أخبار الان | دبي – الإمارات  العربية المتحدة 

 

ظاهرياً، يبدو مقتل قيادي القاعدة في جزيرة العرب جلال بلعيدي إثر هجوم جوي في الرابع من فبراير وكأنها عملية اعتيادية لمكافحة الإرهاب من قبل التحالف الدولي.

ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي تشير إلى أنه قد تكون هناك أبعاد أخرى لوفاة بلعيدي.

نقطة مهمة يجب التطرق إليها، ألا وهي أن هناك حرب تجسس كبيرة بين القاعدة في جزيرة العرب وداعش في اليمن. العديد من الجهاديين، بمن فيهم أعضاء القاعدة في جزيرة العرب والذين يذهبون إلى سوريا والعراق من شبه الجزيرة العربية، ينتهي بهم المطاف بتغير اتجاهاتهم، فيقومون بالانضمام لداعش، ومن ثم يرسلهم داعش مجدداً إلى جزيرة العرب ليكونوا جواسيس داخل القاعدة في جزيرة العرب.

هدف داعش واضح: وفق الجزء الأخير من مجلة دابق، يعتقد داعش أن القاعدة في جزيرة العرب لن يكون باستطاعتها أن تحكم مناطقها بشكل فعال إذا ما تم العثور على قادة القاعدة في جزيرة العرب والقضاء عليهم واحدا تلو الآخر، وبلعيدي كان قياديا مهما جداً.

إلى حد كبير، لم تكن هذه محاولة الاغتيال الأولى في حياة بلعيدي، فقد نجا من محاولة اغتيال سابقة في الماضي. بعض الجهاديين على يقين بأن شخصا ما قام بإرسال موقع بلعيدي ليتم استهدافه وقتله. 

في هذه المرحلة فإن المسألة تزداد تعقيداً، حتى أنها وصلت إلى زعيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي ذاته. يتساءل بعض الجهاديين ما إذا كان الريمي نفسه أو أحد المقربين منه هو الذي قام بالتجسس على بلعيدي.

ليست هذه المرة الأولى التي يشك فيها الجهاديون بأن الريمي قد لعب دوراً في الكشف عن مكان وجود زعيم بارز في القاعدة في جزيرة العرب. فبعد كل شيء، حمل الكثير منهم الريمي مسؤولية مقتل زعيم القاعدة في جزيرة العرب السابق ناصر الوحيشي في ظروف غامضة مماثلة، وافترض الريمي توليه قيادة التنظيم بعد مقتل الوحيشي.

بالنسبة لبعض الجهاديين، فإن الصورة بسيطة جداً: الريمي هو زعيم ضعيف، فهو مكروه وليس محل ثقة بالنسبة لكثيرين في الهيكل القيادي البارز في القاعدة في جزيرة العرب. أداة الريمي الوحيدة للحفاظ على السلطة هي القضاء على المنافسين المحتملين، وذلك عن طريق قتلهم. هو أمر منطقي نوعاً ما: الكثير من الناس في اليمن يعرفون الريمي كجاسوس سابق لحساب مخابرات علي عبد الله صالح. بفضل تلك التجربة والخبرة، فأن الريمي هو واحد من أكثر المؤهلين في اليمن لمعرفة كيفية تسريب أو فضح موقع شخص ما ليتم استهدافه بغارة جوية. فلديه الدراية، ولديه الدافع، مما يجعله المتهم الأكثر ترجيحاً.

بلعيدي كان على الأرجح آخر الذين تم استهدافهم، ولكن بالتأكيد ليس الضحية الأخيرة لاتصالات وتكتيكات الريمي الغامضة.

مشكلة الريمي الآن هي أن باقي كبار قادة القاعدة في جزيرة العرب يريدون حماية أنفسهم من ملاقاة مصير بلعيدي. وهذا بدوره يضعف قيادة الريمي أكثر من ذلك.