أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( نضال عمرية)

قال مكتب تنسيق الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أفغانستان لا تزال واحدة من أخطر وأعنف بلدان العالم التي تعصف بها الأزمات.

وقد أدى استمرار الانتشار الجغرافي للصراع إلى زيادة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية بنسبة 13٪ العام الجاري.

قيل قديما..ان الحروب تخلق اللصوص..اما نتيجة السلام فهي قتلهم..

قد تعطي هذه الكلمات القليلة معان كثيرة عن ما اصاب افغانستان من رحى حروب طاحنة مزقت ما بقي من جسد كان ممزقا اصلا…وشكلت ارضا خصبة لظهور ارهاب عاث فسادا وجاء على أخضر البلاد ويابسها..

سكان هذا البلد الذي وصفهم المؤرخ الشهير  ابن بطوطة بالقوة والبأس الشديد ابان زيارته لمدينة كابل قديما ..باتوا اليوم كقشة في مهب رياح حروب متعاقبة ..حرب تلو اخرى..من غزو سوفيتي الى حرب اهلية بين فصائل افغانية ..ثم ظهور جماعة طالبان.. فالحرب الامريكية على القاعدة ..وحتى يومنا هذا ..حتى اختتمت  بظهور تنظيم داعش… وكأن هذا ما كان ينقص اهل البلاد اصلا.

أفغانستان هي احدى مناطق ارض خرسان قديما … اشتهرت بكونها احدى اهم نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير.. اليوم .. اضحت فقط طريقا للشوك والصراعات…تقرير اخير صادر عن الامم المتحدة قال إن أفغانستان ما تزال واحدة من أخطر وأعنف بلدان العالم التي تعصف بها الأزمات. وقد أدى استمرار الصراع إلى زيادة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في عام 2017 بنسبة 13٪ ليصل إلى 9.3 مليون شخص

ارقام التقرير المفزعة اكدت انه وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 بلغت الخسائر في صفوف المدنيين أكثر من ثمانية آلاف شخص، وهو أعلى عدد على الإطلاق، وتضمنت زيادة بنسبة 15%في الضحايا من الأطفال مقارنة بالعام السابق

اما اعداد النازحيين فقد وصلت الى مستوى غير مسبوق..وقدرت بنصف مليون في شهر نوفمبر تشرين الثاني وهو بالمناسبة اعلى رقم يتم تسجيله حتى الان..يعطف على ذلك إن أكثر من تسعة ملايين شخص يعانون من محدودية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية أو يحرمون منها.

اذن لم يكن غريبا على الاطلاق ان نرى ونسمع تلك النكسات المهولة بحق المدنيين والاطفال.. الضحية الاولى والاخيرة لحرب لم يشاركوا يوما في رسم معالمها…اعينهم اليوم تعكس تاملا وحيرة.. ولم يكن بوسعها ان تحمل اكثر من تساؤل وحيد …هل نحن مشغولون بالدماء… ام مشغولون بالبقاء !!

 

اقرأ أيضا:
الجيش الأمريكي يعلن قتل أميرين لداعش خلال تسعة أشهر

سوريا تحتل المرتبة الأولى عالميا بعدد قتلى "الصراعات المسلحة"