أخبار الآن | طهران – إيران – (حامي حامدي)

يتصدر الإدمان على المخدرات قائمة المشكلات الإجتماعية في إيران، فبين إنكار الحكومة التي تقف عاجزة عن التصدي للإنتشار الكثيف لهذه الظاهرة، وإحصائيات الأمم المتحدة والإحصائيات الإيرانية غير الرسمية التي تشير الى كارثة حقيقية، يبقى نحو عشرين في المئة من الشباب الإيراني مدمناً بإنتظار فرصة للتأهيل، أخبار الآن التقت الدكتور علي رضا فتح الله زاده في هذه المقابلة ومن خلال تجربته الميدانية أفادنا بالكثير.. نتابع معا.

المخدرات بأنواعها باتت في متناول طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، نسبة كبيرة من الشباب والبنات، يتعاطون المخدرات في ايران في فترة الإمتحانات و تكون غالبا على شكل أدوية مخدرة لعلاج الأمراض العصبية والنفسية يجدونها في الصيدليات، كما ينتشر استهلاك Amphetamine امفماتين بسبب سعره المنخفض.

الدكتور علی رضا فتح الله زاده – طبيب في معالجة الإدمان على المخدرات:

السؤال الأول : ماهو سنُّ الإدمان في إيران وماهي الموادُّ المخدرةُ المنتشرةُ كثيرًا ؟
اليومَ قلَّ سنُّ تعاطي المخدرات فالذي نشاهدٌه في مراكز معالجة الإدمان هو أن الادمان على المخدرات ازداد كثيرُا عند الفتيان في سن الخامسةَ عشْرةَ وما فوق ذلك، وربما يكون سبب ذلك هو انتشار أحدِ أنواع المخدرات في إيران من نوع امفماتين وهذا النوع تحضيره سهل جدًا، ورخيص لذلك فإن أكثر المدمنين يقدمون على تعاطيه ولا يحتاج الشخص الذي يود ذلك إلى وسائل خاصة بذلك.
نستطيع القول إن سنَ الخامسة عشرة أي السنة الأولى من المرحلة الثانوية هو سن التعاطي السائد، ومن كلا الجنسين، فالفتيات أيضا في مجتمعنا اليوم أصبحن معتادات على ذلك.

السؤال الثاني : ماذا عن الانحراف الاجتماعي والثقافي ؟ماهي دوافع الإدمان في رأيك ؟   
البطالة والوضعان الاقتصادي والاجتماعي المترديان وقلة وسائل الترفيه وغياب الرقابة الكافيه كلها أسباب لانتشار الادمان، ولكن غياب القوانين الصارمة التي تجرم مرتكب هذا الفعل له التأثير الأكبر، ومن ذلك قانون السن القانونية للتدخين الذي لم يطبق حتى الآن.
ولا ننسى القيود الاجتماعية التي تمنع الشباب من التعبير عن مشاعرهم والتنفيس عما في داخلهم، وعدم مساعدتهم على قضاء بعض أوقاتهم في أماكن تساعدهم على ذلك لكي يندفعوا إلى العمل بكل نشاط وحيوية، ولكن الذي يحدث هو خلاف ذلك، فغياب أماكن الترفيه تلك يدفع الشباب نحو المواد المخدرة.
التعليم هو من المسائل الرئيسة أيضا فنحن نرى أن واقع التعليم في بلدنا أصبح يبعث على القلق، فالطالب لم يعد يهتم بالعلم إلا من أجل تعزيز سيرته الذاتية للعمل فقط. علينا التركيز على  تنمية طاقات طلابنا والاستفادة من قدراتهم في مجالات عملية والابتعاد بهم عن طريق الانحراف والإدمان.

السؤال الثالث : ماهي تكلفة المواد المخدرة وقيمتها في إيران ؟
الآن نستطيع القول إن المواد المخدرة المنتشرة في بلادنا لم تعد كما كانت من قبل من نوع المورفين والترياق والهروين وغيرها بل الذي نشاهده اليوم في السوق هو انتشار الامفيتامين الرخيص الذي يعد أحيانًا من أرخص الأقراص التي يبيعها بعضهم ومن دون وصفة طبية، وهذا كله سبب ودليل على انتشارها بين المدمنين.
لا أعلم القيمة الحقيقة للمواد المخدرة ولكنني اعتقد أن ثمنه ألف تومان، وهو ما يعادل أقلَّ من درهم إماراتي واحد، وهذا يعني أن المدمن يحتاج إلى ما بين سبعة عشر دولارًا وعشرين دولارًا شهريًا.
وطبعا هذه المبالغ متفاوتة بين المدمنين بحسب سنوات إدمانهم إذ إن هذا المبلغ الذي ذكرته يشمل الأشخاص المبتدئين، فضلا عن ذلك فإن المواد المخدرة الأخرى، كالترياق والهيرويين أغلى، والأغنياء يستطيعون الحصول عليها، ولكن الامفيميتامين هو الأكثرُ شيوعًا بين جميع فئات المجتمع.