أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (متابعات)

يوما  بعد يوم  تتكشف جوانب عديدة  في تسريبات جديدة حول فحوى الرسائل التي تمت مصادرتها بعد العملية الأمريكية الخاصة في باكستان والتي ادت الى مقتل زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن.هذه المرة رسائل تظهر مدى الهاجس الأمني الذي كان يحيط ببن لادن والنصائح والإرشادات التي ارسل بها لقادة تنظيمه حول ضرورة توخي الحذر واتباع اساليب تجنبهم الملاحقة بالطائرات من دون طيار ورسائل أخرى نتابع هذه بعضها …

تنقل احدى الرسائل عن بن لادن قوله لرجاله و كبار قادته مثل سعيد المحاسب  الذي قتل بغارة  في وزيرستان ، وكذلك ناصر الوحيشي زعيم التنظيم في جزيرة العرب – الذي قتل أيضًا في يونيو حزيران الماضي، وخلفه قاسم الريمي، وعزام الأميركي المتخصّص بترجمة خطاباته في المناسبات الكبرى إلى الإنجليزية  ان الطائرات من دون طيار الدرونز لن تنال منكم ما  لم تقعوا في اخطاء بشرية، فبن لادن كان على ما  يبدو مسكونا  بهاجس الأمن.

جانب من هذه  الرسائل و النصائح  البديهية التي اسداها بن لادن لرجاله تؤشر الى الإحباط الذي اصابه على ما يبدو نتيجة عجزه عن  السيطرة على اعمال تنظيم القاعدة.     

وفيما  طرح مراقبون  مطلعون على فحوى الرسائل  امكانية تردد بن لادن  تجاه مساعدة نائبه ايمن الظواهري باعتبار انه  يميل اكثر  الى عطية عبد الرحمن الليبي،  اظهرت  هذه  الرسائل المحنة  الامنية التي كان  يعيشها  بن لادن فلم يحدث أن التقى بن لادن مع نائبه أيمن الظواهري أو عطية الله الليبي أو الوحيشي أو عزام الأميركي منذ سقوط  طالبان نهاية عام 2001،   هذا  بالإضافة الى  محنة  خروج بعض التنظيمات الفرعية القاعدية عن  قرار المؤسسة الام.

و لعل الابرز في الرسائل هي الموجهة الى ابي بصير الوحيشي زعيم التنظيم في اليمن و دعوته لان يبقى اليمن هادئا و مطالبته بادخاره كجيش احتياطي للامة ، حيث قال ليس هناك من مصلحة للتسرع  في اسقاط النظام ، وهنا  يبدو التباين  واضحا بين  توجيهات بن لادن و ما جرى  على الارض و قد تبدو مؤشرات الى ميول بن لادن  الى نقل العمليات  القتالية  الى الخارج ووقف المواجهات مع  النظام في اليمن.

من خلال ما رشح من  رسائله يكشف بن لادن عن سر استقلال التنظيمات الفرعية بالقرار، والمؤلّفة من عناصر التحقت بالتنظيم في مرحلة متأخرة، ولم تتشرّب مبادىء القاعدة في وجوب حصر القتال ضد الولايات المتحدة، الى درجة أن اخبار العمليات الفرعية تصله عن طريق وسائل الاعلام الخارجية، ما يعني أنه لم يعد مرجعية عليا للتنظيم ولم يتم الرجوع اليه قبل تنفيذ العمليات.

واكثر يتبين من خلال هذه الرسائل سعي بن لادن الدؤوب للتجديد في خطاب القاعدة بقوله على الخطاب ان يكون هادئا رصينا و مقنعا و كان به  يسعى الى اقناع  افراد التنظيمات الفرعية عن النأي بنفسهم عن  الصدامات  الداخلية.

مؤشرات  يضاف اليها  تأكيد المعلومات  بشان الدور الإيراني و معرفته  بتحركات القاعدة  من خلال المذكرة المرسلة لأسامة بن لادن والتي  يتحدث فيها أحد افراد  القاعدة عن رجل آخر مستعد للسفر، و يتضح أن الجهة كانت إيران، وكان بصحبته 6 إلى 8 من افارد القاعدة. وكتب لبن  لادن يخبره أنهم بانتظار تأكيد تام من قبله للتحرك، والموافقة على هذه الوجهة اي ايران .