أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة – (أ ف ب)

ما تزال قضية الوثائق التي كشفتها وكالة الاستخبارات الأمريكية منذ يومين عن حياة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة تشغل العالم الذي كان يتشوق لمعرفة تفاصيل عن حياة أكبر المطلوبين على قوائم الارهاب في العصر الحديث.

وضمن الوثائق المئة التي كشف عنها مجموعة رسائل بعثها بن لادن إلى دائرته الضيقة تظهر هوسه بالاحتياطات الأمنية وحرصه الشديد من أجهزة التنصت السرية.

ففي احدى الرسائل التي بعثها لزوجته أم حمزة طلب بن لادن منها قبل وصولها إليه ان تتخلص من كل شيء بما في ذلك الملابس والكتب، وكل ما كانت تملكه في ايران تخوفا من زرع شرائح الكترونية.

وفي رسالة من المسؤول الثاني للقاعدة الى بن لادن بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 يشير المسؤول الى "سماء ملبدة بالغيوم رحيمة" قبل ارسال زوجة بن لادن اليه في اشارة إلى انه من الممكن ان تتحرك دون الخوف من الطائرات بدون الطيار. 

الوثائق السرية عن بن لادن تكشف هوسه بالاحتياطات الامنية

 وفي رسالة اخرى لا تحمل تاريخا لخص بن لادن فلسفته في المجال الامني قائلا بان الامور ستسير على ما يرام طالما تم الالتزام بالتعليمات مشددا على ضرورة ان تطبق الاجراءات الامنية من دون ادنى هامش للخطأ.

والمثير أن بن لادن كان مهوسا بالاجراءات الأمنية حتى أنه لا يثق بالأطباء فيقول بإدى رسائله  التي يوجه بها أحد مساعديه "لا يمكننا زيارة الاطباء ولهذا عليك ان تاخذ احتياطاتك وخصوصا بالنسبة للاسنان وعليك ان تحتفظ بوصفات جميع الاطباء الذين زرتهم حتى نتمكن من الحصول على الادوية حين تصل إلى مقرات التنظيم.

وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة يعمل كمنظومة متفرعة في انحاء العالم إلا ان الوثائق أظهرت الخوف الشديد لبن لادن ومساعديه من استخدام الانترنت.

فاظهرت إحدى الرسائل بشان استخدام الانترنت تشديد بن لادن على ان تكون المراسلة في الرسائل العامة عن طريق الانترنت ولكن السرية التي يجب ان تحيط بالعمليات يجب ان تكون عبر الرسول هو الوسيلة الوحيدة.

وينصح ايضا بتدمير "الشرائح الالكترونية" التي ترسل بينه وبين القادة ويدعو الى تغييرها بانتظام.
     
فيقول بن لادن بإحدى الرسائل وبكل بغرور "اثبتت الوقائع ان التكنولوجيا الاميركية والانظمة الفائقة التطور لا يمكنها القبض على مقاتل اذا لم يحصل انتهاك للقواعد الامنية".