أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

يهدد التلوث البيئي في ايران حياة الآلاف وخاصة ابناء العاصمة طهران اذ ارتفعت في الايام القليلة الماضية نسبة التلوث في البلاد لتسجل ارقاما قياسية جديدة غير تلك التي تصنفها منظمة الصحة العالمية بالطبيعية، ما دفع خبراء لدعوة السلطات باتخاذ اجراءات تحد من هذه الظاهرة لحماية الاجيال القادمة.

طهران تختنق، وسلسلة جبال ألبرز المطلة على العاصمة الايرانية تتوارى عن الأنظار بعد أن غطتها غمامة من الهواء الملوث ناتج عن ارتفاع حاد في نسبة تركيز الجزيئات الدقيقة الذي وصل الى 185 ميكروغراما بالمتر المكعب ليسجل رقما قياسيا جديدا من التلوث في ايران 

ويقول الدكتور مسعود زندي مدير المركز الوطني للمناخ في المؤسسة الإيرانية لحماية البيئة: "يظهر اليوم مؤشر نوعية الهواء أننا في مناخ غير صحي بسبب تلوث الهواء الذي يسبب الأمراض لجميع الفئات الحساسة. كما هو واضح ورائي يمكنك أن ترى أن نسبة الجسيمات التي يبلغ قطرها اثنان ونصف الميكرون أعلى من المستوى المطابق للمعايير ونحن في ظروف غير صحية على الإطلاق"

شدد ت السلطات في طهران  من الاجراءات التي تحد من التلوث في الهواء، إلا ان ذلك لم ينفع فالتلوث بحسب خبراء ناجم بنسبة 80  بالمئة عن انبعاثات عوادم السيارات.

اويضيف لدكتور مسعود زندي: "إن العامل الرئيسي الذي يسهم في ذلك هو التلوث الناجم عن السيارات، ولدينا نفس الموارد في جميع أنحاء مدننا طوال العام، ولكن في موسم البرد، نحن نواجه ظاهرة انقلاب الهواء. عندما تحدث ظاهرة الانقلاب، تتوقف التبادلات الحرارية وتنتقل الملوثات من الأسفل إلى الأعلى، وتنحصر تحت الطبقة المتشكلة في الهعواء وكلما كان هناك المزيد من النشاط من قبل هذه الموارد فإن تركيز الملوثات يزداد أكثر…"

انخفضت حركة المرور في طهران على وجه الخصوص إلا ان نسبة التلوث ظلت مرتفعة لأسباب غير تلك التي تتعلق بالسيارات.

فتقول الدكتورة نركس روحاني وهي عضو الجمعية العلمية الإيرانية للتقييم البيئي الخبيرة في تلوث الهواء والبيئة: "من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التلوث في طهران هي حركة الدراجات النارية حيث يستخدمها الكثير من الناس لأجل تأمين لقمة العيش لعائلاتهم لكن الكثير منها ما يزيد على ثلاثة ملايين ومائتي ألف دراجة نارية تعمل بنظام الكربوراتور وربما يمكنه أن يتسبب بالتلوث بما يعادل ثمانية أضعاف السيارة كما يسبب تلوثاً صوتياً يعادل خمسة أضعاف السيارة، ولعلاج هذه المشكلة تم تقديم الكثير من التسهيلات لشراء الدراجات الكهربائية واستبدال الدراجات النارية بها بمبلغ ثمانية ملايين تومان"

ودائما ما يبلغ التلوث في هذه المرحلة من السنة مستويات مرتفعة في طهران  بسبب ظاهرة تسمى "الانعكاس الحراري" حيث يمنع الهواء البارد على المرتفعات الهواء الساخن والملوث من التبدد. وأدى انعدام الأمطار هذه السنة منذ بداية الخريف، إلى تفاقم المشكلة.

اذ تقول الدكتورة نركس روحاني: " وتشير الإحصاءات التي تزداد كل سنة إلى أن ثلاثة وثلاثين ألف شخص توفوا نتيجة التلوث العام الفائت في طهران أما إحصاءات هذا العام فهي تشير إلى أن هذا العدد ارتفع إلى ما يزيد على أربعة وأربعين ألفاً وثمانمائة شخص وإذا أردنا الحديث بدقة أكبر فإن الأمراض تنتشر بشكل أكبر عندما تزيد نسبة التلوث وقد تسبب التلوث بخسائر تقدر بخمسة آلاف ومائة مليار ريال فضلاً عن زيادة انتشار الأمراض بما في ذلك حالات احتشاء عضلة القلب. في السنوات السابقة لاحظنا أن النسبة الأكبر من الوفيات كانت في فئة السكان الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وأربعين عاماً أما في هذا العام فنلاحظ أن هذا السن انخفض ليشمل الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وثلاثين عاماً،"

على الرغم من أن الحكومة الإيرانية تبذل جهودها لزراعة الأشجار والنباتات للحد من تلوث الهواء إلا ان ذلك لا يكفي ويتطلب مجموعة اجراءات أكثر حزما على كافة الأصعدة بحسب ما أجمع عليه كل الخبراء