أخبار الآن | لندن – بريطانيا – (وكالات)

انطلقت في العاصمة البريطانية، اليوم الخميس، أعمال القمة الدولية الخاصة بمكافحة الفساد، والتي يأمل المشاركون فيها وضع خطة في صدارة الأجندة الدولية للتصدي لهذه الآفة.

وسيوقع القادة المشركون في هذه القمة على "أول إعلان عالمي على الإطلاق ضد الفساد"، وذلك بحسب بيان لرئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون، الذي أشار فيه إلى أن "الإعلان ينص على التزام الموقعين عليه العمل سوياً ضد الفساد، والاعتراف بأن الفساد يقوض الجهود الرامية لمكافحة الفقر، ونشر الرخاء ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتصدي للفساد أينما وجد، وملاحقة ومعاقبة مرتكبيه أو مسهليه أو المتآمرين مع هؤلاء".

وأوضح البيان أن كاميرون يؤكد أن الانتصار في المعركة ضد الفساد "لا يتم بين ليلة وضحاها، ويتطلب وقتاً وشجاعة وعزماً" مضيفاً: "معاً نضع مكافحة الفساد حيث يجب أن تكون في صدارة الأجندة الدولية".

ويشارك في القمة رؤساء دول تعاني من الفساد مثل الرئيسين الأفغاني أشرف غني والنيجيري محمد بخاري، وقد وجه كاميرون الدعوة لكل من وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والمديرة العامة لـصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، ورئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، ورئيس منظمة "الشفافية الدولية" غير الحكومية المتخصصة بمكافحة الفساد، خوسيه أوغاز.

وجدير بالذكر أن تقريراً لمنظمة الشفافية الدولية صدر بداية الشهر الجاري يشمل تسع دول عربية، وذكر التقرير أن 61% من مواطني الدول المعنية؛ وهي اليمن ومصر والسودان والمغرب ولبنان والجزائر وفلسطين وتونس والأردن، يرون أن الفساد ازداد انتشاراً خلال السنة الماضية، غير أن البيانات تتفاوت بشكل كبير بين مختلف البلدان.

وأبدت المنظمة مخاوف، خاصةً حيال الوضع في لبنان الذي يعاني من أزمة سياسية عميقة، ولا سيما مع شغور موقع الرئاسة منذ عامين وعدم إجراء انتخابات تشريعية منذ عام 2009.

وبينما ذكر التقرير أن تونس أحرزت نتيجة جيدة، قالت أغلبية من التونسيين المستطلعة آراؤهم (62%) إن عمل الحكومة سيئ، وتقول أغلبية (64%) إن الفساد يزداد.

وفي سياق ذي صلة قال الكاتب روجر بويز إن قمة مكافحة الفساد التي تعتزم بريطانيا عقدها، الخميس، تشكل فرصة للحديث عن الفساد الداخلي والخارجي لحكومات دول العالم، لكنه أضاف: "لا تتوقعوا المعجزات من هذه القمة".

ودعا بويز في مقال له بصحيفة تايمز البريطانية رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ومسؤولي العالم المؤتمرين إلى دراسة وإظهار شبكات القوة والأعمال لا في أفريقيا فحسب، بل في الصين وجنوب آسيا وروسيا وفي مدينة لندن وفي نيويورك كذلك.

وقال: إن "هناك خطراً حقيقياً في أن تكون القمة عبارة عن حفل للمنافقين والفاسدين المتنكرين بزي الصليبيين النظيفين". وقد يكون وجود وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، كزهرة جدار ما دامت الولايات المتحدة لم تأت بمعايير دولية جديدة للشفافية المالية.

وأشار الكاتب إلى أن وثائق بنما كشفت الملاذات الضريبية الخارجية التي تضم ثلاثين تريليوناً من الثروات الخاصة، وهي شبكة مدعومة ضمنياً من جانب الحكومات الداخلية. وأضاف أن المتورطين من مختلف الجنسيات يستخدمون هذه الملاذات للحد من التزاماتهم الضريبية.