أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

قد تكون أي امرأة، في أي بلد، معرضة لمثل هذا الوضع أن تمشي في الشارع، وحدها، لتواجه مجموعة من الرجال يتبعونها خطوة بخطوة لأي مكان تذهب إليه.

مرددين عبارات مثل “مهلا يا جميلة” أو كم أنت مثيرة، أو ابتسامة بطريقة مستفزة. وقد يكون الموقف فجا ومباشرا كأن تتعرض الفتاة أو السيدة لعرقلة الطريق رغبة من الفاعل بلفت نظهرها وتفاعلها معه، ومن الممكن أيضا أن تتفاقم الأمور فيكون أسلوب التحرش أكثر عدوانية، فيبادر المتحرش الى استخدام يديه ولمس بعض الأماكن غير اللائق ذكرها.

وما يحصل على الغالب في مثل هذه الحالات أن تأخذ الأمور منحا “درامي” وتتفاقم لتصل الى حد تسجيل حالة جنائية بارتكاب الجاني “جرم الإغتصاب” وهنا يصبح التحرش سببا والجريمة “نتيجة”

وتقول “راشيل جيوكيس”، مديرة برنامج ” العمل لمنع العنف ضد النساء والفتيات”: “الاغتصاب هو نتيجة مباشرة للتحرش”. ولكن هناك “عدد لا يحصى من السلوكيات”، التي توطئ لحدوث جريمة الإغتصاب.

وتتابع: الحقيقة أن التحرش الجنسي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، لا سيما في الأماكن العامة، وتعتقد جيويكس. “انها تساهم بشكل كبير بالحد من حرية المرأة”.

ظاهرة تبين أنها منتشرة في جميع المجتمعات حول العالم بغض النظر عن البلد أو الثقافة، وهذا ما أثبتته شهادات الضحايا اللواتي تحدثن عن تجاربهن باستخدام  وسم أو هاشتاغ “MeToo” في شوارع لندن ومومباي وواشنطن أو لاغوس. في عام 2017، لم يعرف العالم شيئا أوضح من أن “التحرش الجنسي في كل مكان”.

عند تصنيف قضية ما على أنها ذات طابع “عالمي”، فإن الحد الأدنى من مستويات الإبلاغ والبيانات تساعد الخبراء والمختصين في تشخيص وحل المشكلة. واستنادا إلى ما هو متاح، فإننا نستعرض لكم بالأرقام والإحصاءات حجم انتشار التحرش الحنسي والإغتصاب في كل قارة من قارات العالم والتي أتت وفقا لـCNN على النحو التالي:

آسيا

تقول جيويكس، في هذه المنطقة من العالم”هناك استحقاق جنسي ضخم للذكور.. خاصة في جنوب آسيا”. وأضافت “الرجال، يسيطرون على ملكية وإدراة جميع الأماكن العامة”، مضيفة أن الأعراف الاجتماعية تمكنهم من الشعور بالسيطرة المطلقة، مما يضايق النساء. وعندما تكون الشوارع غير آمنة، فإنها توفر ذريعة لإبقاء النساء والفتيات الصغيرات في المنزل أو إخراجهن من المدرسة.

ولفتت حادثة اغتصاب عصابة لطالبة شابة في حافلة في نيودلهي بالهند عام 2012 الانتباه إلى هذه القضية في جميع أنحاء البلد. وأظهرت الأبحاث التي أجرتها منظمة “أكشن إيد” الخيرية الدولية في عام 2016 أن 44 في المائة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة الاستقصائية في الهند قد تم التحرش بهن في الأماكن العامة.

وتكشف البيانات الواردة من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والمعروفة أيضا باسم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن ما يقرب من أربع نساء من كل 10 تعرضن للعنف الجنسي أو البدني من شريك في حياتهن.

نسبة النساء اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية في أكبر بلدان شرق آسيا:

بنغلادش: 57 % 
كمبوديا: 77 % 
الهند: 79 % 
فيتنام: 87 % 

إقرأ: فضائح التحرش تمس هيبة لجنة جائزة “نوبل” للآداب

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

في  العالم العربي كانت حملة #MeToo أو أنا أيضا هي الأكثر هدوءً نوعا ما قياسا على مثيلاتها في باقي دول العالم. ويعتقد الخبراء أن مشكلة التحرش والاعتداء هناك منتشرة كما هو الحال في أي منطقة أخرى ولكن الأصوات التي تصرح بذلك قليلة.

وقالت لينا أبي رافع، مديرة معهد الدراسات النسائية في العالم العربي بلبنان: “هناك أسباب كثيرة وراء هذا الصمت” “الناس يخافون من الخوض في هذه المسائل”. وسلطت الضوء على الوصم والعار المرتبطين بالتحدث عن تجارب التحرش أو الاعتداء الجنسي.

وعلى الرغم من أن العار والوصم يمكن أن يقال أنهما مسألتان عالميتان، إلا أن أبي رافع تقول إنها قضية خاصة في العالم العربي، حيث تتعرض النساء لخطر فقدان وظائفهن وأسرهن، إذا أصررن على البوح وكشف المستور. وأضافت أن بعض الأسر قد تقتل بناتها إن فقدن عذريتهن.

وفي مصر، وجد تقرير أعدته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2013 أن 99 في المئة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة الاستقصائية في سبع مناطق في البلد قد تعرضن لبعض أشكال التحرش الجنسي. 

جدير بالذكر أن 37 % هي نسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف في العالم العربي.

غرب أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى

تؤثر المضايقات على ملايين النساء في جميع أنحاء أفريقيا، ولكن العنف الجنسي في هذه المنطقة أكثر شيوعا. وأبلغت أكثر من 50 في المئة من النساء في تنزانيا عن تعرضهن للعنف من قبل لأزواجهن أو شركائهن في تقرير صدر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية، وارتفع هذا الرقم إلى 71 في المئة في إثيوبيا.
وبالحديث عن النسب المئوية فإن 43 % من الفتيات في نيجيريا تم تزويجهن قبل سن الـ18.

الولايات المتحدة وكندا 

أضحى عبء التحرش والاعتداء الجنسي في الغرب أكثر وضوحا من أي وقت مضى مع الاتهامات العديدة الأخيرة الموجهة ضد رجال في مواقع السلطة.

وطبقا لأبحاث أجرتها مؤسسة “ستوب ستريت هاراسمنت” أو “أوقفوا التحرش في الشوارع” غير الربحية، فإن 65٪ من النساء في الولايات المتحدة تعرضن لشكل من أشكال التحرش في الشوارع، و23٪ تعرضن للتحرش الجنسي، و 37٪ لا يشعرن بالأمان في المنزل ليلا.

ولكن راشيل جيوكيس تضيف أن معدلات التحرش، بالمقارنة مع مناطق أخرى من العالم، أقل في أمريكا الشمالية، والاغتصاب أقل شيوعا. 

ووفقا لموقع “الاعتداء الجنسي في كندا”، تحدث 80 في المئة من حوادث الاعتداء الجنسي في منازل الناس، وتفيد الشرطة بأن نسبة ما تم تسجيله من حلات اغتصاب لا يتجاوز 1إلى 2 في المئة فقط.

وبحسب الإحصائيات فإن 1 من كل 4 نساء في أمريكا الشمالية قد اختبرت التحرش الجنسي خلال حياتها. 

إقرأ: البنتاغون: 20 ألف دعوى تحرش جنسي في الجيش الأمريكي

أوروبا 

إن التبصر في معدلات الإساءة التي تواجهها النساء أكبر بكثير في أوروبا بسبب دراسة استقصائية واسعة أجريت في عام 2012 من قبل وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية. والنتائج هي المسح الأكثر شمولا حول تجارب النساء مع العنف في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول الأعضاء الأوروبية الـ28.

وسجلت الدنمارك أكبر عدد من الأرقام بـ 52 في المئة من النساء المتضررات. وفي لندن في عام 2012، تعرضت أكثر من 40 في المئة من النساء للتحرش الجنسي في الشارع خلال السنة السابقة. ووجد تقرير منفصل من قبل ستوب ستريت هاراسمنت في المملكة المتحدة أن 35٪ من النساء تعرضن لمس جنسي غير مرغوب فيه.

أمريكا اللاتينية

وتواجه هذه المنطقة نفس التحديات التي تواجهها آسيا من حيث التحرش وإساءة المعاملة إلى حد ما من خلال الثقافة والمجتمع. وقال يليز عثمان، منسق برنامج المدن الآمنة التابع للمفوضية في المكسيك، إن الكثيرين يضحكون على هذه القضية، بما في ذلك الشرطة، مما يجعل النساء غير قادرات على التحدث.

وقال عثمان “انها حالة تطبيع لهذا السلوك من قبل الرجال والنساء”. وقال إن النساء لا يبلغن عن ذلك، ولا يتدخل المارة بهذا الأمر إن دعت الحاجة، ولا تأخذ الشرطة الأمر على محمل الجد.

وأظهرت البحوث التي أجرتها منظمة أكشن إيد في البرازيل أن 86 في المئة من النساء اللواتي شملهن الاستقصاء تعرضن للمضايقات أو العنف في الأماكن العامة، ومن المثير للقلق أن 84 في المئة منهن تعرضن للتحرش الجنسي من “جانب الشرطة”.

عندما يتعلق الأمر بالمكسيك، حيث يقيم عثمان، فإن مستويات التحرش مرتفعة جدا. وقال “إن نسبة اللواتي تعرضن للتحرش هي ما بين 8 الى 9 نساء  من أصل كل 10.

أستراليا والمحيط الهادئ
    

ولم يتخطى التحرش والعنف المجتمعات على أطراف المحيط الهادئ. فعلى الرغم من الاختلافات الثقافية والتنموية، فإن لكل من أستراليا وفيجي وبابوا غينيا الجديدة نسبا عالية من النساء اللاتي يتعرضن للمضايقات كجزء من حياتهن اليومية.

وتشير البيانات الأسترالية إلى أن التحرش في الشوارع هو القضية الأكبر إشكالا، حيث تبلغ نسبة النساء اللواتي شملهن الاستطلاع 87٪ من النساء اللواتي تعرضن لأشكال التحرش اللفظي أو الجسدي في الشوارع، بينما لا يشعر 40٪ منهن بالأمان في المشي في أحياءهن الخاصة في الليل.

وفي بابوا غينيا الجديدة، فإن 77٪ من النساء يتعرضن لشكل من أشكال العنف الجنسي في الحافلات أو عند انتظارها. وفي فيجي، فإن المعلومات أكثر ندرة، لكن بيانات الأمم المتحدة تظهر بأن العنف الجنسي من شريك يؤثر على 64٪ من النساء.

إقرأ أيضا: نجم من العيار الثقيل يتورط ويدخل دائرة “التحرش الجنسي”