أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (واشنطن بوست
)

 

 

وباء إيبولا المنتشر في غرب أفريقيا اسفر عن نتائج مروعة الى الان. لكن الوضع يهدد بالمزيد. قتل الفيروس مئات الآلاف من الناس و مازال يهدد الحياة البشرية لسنوات قادمة. و ذلك وفقا لاثنين من السيناريوهات لأسوأ حالات انتشار الوباء تاريخيا بحسب العلماء الذين يدرسون الانتشار التاريخي للامراض في العالم.

من المتوقع لهذا الفيروس، أن يصيب 1.4 مليون شخص في ليبيريا وسيراليون بحلول نهاية يناير. وذلك فقا للتوقعات الإحصائية من قبل المركز الامريكي لمكافحة الامراض والوقاية منها(CDC) وفق ما نشر امس الثلاثاء.

وجاء هذا التصريح بعد ساعات فقط من تقرير في مجلة (نيو انغلاند) للطب التي حذرت من أن الوباء قد لا يمكن السيطرة عليه بشكل كامل، وأن الفيروس يمكن أن يصبح من الاسباب المعيقة للمدنية في البلدان المتضررة وسيبقى يقدم تهديدا مستمرا للإنتشار في أماكن آخرى من العالم.

بالرغم من خروج هذه السيناريوهات المرعبة المتوقعة من مصادر طبية ذات مصداقية عالية، صرح مسؤولون في الولايات المتحدة من تفائلهم بامكانية احتواء تفشي المرض خلال الاشهر و الاسابيع القادمة.

ايبولا .. ارقام جديدة تهدد بمستقبل مرعب

توم فريدن، مدير مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، حذر من أن التقديرات في التقرير الجديد الذي اصدر من المركز لا يأخذ بعين الاعتبار الإجراءات التي اتخذت، أو المخطط لإجرائها منذ آب 8 الماضي، من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأضاف أن المساعدة في طريقها، وسوف تحدث فارقا ولكن الوقت هنا هو العامل الاساسي. 

"من شأن التصعيد في الاجراءات حاليا تحطيم هذا الوباء، ولكن التأخير مكلف للغاية"، أضاف فريدن. 

وكان علماء آخرون قد حذروا من الافكار الخاطئة التي تنتشر بخصوص هذا الفيروس مثل انه ينتقل عبر الهواء حيث لا يوجد دليل علمي على ذلك الى الان.

و أضاف رئيس مركز مكافحة الامراض انه لا يزال بالامكان السيطرة على هذا الوباء، ونحن نعتقد أن هذا يمكن أن يتم إذا تم عزل عدد كاف من المرضى بشكل فعال"، و أضاف فريدن . "حالما يتم عزل عدد كاف من مرضى الايبولا، الحالات ستنخفض بسرعة كبيرة، تقريبا بالسرعة نفسها التي ترتفع بهاايبولا .. ارقام جديدة تهدد بمستقبل مرعب

الاوضاع في غرب أفريقيا قاتمة للغاية، خاصة مع الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يموتون بسبب إيبولا في الشوارع خارج العيادات حيث لا تتوافر لهم الأسرّة الكافية. وغيرهم الذين يبقون في منازلهم أيضا بسبب نقص الأسرّة. مما يسبب بانتقال العدوى الى القائمين على رعايتهم. 

ويذكر أن تفشي الايبولا بهذه الطريقة لم يحدث في أي وقت مضى بهذا الحجم الهائل. إذ كان قد انتشر الفيروس سابقا في وسط أفريقيا و اسقط 425 ضحية في أوغندا في الفترة من أكتوبر 2000 إلى يناير 2001. ولكنه ظل تحت السيطرة من قبل المؤسسات المحلية بمساعدة من المنظمات الدولية، وفقا لمجلة نيو انغلاند للطب.

وكانت منظمة الصحة العالمية افادت باصابة أكثر من 5،800 حالة، منها 2،800 حالة وفاة. و يذكر ان مركز السيطرة على الأمراض يفترض أن العدد الفعلي للحالات هو أعلى 2.5 مرة من المصرح به رسميا. 

ايبولا .. ارقام جديدة تهدد بمستقبل مرعب

ان ارتفاع عدد الإصابات والوفيات يواصل التصاعد باستمرار. حيث قال مركز السيطرة على الأمراض (CDC) ان الاصابات تتضاعف كل 20 يوم في المناطق الساحلية في ليبيريا وسيراليون. و ان كل شخص مصاب يصيب ما يقرب من شخصين إضافيين. ومن المتوقع ان يبدأ هذا الوباء بالانحسار فقط عندما يصبح معدل الإصابة اقل من 1.0 بدلا من 2.0 لكل اصابة.

من جهة أخرى، بول فارمر، الأستاذ في جامعة هارفارد للصحة العالمية ، زار ليبيريا في الايام الاخيرة وقال في اتصال هاتفي من مونروفيا أن الاوضاع مزرية، ولا يمكن وقف الوباء.

ويذكر ان الولايات المتحدة ساهمت مؤخرا بـ750 مليون دولار لبناء مرافق المعالجة في ليبيريا. و صوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع الأسبوع الماضي لإنشاء بعثة طبية طارئة للاستجابة لتفشي المرض. بالإضافة إلى ذلك، تعمل منظمة الصحة العالمية على نقل المصابين من منازلهم إلى مراكز صغيرة من شأنها أن توفر مستويات بدائية على الأقل من الرعاية، وتأمل في زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة وإبطاء انتقال المرض.

ايبولا .. ارقام جديدة تهدد بمستقبل مرعبالفيروس فتاك للغاية، أسفر عن مقتل ما يقرب من نصف الأشخاص المصابين به، وإن كان في بعض المناطق قتل ما يقرب من 70 في المئة من المصابين.

وينتشر الفيروس عن طريق سوائل الجسم. وتعتبرالجثث هي القنابل الفيروسية له. إذ سبق أن تسببت الممارسة التقليدية لغسل الموتى في انفجار اسرع للمرض. و لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذه السلالة من فيروس إيبولا تختلف كثيرا عن السلالات السابقة ولكنها هذه المرة بلا شك تشكل تهديدا اكثر من اي وقت مضى.

ايبولا .. ارقام جديدة تهدد بمستقبل مرعب