الولايات المتحدة، 9 مارس 2014، وكالات –
مع تزايد نذر المواجهة بين المسلحين والقوات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم، حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، السبت، نظيره الروسي سيرغي لافروف من أن استمرار تصعيد الوضع في أوكرانيا يغلق الباب أمام الدبلوماسية.
وأضاف مسؤول في الخارجية الأميركية أن كيري طالب لافروف بأن تمارس روسيا أعلى درجات ضبط النفس، مؤكدا له جاهزية الولايات المتحدة للعمل مع شركائها وحلفائها في سبيل تسهيل اجراء حوار مباشر بين أوكرانيا وروسيا.
فبعد مكالمة هاتفية بين الوزيرين السبت، أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية أن كيري قال للافروف إن “استمرار التصعيد العسكري والاستفزاز في القرم.. والاجراءات الروسية الرامية إلى ضم القرم، من شأنها أن تغلق الباب أمام الدبلوماسية”.
وبحسب المصدر نفسه، فقد اتفق الوزيران على التحاور مجددا في الأيام المقبلة، في وقت زادت حدة التوتر على نحو ملحوظ، منذ أن أعلنت القيادة الموالية لموسكو في القرم أن الإقليم الآن جزء من روسيا وأنها ستجري استفتاء في 16 مارس لتأكيد ذلك.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق أن الوزيرين ناقشا عبر الهاتف الوضع في أوكرانيا، وأن الاتصال تم بمبادرة من كيري، واتفق المسؤولان “على متابعة اتصالاتهما المكثفة لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية”.
وشهدت الأزمة في أوكرانيا تصعيدا خطيرا، مع دخول قوات روسية إلى منطقة القرم حسب ما تقول كييف، واعلان السلطات فيها عن استفتاء في السادس عشر من هذا الشهر لبت ضمها الى روسيا أو منحها مزيدا من الحكم الذاتي داخل أوكرانيا.
وعلقت الولايات المتحدة قبل أيام تعاونها العسكري مع روسيا، ونشرت مرسوما يتيح تجميد أصول اشخاص أو كيانات “تتعارض انشطتهم مع العملية الديمقراطية والمؤسسات في أوكرانيا، ويهددون السلام والأمن والاستقرار” في هذا البلد.
بدوره، عبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والقادة الأوروبيون الذين تباحث معهم هاتفيا صباح السبت، حول الوضع في أوكرانيا، مجددا عن “قلقهم الشديد إزاء الانتهاك الواضح للقانون الدولي من قبل روسيا”.
في المقابل، تنفي موسكو أن تكون القوات، التي لا تضع أي شارات وطنية لكن أفرادها يقودون مركبات تحمل لوحات بأرقام عسكرية روسية، تحت إمرتها، وهو ما ترفضه واشنطن وتصفه بأنه من “خيال بوتين”.
توتر في القرم
ميدانيا، ورغم أن المواجهة العسكرية بين القوات التي تسيطر على القرم والقوات الأوكرانية المحاصرة لا تزال غير دامية، لكن وقعت السبت سلسلة من الحوادث التي تعكس التوتر بين طرفي النزاع في الإقليم.
فقد أطلق مسلحون الرصاص لتحذير فريق مراقين دوليين، في حين قالت قوات حرس الحدود الأوكرانية إن طائرة دورية تابعة لها تعرضت لإطلاق النار أثناء تحليقها على ارتفاع نحو ألف متر قرب الحدود الإدارية مع القرم.
وأمرت سلطات القرم الموالية لموسكو جميع الكتائب العسكرية الأوكرانية الباقية في الإقليم، بتسليم أسلحتها والاستسلام لكن القوات في بعض المواقع رفضت الانصياع لهذه الأوامر.
ويراقب نحو 100 روسي مسلح الأوكرانيين في القاعدة البحرية، وقال فاديم فيليبنكو، نائب القائد الأوكراني في القاعدة، “الأمور صعبة والأجواء ازدادت سوءا. الروس يهددوننا عندما نذهب لإحضار الإمدادات الغذائية ويشهرون بنادقهم نحونا”.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية إنها تقوم بتعبئة عتادها لإجراء مناورة مقررة سلفا، في حين ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن الجيش الأوكراني الذي يبلغ قوامه 130 ألف جندي لا يقوى على مواجهة الجيش الروسي.