أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

المكان بالمكين صحيح، فالمدن كالبشر تشحب ملامحها إذا ما مال الزمان بساكنيها، وكثيرا ما سمعنا عن حواضر أبيدت بفعل الزمن بعد أن كانت قبلة الأرض، ومدن ورثت عنها البهرج والأضواء وصخب الناس وإيقاع الحياة..

وأخرى تختلج ما بين موت وحياة قبل أن تنتفض مثل طائر الفينيق لتخرج من تحت رماد الضعف والإنهيار المادي والإجتماعي.

وقد غيرت أزمة اللاجئين من حاضر مدينة آلتينا الواقعة في ولاية شمال الراين –ويستفاليا الألمانية، فبعد أن هجرتها الشركات وثلث سكانها، فتحت أبوابها للاجئين وعمل سكانها على مساعدتهم في ترميم شققهم وتعلمهم اللغة الألمانية. وفقا لموقع "DW".

يعيش اليوم في مدينة آلتينا قرابة 400 لاجئ، أغلبهم من سوريا، كما ينحدر بعضهم من أفغانستان والعراق وإريتريا.

آلتينا على شفا هاوية

قبل أعوام قليلة كانت مدينة آلتينا "أسرع مدن ألمانيا انكماشاً"، إذ غادرتها الشركات الكبرى وفقد الكثيرون وظائفهم، فهجرها ربع سكانها منذ عام 1970. وعلى حين غرة باتت مئات الشقق فارغة وأغلقت الكثير من المتاجر أبوابها، في ما يشبه دوامة انحدار نحو الهاوية. وهو ما دفع المسؤولين في المدينة إلى مواجهة ذلك، وبدؤوا بتغيير بنية المدينة.

والآن تستمر الأعمال هنا لإقامة ملتقى للاجئين، ومن المقرر أن تُقدم فيه دورات اللغة والكومبيوتر، وستقوم ليزا غودرا بإدارة هذا الملتقى الذي يشكل جزءا من التغييرات الحاصلة في المدينة.

ويعكس مشروع البناء هذا بوضوح الطريق الذي تسلكه مدينة آلتينا في التعامل مع أزمة اللاجئين، ففي أوج هذه الأزمة عام 2015، حين وفدت إلى ألمانيا أعداد غير متخيلة من اللاجئين، باتت مدينة آلتينا محط اهتمام وسائل الإعلام.

إذ أعلن عمدتها أن المدينة ستستقبل طواعية 100 لاجئ أكثر من الحصة المقرر لها استقبالها منهم. وكان أمراً فريداً في أوج تلك الأزمة.

إقرأ: مصادر: إجراءات أمريكية جديدة للرحلات الجوية الدولية 

استعداد كبير للمساعدة

ومن أسباب تفضيل اللاجئين الإقامة في مدينة آلتينا، هي "العناية التي يحظون بها من سكانها"، كما يقول العمدة أندرياس هولشتاين، موضحاً أن لكل عائلة لاجئة يوجد شخص مسؤول يمكن الاتصال به، كما أنه لم يتم تسكين اللاجئين في القاعات الرياضية أو الحاويات، وإنما في منازل عادية. إضافة إلى ذلك يقدم لهم كثير من المتطوعين دروساً في اللغة الألمانية ويساعدونهم في ترميم شققهم. وقد حصل بعضهم على عمل هنا بسرعة. ونظم هولشتاين بورصات معلومات ووظائف مع أرباب العمل.

جائزة الاندماج

سرعان ما أتت الخطة التي وضعتها المدينة، أكلها: فكانت آلتينا أول مدينة في ألمانيا تحصل على جائزة الاندماج الوطنية من المستشارة أنغيلا ميركل، وكان ذلك في مايو/ أيار 2017، حيث ورد في قرار منح الجائزة أن المدينة "قدمت خدمات يُحتذى بها من أجل اندماج المهاجرين والمهاجرات". وصورة منح الجائزة تظهر العمدة أندرياس هولشتاين واقفاً بفخر إلى جانب المستشارة.

وقد غيرت مدينة آلتينا حركة المرور، وزينت الوادي الضيق للنهر بكورنيش للمشاة. وأقامت مصعداً، أطلقت عليه "مصعد المشاهدات"، ويأخذ زوار المدينة وسياحها عبر الجبل إلى قلعة آلتينا، التي تتوج مرتفعات منحدرة على نهر لينه.

لكن أعمال إعمار المدينة لم تنته بعد، كما يقول عمدتها، وستسمر إلى وقت طويل. وكما هول الحال مع الاندماج، فإن ذلك "ليس بالجولة القصيرة، وإنما مهمة على المدى الطويل".

المزيد من الأخبار 

الشرطة الأوروبية: الهجوم الإلكتروني قد يكون أكثر تطورا من واناكراي

تعرض أكبر ميناء بحري فى الهند لهجوم إلكتروني