أخبار الآن | سوريا – حلب (عدنان الحسين)

باتت الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في حلب، مستنقعاً لمرتزقة أجانب، وأصحاب السوابق الجنائية من الشبيحة، وسط حالة استياء وعجز من قبل الأهالي بعد ارتفاع حالات الخطف والاعتقال التعسفي، والقتل.

قتل وسرقة

"أحمد، س" شاب حلبي، ينتمي لعائلة ذات دخل متوسط، يعيش مع أهله في مدينة حلب، داهمت منزلهم مجموعة مسلحة يرتدون لباسًا عسكريًا، منتحلين صفة الأمن، ليعلموا فيما بعد أنهم عناصر الشبيحة.

يقول لـ"أخبار الآن": "صعد عناصر المجموعة إلى الطابق الأخير في البناء، وطرقوا باب المنزل بقوة، لكن لم نفتح لهم، حتى لاحظ سكان البناء الحادثة، وخرجوا للاستفسار، فأجبرهم العناصر على الدخول إلى منازلهم، وطلبوا منهم عدم التحرك، اختبئ أخي الكبير المطلوب لخدمة الاحتياط في نافذة غرفته لكنهم للأسف وجدوه، وقاموا بدفعه من النافذة وسقط من الطابق الثالث على الأرض، وأكملوا بعدها عملية سرقتهم للمنزل من مال ومصاغ، وخرجوا من المنزل، وحذروا الجيران من طلب الإسعاف، وأنهم هم من سيخبر الإسعاف ولاذوا بالفرار، أسعف الجيران أخي إلى المشفى، الذي توفي بعد ساعة من وصوله إلى المشفى، وإلى الآن لم يتم القاء القبض على العناصر".

يقول ناشطون من أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، أن هذه ليست أول عملية يقوم به عناصر يعتقد أنهم شبيحة منتحلين صفة الأمن في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، من أجل الحصول على المال، هناك الكثير من عمليات السطو والسلب حدثت، حيث شهد حي الجميلية بوسط حلب دخول مسلحين إلى محل اتصالات في تاريخ 8/1/2015 وسرقة هاتفين محمول غاليي الثمن ولم يتم القبض عليهم.

بيع الأعضاء

ولم يكتفِ عناصر الشبيحة بسرقة الأموال والسطو على المنازل، بل بدأ البعض الإتجار بالأعضاء البشرية، وكانت أخر عملية لهذه العصابات بحلب الجديدة، حيث خرجت الطفلة (ر – 13 عاماً) عند الساعة 7 مساءاً بتاريخ 25/1/2015 من بيتها في شارع المتنبي من أجل رفع قاطع الأمبير الخاص بالكهرباء الذي يبعد مسافة 45 متراً من باب البناية، لكنها لم تعد، بحث عنها أهلها كثيراً ليتفاجؤوا في اليوم التالي باتصالات من عصابة مسلحة قامت بخطف الطفلة، وطلب فدية قدرها  15 مليون ليرة سورية، مع التركيز بعدم ابلاغ الجيش او حتى الشرطة، وبعد مفاوضات بين أهل الطفلة والخاطفين تم الاتفاق على دفع مبلغ ثلاث ملايين ليرة سورية بشرط دفع المبلغ عند المقبرة في الحي".

ذهب والد الطفلة الصغيرة، ووضع المبلغ عند المكان المتفق عليه، ثم ذهب للشارع المقابل لينتظر ابنته حسب الاتفاق،  حيث تم اخذ المبلغ من قبل العصابة من سيارة لا تحمل رقم، وبعد نصف ساعة تلقى الأب اتصالاً من الخاطفين يخبرونه بمكان ابنته، وقام الأب على الفور بالذهاب للمكان المتفق ولكن لم يجدها، ومن ثم اتصلوا به وإذ هي موضوعة في كيس قمامة ومقتولة ومأخوذة أعضائها الحيوية الجسدية.

وبعد نشر القصة على صفحات التواصل الاجتماعي في المدينة، وانتشار صدى هذه الحادثة بشكل واسع بين الأسر الحلبية، نفى إعلام النظام هذه الحادثة، وبسبب تخوف الأهالي من القبضة الأمنية تم التكتم عليها.

وفي نفس السياق، سجلت حادثة اختطاف طفل بتاريخ 22/12/2014 في شارع الرازي عند صيدلية الحداد، حيث رصد الأهالي اختطاف شابين لطفل عمره خمس سنوات، وجدت جثته بعد يومين بشارع النيل ومأخوذ منها كامل أعضائه.

هذه الأحداث وغيرها تحصل في أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، فغياب الروادع القانونية والأخلاقية لدى عناصر الشبيحة، يدفع أغلب الأسر الحلبية لمغادرة المدينة، بعد أن اكتسح السواد أحياءها.