البريطانية تشمل رئاسة الوزراء ووزارتي الخارجية والمالية كما أنها من أصعب المهام.

وحل جاويد بذلك محل آمبر راد التي استقالت ليل الأحد على خلفية التهديدات بترحيل أفراد جيل “ويندراش” الذين انتقلت عائلاتهم إلى بريطانيا من منطقة الكاريبي في خمسينات وستينات القرن الماضي.

وقبل يوم من تعيينه، قال جاويد لصحيفة “صنداي تلغراف” أن هذه المسألة “شخصية للغاية” قائلا “فكرت (كيف أنه كان من الممكن أن يكون) والدي ووالدتي أو عمي أو حتى أنا” مكان هؤلاء المهاجرين.

ويتولى جاويد حاليا مسؤولية حل المسألة حيث تعهد التعامل مع المتضررين بـ”احترام وعدل” والتعامل مع سياسة الهجرة الأوسع والأمن ومكافحة الإرهاب.

وقال الناطق باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن جاويد الذي كان في السابق مسؤولا عن سياسة الإسكان وقبل ذلك وزير الأعمال التجارية “اثبت طموحه وعزمه على التعامل مع المسائل الصعبة”.

وصعد جاويد سريعا في سلم الخدمة العامة منذ انتخب لدخول البرلمان في 2010 حيث بات تاريخه مثلا يحتذى به بالنسبة لحزب المحافظين نظرا لاعتماده على ذاته.

ووصل والده إلى بريطانيا وفي جيبه جنيها استرلينيا واحدا فقط حيث عمل في مصنع للقطن في بلدة روتشديل قرب مانشستر بوسط البلاد.

وانتقل مع عائلته التي تضم جاويد واشقائه الأربعة إلى مدينة بريستول في جنوب غرب بريطانيا حيث عمل كسائق حافلة قبل أن يعمل في متجر للملابس النسائية.

ورغم الصعوبات، تمكن جاويد من اكمال دراسته الجامعية ونجح في الحصول على وظائف في القطاع المصرفي فعمل في بنك “تشيز مانهاتن” ومن ثم في “دويتشه بنك” قبل أن يقتحم عالم السياسة.

ويمثل جاويد حاليا وجه بريطانيا الحضاري ومتعدد الثقافات فهو لأبوين مسلمين لكنه لا يمارس تعاليم الدين الإسلامي في حين أن زوجته لورا وهي أم أولاده الأربعة مسيحية وتذهب إلى الكنيسة.

ويتبع جاويد خط رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر ويدعم الأسواق الحرة. ورغم معارضته الاتحاد الأوروبي طويلا إلا أنه وقف ضد بريكست خلال الاستفتاء الذي جرى في 2016 لمغادرة التكتل.

وكانت راد من جهتها داعمة قوية للبقاء في الاتحاد الأوروبي. وسيحل جاويد الآن محلها في رئاسة اللجان الوزارية الأساسية التي ستساهم في تقرير مستقبل علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي قبيل موعد خروج لندن الرسمي من التكتل في آذار/مارس 2019.
 

اقرا ايضا

بريطانيا تحقق في اعتقال أستاذ جامعي يحمل جنسيتها في إيران