ألقى لاجئ سوري بنفسه من نافذة غرفته في الطابق الثالث إلى الأرض، بعد أن تلقى خبر طرده من عمله بشكل تعسفي دون إنذار سابق، بعد أن كان يعمل في مطبخ المخيم المخصص للمهاجرين السوريين في النمسا، أسعفه المشرفون على المخيم إلى مشفى "كلوستونوبورغ" ليتلقى العلاج، وهي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الانتحار.
"ناصر أبو المجد"هو شاب فلسطيني سوري في الثلاثين من العمر، كان من سكان الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق، دفعته ظروف الحصار و الحرب الدائرة في بلاده إلى الهجرة غير الشرعية، لاضطراره إلى العمل وإعالة عائلته المحاصرة في سوريا، بالرغم من ما يعانيه من أمراض جسدية وتعب نفسي.
التقت أخبار الآن بـ "أبو همام" صديق ناصر الذي يعيش معه في الغرفة ذاتها، وقال أن ناصر أصيب بصدمة عندما علم خبر طرده من عمله في جمع صحون مطعم المخيم، بالرغم من الأجر الزهيد الذي كان يتقاضاه، والذي كان يرسله إلى أمه وأبيه داخل الحجر الأسود في دمشق.
وأضاف: "سيجارة دخنها ناصر في ممر المطبخ، كانت على ما يبدو السبب في طرده من عمله ورميه بنفسه من نافذة غرفته في الطابق الثالث، إلى الموت الذي نجى منه"، لكن أبو همام أوضح أن سوء المعاملة التي يتلقونها في المخيم، وتأخر إجراءات الإقامة في النمسا، وعدم معرفة مصيرهم إن كان سيقبل لجوؤهم، أم سيعودون إلى سوريا حيث الحرب والحصار والجوع، هو السبب الأساسي".
فضلاً عن القلق الذي يعانيه ناصر بسبب عدم تلقيه للعلاج اللازم للغدة الدرقية التي يعاني من آلامها، كل هذا شكل ضغطاً شديدا بحسب أبو همام، دفع بناصر إلى محاولة الانتحار.
ونوه أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها ناصر الانتحار، فقد حاول قبلها قتل نفسه بابتلاعه 30 حبة دواء دفعة واحدة، وتم إسعافه حينها أيضا إلى مشفى ليتلقى العلاج فيها.
يقول أبو همام إن عدم اكتراث القائمين على المخيم بحالة "ناصر" الصحية، وإعطائه حبوب مسكنة فقط دون علاج أو حتى عرضه على طبيب مختص، وخوفه المتزايد من إعادته إلى سوريا أو حتى هنغاريا، وهي البلد التي هرب منها بعد أن أجبر على البصمة فيها، فضلا عن تحمله أعباء عائلته في سوريا، ظروف أفقدته القدرة على السيطرة على نفسه، وهو حال يعاني منه كل من أجبر على البقاء في مخيمات النمسا قبل أن يصل إلى ألمانيا أو السويد.