أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (زكريا نعساني)

خيوط علاقة إيران بالقاعدة كانت خفية إلى حد ما على الكثير من دول العالم والمحللين الاستراتيجيين، ولا يوجد لديهم إلا بعض الشواهد على التعاون بينهما وبعض الوثائق التي تثبت دعم طهران للتنظيم المتطرف إلا أن وثائق أبوت آباد"، والمخطوطات التي عثر عليها في مقر إقامة مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد مقتله في مايو/أيار 2011، كانت هي من ربط خيوط العلاقة هذه وأوضح معالمها بالتفصيل.

عَرف معدو الكتاب الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط وحمل عنوان رجال القاعدة في إيران الملاذ الآمن والتحالف المشبوه عرفوا وثائق أبوت آباد بأن أهميتها تنبعث من كونها تكاد تكون اعترافات التنظيم، عبر مؤسسه وقيادته المركزية بالعلاقة مع ايران.

لقد جرى رفع السرية عن تلك الوثائق من قبل إدارة الاستخبارات الأمريكية على ثلاث دفعات حتى الآن، فعلى ماذا احتوت تلك الرسائل؟

الوثائق الأولى التي تم رفع السرية عنها في أيار/مايو 2012، كانت مجموعة قليلة فتوصل الباحثون الى نتيجة بعد تحليلها   مفادها أن هناك احتمالا (بعلاقة مصالح) للضغط على امريكا.

أما الدفعة الثانية فاحتوت على رسائل مس بعضها بشكل واضح، بهذه العلاقة وتصورات بن لادن للعلاقة بإيران وحربها وغير ذلك، إذ تطالعنا الوثائق في هذه الدفعة، رسالة لابن لادن من "أبي عبد الرحمن أنس السبيعي"، وهو نفسه "أبو أنس الليبي" مؤرخة في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2010 والتي كشفت للمرة الأولى أن لجوء أفراد القاعدة إلى إيران كان على فوجين:

أولهما كان بعد سقوط ما تسمى "إمارة" طالبان.

والتوافد الثاني كان بأوامر من الملا عمر بعد عيد الأضحى بتاريخ 31 كانون الأول/ ديسمبر 2001.

أما الدفعة الثالثة من الوثائق فيصفها الكتاب بأنها صاحبة الحجج الدامغة على حصانة إيران في فكر قائد ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وكيف كان يتجنب دائما استهدافها من قبل التنظيم، إذ يرى بن لادن أن ذلك مضر بالتنظيم، ويقر بأهمية العلاقات معها، كونها دولة محورية في المنطقة,

فما ما هي دلالات وثائق أبوت أباد؟

وفقا للكتاب، فإن تلك الوثائق أكدث العلاقة التصالحية والتحالفية بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، وإصرار زعيم التنظيم ومؤسسه أسامة بن لادن على عدم المساس بإيران بشر، واستثنائها من دون العالم من عمليات "القاعدة"، فهي تمثل اعترافات واستراتيجيات قائد التنظيم نفسه، أو دائرته الضيقة وتصوراته، حيث ضمت أيضا عددا من المؤلفات التي كان يحرص على مطالعتها بعدم جواز مهاجمة إيران على عكس باقي الدول في العالم.

أما الوثائق التي اعتمدتها محكمة في نيويورك وأصدرت حكما بموجبها تغرم بموجبه الحكومة الايرانية 10 مليارات ونصف المليار لضلوعها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر سوف نتحدث بالتفاصيل عن أهمية ودلاياتها في تقريرنا القادم.

 

اقرأ أيضا:
سر الظواهري الغامض: إيران

خط بحري لتهريب أسلحة من إيران إلى الحوثيين