أخبار الآن | كاتالونيا – اسبانيا ( غرفة الأخبار )

في اسبانيا .. يستمر سكان كاتالونيا بأداء أصواتهم في انتخابات محلية مبكرة تتمحور حول استقلال هذه المنطقة الواقعة شمال شرق اسبانيا، ويمكن ان تؤثر على مستقبل البلاد.

وفي كاتالونيا التي يبلغ عدد سكانها 7,5 ملايين نسمة، فتحت مكاتب الاقتراع صباحا حيث يتعين على الناخبين اختيار نوابهم الاقليميين وتقرير ان كانوا يريدون بدء اجراءات الانفصال.

وتريد اللائحة الرئيسية للاستقلاليين "معا من اجل نعم" التي يعد الرئيس المنتهية ولايته ارتور ماس Artur Mas اهم شخصياتها، اطلاق عملية الانفصال اذا حصلت مع اللائحة الاستقلالية الاخرى على الاغلبية المطلقة في كاتالونيا، اي 68 مقعدا من اصل 135 مجموع مقاعد مجلس النواب الاقليمي. فيما تعارض أحزاب الشعبي الحاكم اليميني وحزب سيودادانوس Ciudadanos والاشتراكيين و Podemos يعارضون جميعهم الاستقلال عن اسبانيا.

ولم يخطىء الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. فقد زار برشلونة في نهاية الحملة لدعم "صديقه" رئيس الحكومة الاسبانية المحافظ ماريانو راخوي واكد ان اوروبا تحتاج الى "اسبانيا موحدة" في "هذه الاوقات الصعبة".
              
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعربوا عن دعمهم لمدريد.
              
وسكان كاتالونيا منقسمون جدا وقد بلتزمون الحذر باعطاء اصواتهم الى مجموعة من الاحزاب ترفض الانفصال مثل الحزب الشعبي الحاكم (يمين) وسيودادانوس (وسط يمين) والاشتراكيين وبوديموس.              
              
واذا ما استقلت كاتالونيا، فستأخذ معها خمس اجمالي الناتج المحلي لاسبانيا، التي تعد الاقتصاد الرابع في منطقة اليورو، وتؤمن ربع صادراتها.
              
ويقيم شعبها صلات وثيقة مع انحاء البلاد الاخرى. فلثلاثة ارباع الكاتالونيين اجداد في مناطق اخرى.
              
لكن النزعة القومية لدى عدد كبير من الكاتالونيين الفخورين بثقافتهم قد تحولت الى المطالبة بالاستقلال من جراء الازمة والفساد والعلاقات العادية مع السلطة المركزية.
              
واججت الشخصيات الموجودة هذه الميول، اي ماريانو راخوي وابرز شخصيات الحركة الرئيس الكاتالوني المنتهية ولايته ارتور ماس.
              
وحرص الاول على تعديل وضع الحكم الذاتي الذي حصلت عليه كاتالونيا خلال ولاية الحكومة الاشتراكية السابقة وسحب لقب "الامة" منها. وقد ربح القضية في 2011 عندما قررت المحكمة الدستورية ان اللقب لا ينطوي على اي قيمة قانونية.
              
وجعل الثاني منها ذريعة للحرب، عندما شعر عدد كبير من الكاتالونيين بالمرارة من جراء التوزيع غير العادل للضرائب على الصعيد الوطني كما يقولون.
              
ومنذ 2012، دأب ارتور ماس على المطالبة باجراء استفتاء على تقرير المصير، شبيه بالاستفتاءين اللذين اجريا في كيبيك واسكتلندا، ولم يسفرا عن نتيجة.
              
وبعد استفتاء رمزي في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2014 شارك فيه  2,2 مليون شخص، قرر اخيرا تقريب موعد الانتخابات الاقليمة التي كانت مقررة اواخر 2016.
              
وقد جمع الفريق المطالب بالاستقلال — من اليمين الى اليسار الجمهوري — في لائحة واحدة "معا من اجل نعم"، ودعا الناخبين الى التصويت عليها والموافقة على برنامجه الذي يقضي بقيادة المنطقة الى "الحرية" في 2017.