أخبار الآن | إيران – طهران – (علا مسعودي ) خاص 

تكونُ الجبالُ المحيطةُ بالعاصمة الإيرانيةِ طهران عائقًا جغرافيًا يمنعُ حركةَ الدخان والغازاتِ المتصاعدةِ من مُلوِّثات البيئة ما يجعلُها تتجمع في سمائها، ولايقتصرُ الأمرُ عليها فحسب فالمشاكلُ البيئيةُ في إيران متنوعةٌ تبدأُ بالتلوث ولاتنتهي بالعواصف الترابيةِ والجفافِ وزحفِ التصحر  وبين العوائق والحلولِ يبدو أن الطريقَ ما زال في بدايته. مزيدٌ معَ مراسلتنا من طهران عُلا مسعودي.

 الغيومُ المجتمعةُ خلفي  لاتُبشِّرُ بهطْلِ المطرِ ،  بل هي سُحبٌ دُخانِيةٌ أطلقها تلوثُ الجوِّ في طهران
وهي مشكلةٌ تأتي في المقام بين أخرى لكنَّ ما يتبعُها من مشاكلَ بيئيةٍ في إيران لاتقلُّ  خطورةً عن هذه الغيوم .

 هذه المدينةُ لم تكن هدفًا لهجوم بغازاتٍ سامةٍ ولا لوباءٍ فايروسي لكنَّ ساكنيها  يضعون الكماماتِ يوميًا ، وفي فصل الشتاء خاصةً،  حمايةً من التلوثِ الذي يعكرُ صفوَ سماءِ مدينتهم والذي تجاوزَ مستوى الخطر منذ سنين.
 مريم محمدي مواطنة إيرانية تقول لأخبار الآن أن مقدارُ تلوثِ الجو أصبح كبيرًا جدًا هي شخصيًا عندما تخرج من بيتها تشعر بالاختناق ويستمرُ السعالُ لديها يومين.
 وأشار أيضا أمين خوشبين مواطن إيراني بأن لكل منهم دور في إيجاد هذا التلوثِ فلابد  أن يسهموا  في تخفيفها باستخدام وسائلِ نقلٍ نظيفة كالدراجات الهوائيةِ أو اختيارِ أنواعٍ جيدة من الوَقُود لسيارتهم .

مهناز أسد الهي مواطنة إيرانية أضافت بأن لابأس في أن يجربَ الناسُ أساليبَ تحُدُّ من تلوث الجو، كتقليل استخدامِ السيارات في المسافات القريبةِ أو استخدامِ القطارات و وسائلِ النقلِ  البديلة والصديقةِ للبيئة  
 ثلاثةُ آلافِ شخصٍ  يفقدون حياتَهم سنويًا في إيران الحائزةِ على المرتبة الثالثةِ عالميًا في تلوث الجو ، ولأن عددَ السيارات التي تسيرُ في شوارع طهران تجاوزُ خمسةَ ملايينِ سيارةٍ فلابد أن يشتدَّ  الخطرُ. 

ومرت كاميرا الآن على أحد سائقي الأجرة يدعى نادر جمالي وقال لنا بأنه لا يعتقد بأن السببَ الرئيسَ يقتصرُ على السيارات وهي مصدرُ رزقِ سائقي  الأجرةِ، يرى بأن  هناك أسبابًا أخرى لزيادة تلوثِ الجوِّ كالمصانع وحرقِ النُّفاياتِ واستخراجِ النفطِ وغيرِها من العواملِ الكثيرة ، فلا يجوزُ رميُ الكرةِ في ملعب سائقي السياراتِ فحسْب  .

ومع التلوثِ تدخلُ العواصفُ الترابيةُ واحدةً من مشاكل البيئة فضلًا عن  الجفافِ والتصحرِ  ولأن  طهرانَ تعتمدُ على الأمطارِ والثلوجِ والمياه الجوفية في توفير مياهِ الشرب فإن عدمَ  هَطْلِها والإسرافَ في استخدام المياهِ هي أسبابٌ  أخرى منحتِ الجفافَ مرتبةً متقدمةً بين سواها من الأمور.
 ويرى  د. ضياء شعاعي مدير  مكتب مكافحة التصحر والتلوث البيئي أن ضمن برنامجِ مكافحةِ التصحر في إيران يُستصلَحُ أكثرُ من ثلاثِمئةِ هكتارٍ  سنويًا لتُحولَ إلى أرضٍ زراعيةٍ، أما العواصفُ الترابيةُ فهي من أبرز مشاكلِ البيئةِ، ولابدَّ من إيجاد حلولٍ لها من خلال العملِ الإقليمي المشتركِ أما مسألةُ الجفافِ فلعدم إدارةِ المواردِ المائية دورٌ في ذلك ولابد من تنسيق عالي المستوى بين دولِ المِنطقةِ للخروج بحلولٍ ناجعة.
 وبالرَّغم من تنوع الحلول في إيران للحد من مشاكل البيئةِ كإيجادِ مزيدٍ من الأراضي الخضراءِ والبحثِ عن بدائلَ تقللُ  انبعاثَ الغازاتِ ومكافحةِ التصحرِ وبناءِ السدودِ للحفاظ على مياه الأمطار والثلوج، بالرَّغم من ذلك كلِّه، يبدو الطريقُ أطولَ مما هو متوقع.

 

إقرأ أيضا

الماريجوانا.. تصل للبيوت "ديلفري" في طهران! – أخبار الآن

قرقاش: خطبة الجمعة الإيرانية مستمرة في التصعيد ضد الرياض – أخبار الآن