نيويورك, 31 مايو, وكالات

دان مجلس الامن الدولي “بأشد عبارات الادانة” أمس اعمال العنف التي حصلت اخيرا في بانغي بافريقيا الوسطى وبينها مجزرة وقعت داخل كنيسة , ومقتل ثلاثة شبان مسلمين على ايدي ميليشيات مسيحية وهدم مسجد. وفي بيان صدر باجماع اعضائه الخمسة عشر أعلن المجلس انه يطالب كل الميليشيات والمجموعات المسلحة بأن تضع السلاح جانبا وتتوقف حالا عن كل اشكال العنف والانشطة المزعزعة للاستقرار بغية انهاء دورة العنف والانتقام.

واضاف المجلس انه “يجدد التأكيد على ان السلطات الانتقالية لجمهورية افريقيا الوسطى تقع عليها بالدرجة الاولى مسؤولية حماية المدنيين، وهو يشجع هذه السلطات على اخذ الاجراءات اللازمة” لاعادة الهدوء الى العاصمة والى سائر مناطق البلاد.

ودعا المجلس ايضا الى “تسريع عملية المصالحة الوطنية والسياسية”، مطالبا السلطات الانتقالية ب”اخذ اجراءات ملموسة بهذا الاتجاه”.

كما ناشد المجلس الدول الاعضاء في الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية والدولية الى زيادة مساهماتها بالعديد والعتاد والمال في البعثة الافريقية في جمهورية افريقيا الوسطى (ميسكا).

حذرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من خطورة تدافع الآلاف من اللاجئين إلى خارج جمهورية أفريقيا الوسطى احتماء بدول جوارها، هربا بحياتهم من عمليات العنف والاشتباكات المسلحة الدائرة هناك ، وجاء التحذير الاممى فى وقت بدأت فيه المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق لما وصفته بجرائم حرب يتم ارتكابها على خلفية تلك الاشتباكات . 

وصرح الناطق باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بان تسعة آلاف فرد يضمون مواطنين من أفريقيا الوسطى و آخرون أجانب من تشاد و الكاميرون ونيجيريا ومالى فروا منها إلى جمهورية الكاميرون المجاورة ، وبذلك يكون عدد الفارين طلبا للجوء من أفريقيا الوسطى إلى الكاميرون قد بلغ حوال عشرين ألف لاجئ قرروا النجاة بحياتهم من الاشتباكات الدائرة بين ميليشيات جبهة سيليكا ضد جماعة انتى بالاكا فى العاصمة بانجوى ، والتى تتوغل فى مناطق القبائل المعادية لها .

وكشفت تقارير الأمم المتحدة كذلك عن أن 43 فى المائة من اللاجئين هم من النساء من بينهم 50 إمراة مرضعة ، و89 معاقا ، وغالبتهم من المسلمين يخشون على حياتهم من تهمة التعاطف مع ميليشيات تنظيم سيليكا المسلم المسلح . 

من جانبها ، قالت فاتو بنسودا المدعية العامة فى المحكمة الجنائية الدولية إن مكتبها قد شكل خلية أزمة لمتابعة الأوضاع فى إفريقيا الوسطى ، وأكدت أن مرحلة إصدار بيانات المناشدة للكف عن القتال قد فات أوانها حيث يواجه المدنيون أوضاعا أمنية بالغة الصعوبة منذ اندلاع المواجهات المسلحة فى سبتمبر 2012 ، وأنه تم رصد انتهاكات تمارس ضد المدنيين ترقى إلى جرائم حرب منها القتل والاغتصاب والتعذيب وتدمير الممتلكات أو نهبها وتجنيد الأطفال والاستعباد الجنسى ، وأن كل ذلك يتم استنادا إلى الخلفية الدينية للمدنيين ممن يتم انتهاك حقوقهم ، وستتعاون المحكمة الدولية الجنائية مع سلطات أفريقيا الوسطى الشرعية فى تقديم مرتكبى هذه الانتهاكات إلى العدالة ومحاسبتهم سواء على المستوى القضائى الوطنى أو الدولى . 

وكان ابوبكر جاييه وهو الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة فى أفريقيا الوسطى قد التقى رئيسة الدولة الانتقالية فى افريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا للمرة الأولى منذ انتخابها الشهر الماضى، وأكدت له رفضها قيام قوات الجيش بقتل عناصر السيليكا فى بانجوى العاصمة فى الخامس من فبراير الماضى، وأكدت التزامها بتقديم القتلة إلى العدالة والبدء فى عملية تصالحية لإحراز تسوية سياسية للازمة فى البلاد تحقن الدماء . 

وتشير التقارير الميدانية إلى أن الآلاف من أبناء أفريقيا الوسطى قد لقوا مصرعهم فى الاشتباكات الدائرة هناك ، وأن ما لا يقل عن 2ر2 مليون من سكان أفريقيا الوسطى البالغ عددهم 4.5مليون نسمة هم الآن فى حاجة ماسة إلى مواد الإغاثة الإنسانية منذ بدء هجمات ميليشيات مسلمى السيليكا ضد القوات الحكومية فى ديسمبر 2012 ، وقيام مسلحى / انتى بالاكا / الذين يشكل المسيحيون غالبيتهم بحمل السلاح لصدهم . 

التقارير الميدانية تشير كذلك إلى أنه إلى جانب مشكلة اللاجئين الى الكاميرون فقد خلفت الاشتباكات فى إفريقيا الوسطى والتى تتخذ طابعا عرقيا نحو مليون نازح ومشرد فى داخل أفريقيا الوسطى تاركين مناطق سكناهم التقليدية وقراهم ومن بينهم نصف مليون طفل .