في بيان صدر مؤخرا لمنظمة النقد الدولي برز الحديث عن حالة تعافي شهدها الاقتصاد الايراني خصوصا بعد المحادثات التي انتهت مؤخرا في فيينا والتي اسفرت عن وضع خطوط عريضة لخطة عمل تفضي الى رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على ايران مقابل تخلي الاخيرة عن نواياها العسكرية في برنامجها النووي وفتح ابوابها امام المنظمات الدولية التي ترغب بالتفتيش والمراقبة والمتابعة.

اخبار جيدة بالنسبة للإيرانيين هي التي تتحدث عن فتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول العالم ولكن هل الحكومة الايرانية متفقة مع الشعب الايراني حول هذه المصلحة؟ تصرفات الحكومة الايرانية خلال الفترة الاخيرة تدل على انها تسعى لتقريب وجهات النظر ما حذى بالدول الغربية مؤخرا لتخفيف العقوبات على الاقتصاد الايراني . لكن ايران ليست دولة تحمل التراتبية المعتادة في السلطة ففي ايران هناك سلطة تعتبر اعلا من سلطة الرئيس روحاني الذي يوصف بالمعتدل وهي سلطة المرشد الايراني علي خامنئي وهناك ايضا سلطة الحرس الثوري الايراني والتي تدخل في عدد من الاجهزة الحساسة للدولة. وبالتالي فهناك داخل ايران من يعمل عكس ما تصرح به الحكومة ومن هو على استعداد للتحالف مع اي جهة كانت للوصول الى مصالحه المشبوهة وغير الواضحة بالنسبة للمتابعين.
 ومن ذلك ما حصلت عليه مؤخرا وكالة  “رويترز” حيث حصلت على وثيقة سرية من الأمم المتحدة تكشف التعاون التقني بين إيران وكوريا الشمالية في مجال إنتاج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات”.
وبحسب هذه الوثيقة فإن التبادل بين كوريا الشمالية وإيران مستمر عبر إحدى دول الجوار الكوري، ما دعا دبلوماسيين في الأمم المتحدة إلى أن يوجهوا أصابع الاتهام إلى الصين التي تحظى بعلاقة جيدة بكل من طهران وبيونغ يانغ.
وبحسب التقرير، يستخدم البلدان شركتي طيران مدني ، لنقل الأجهزة الصاروخية المحظورة بين البلدين.
مثل هذه التقارير تثبت ان السلطات في ايران لا تتبنى نفس الفكر وان هناك في ايران من يعمل عكس ما تقوم به السلطات ضاربا عرض الحائط بالعالاقات الدولية وبرفع العقوبات عن ايران وبتحسن اوضاع الشعب الاقتصادية.
دليل واضح اخر على هذا التخبط وهذه الازدواجية ما افادت به مصادر متابعة للشأن الإيراني بأن وفداً عسكرياً كورياً شمالياً زار طهران في منتصف شهر ديسمبر الماضي، وحل ضيفاً على منظمة الصناعات الجوية والفضائية الإيرانية التي تقف خلف البرنامج الصاروخي وبإشراف من الحرس الثوري الإيراني، إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية رفضت منحهم تأشيرة دخول ثانية في شهر فبراير الماضي. اذا الحكومة لا تريد زيارة الوفد الكوري والحرس الثوري يريد ذلك. ما يعني ان هناك حكومات داخل دولة واحدة وكل لها سياسة ومصالح