نيويورك، الأمم المتحدة،  19 يناير 2014 ، أ ف ب –

وعد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت بان المنظمة الدولية سوف تواصل العمل من اجل السلام والاستقرار في افغانستان بالرغم من العملية الانتحارية التي اودت بحياة اربعة من عناصرها في كابول.             
واسفرت العملية الانتحارية الجمعة في مطعم شعبي بكابول عن مقتل 21 شخصا بينهم موظفو الامم المتحدة الاربعة وثمانية افغان.
   
واشاد بان كي مون بكل من بصرة حسن وهي مواطنة اميركية من اصل صومالي، ونسرين جمال من باكستان وخنجر وابل عبدالله من لبنان وفاديم نزاروف من روسيا.
             
وقال في نيويورك “انها لحظة جديدة للحزن بالنسبة للامم المتحدة مع مقتل زملائنا الاربعة في اعتداء ارهابي في كابول”.
             
واضاف “في الوقت الذي تندد فيه الامم المتحدة بهذا الاعتداء الارهابي سوف نبقى ملتزمين العمل من اجل السلام والاستقرار والتنمية في افغانستان”. واكد “ندعم تماما العملية الانتقالية في افغانستان نحو مستقبل افضل”.
             
بعد مقتل أربعة من موظفي الأمم المتحدة في هجوم إرهابي أودى بحياة أربعة عشر شخصا في كابول ألقى الأمين العام بان كي مون كلمة قدم فيها عن تعازيه لأسر الضحايا.
“إنه وقت حزين آخر للأمم المتحدة حيث قتل زملاؤنا الأجلاء الأربعة في هجوم إرهابي في كابول. إنني أقدم أحر التعازي لأسر بصرة حسن من الولايات المتحدة، ونسرين جمال من باكستان، وخنجر وابل عبد الله من لبنان، وفاديم نازاروف من روسيا. وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى. في أوقات كثيرة أدنت بأشد العبارات الممكنة العمليات الإرهابية المستهترة ضد المدنيين، إنه أمر مرفوض تماما ويعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.”
وشدد الأمين العام على ضرورة محاسبة المسئولين عن هذا الهجوم.
وقال إن الأمم المتحدة، وهي تنعي ضحايا هذا الهجوم، ستظل ملتزمة بالعمل من أجل سلام واستقرار وتنمية أفغانستان.
وأكد بان كي مون دعم انتقال أفغانستان إلى مستقبل أفضل في سلام وتنمية وأمان.
ومن ناحيتها، نددت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنتا بوير ب”اعتداء جبان” مشيرة في بيان الى انه “لا الولايات المتحدة ولا الاسرة الدولية لن تترددا في التزاماتهما الى جانب الشعب الافغاني”.

شنت مجموعة من طالبان مساء الجمعة هجوما داميا وصفه المجتمع الدولي بالعنف “المريع وغير المبرر” على مطعم لبناني يقصده دبلوماسيون وعاملون اجانب في المجال الانساني عموما في كابول وقتلت 21 شخصا على الاقل كما اعلنت الشرطة صباح السبت.
             
وقال قائد شرطة كابول محمد ظاهر لوكالة فرانس برس “ان الحصيلة الاخيرة تشير الى ان 21 شخصا قتلوا، هم 13 اجنبيا وثمانية افغان”، موضحا ان الهجوم اسفر ايضا عن سقوط خمسة جرحى.
             
وهذا الهجوم الذي دانه الرئيس الافغاني حميد كرزاي “باشد العبارات حزما”، هو الاكثر دموية في افغانستان ضد مدنيين اجانب منذ سقوط حركة طالبان في نهاية 2001.
             
وفي عداد الضحايا اميركيان وبريطانيان وكنديان ولبنانيان: ممثل لصندوق النقد الدولي وصاحب المطعم الذي قتله المهاجمون فيما كان يحاول الدفاع عن نفسه.
             
كما قتل عضو دنماركي في قوة الشرطة التابعة للاتحاد الاوروبي (يوبول) ومسؤول روسي من الامم المتحدة. وفي الاجمال خسرت بعثة الامم المتحدة في افغانستان اربعة موظفين.
             
وقد استهدف الهجوم “مطعم لبنان” الواقع في وسط كابول والذي يقصده الدبلوماسيون والمستشارون والعاملون في المنظمات الانسانية واجانب اخرون يقيمون في العاصمة الافغانية.
             
فبعيد الساعة 19,00 من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (14,30 ت غ)، قام انتحاري بتفجير نفسه امام الابواب المصفحة للمطعم.
             
ثم تمكن مهاجمان اخران وسط حالة الارتباك التي اثارها التفجير القوي الذي سمع صداه في كل وسط مدينة كابول، من الدخول الى المطعم وفتحا النار عشوائيا على الزبائن قبل ان يقتلا بدورهما بيد القوات الخاصة الافغانية.
             
ونجح عتيق الله احد مسؤولي المطعم من الهرب من الباب الخلفي وروى لفرانس برس “حوالى الساعة الواحدة فجرا اعادتنا الشرطة الى المطعم للتعرف على المقربين منا”.
             
وقال “كانت الدماء في كل مكان، على الطاولات والكراسي. يبدو ان المهاجمين اطلقوا النار عن قرب”.
             
وصباح السبت كان حضور الشرطة كثيفا حول المطعم الذي تحطم مدخله كليا بفعل الانفجار، على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
             
كما غطى الحطام والزجاج المتناثر الشارع الهادىء المحاذي للمطعم الذي يضم على جانبيه فيلات فخمة، ولحقت اضرار بسيارات عدة متوقفة في المنطقة.
             
ويشن متمردو طالبان بانتظام هجمات في كابول تستهدف بشكل خاص رموز السلطة، لكن من النادر جدا ان يستهدفوا اماكن عامة يرتادها مدنيون غربيون.
             
واكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد ان هدف الهجوم على “مطعم لبنان” هو “الانتقام” لمقتل مدنيين افغان اثناء مواجهات وقعت الاربعاء في ولاية بروان شمال كابول بين طالبان والقوات الافغانية وحلف شمال الاطلسي.
             
واتهمت الرئاسة الافغانية القوات الاميركية بانها قتلت ثمانية مدنيين بينهم سبعة اطفال في تلك المواجهات.
             
وقد دان المجتمع الدولي هجوم مساء الجمعة.
             
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه ان “هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين غير مقبولة على الاطلاق وهي انتهاك فاضح للقانون الانساني الدولي”.
             
واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “ادين بشدة هذا العنف المريع وغير المبرر”.
             
وفي موسكو شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش على ان الاعتداء “يؤكد تنامي قوة الخطر الارهابي في افغانستان” ودعا المجتمع الدولي الى تشكيل جبهة واحدة “ضد قوى الشر في افغانستان وكذلك في كل مكان في العالم”.
             
واعتبر قائد القوة الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) الجنرال الاميركي جوزف دنفورد ان هذا الهجوم “يدل مرة اخرى على ازدراء طالبان بالحياة البشرية ويعطي فكرة عن نواياهم بالنسبة لمستقبل افغانستان”.
             
ومن ناحيته، وعد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بان المنظمة الدولية سوف تواصل العمل “من اجل السلام والاستقرار” في افغانستان بالرغم من العملية الانتحارية التي اودت بحياة اربعة من عناصرها في كابول.
             
واشاد بان كي مون بكل من بصرة حسن وهي مواطنة اميركية من اصل صومالي، ونسرين جمال من باكستان وخنجر وابل عبدالله من لبنان وفاديم نزاروف من روسيا.
             
ويخوض متمردو طالبان الذين طردوا من الحكم في كابول في 2001 على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، تمردا داميا في افغانستان، ومحاولات مفاوضات السلام لم تفض حتى الان الى اي نتيجة ملموسة.
             
ويثير استمرار اعمال العنف القلق مع اقتراب موعد انسحاب قوة ايساف من افغانستان بحلول نهاية هذا العام. فضلا عن ذلك، فان هذا الانسحاب سيجري في ظرف سياسي حساس فيما من المقرر اجراء انتخابات رئاسية في الخامس من نيسان/ابريل المقبل.