دبي، الامارات العربية ،3 يناير،2014، آسية عبد الرحمن، أخبار الآن – 

ماذا لو كانت تلك الشرطية التونسية الغاضبة من استغلال فقير مثل محمد البوعزيزي لمترين من رصيف الشارع بعربة الخضار، قد ابتسمت في وجهه بهدوء وقالت:

هل يمكن أن تتفضل لو سمحت بإزالة هذه العربة، لإفساح الطريق للمشاة؟

أو قالت: عزيزي محمد هلا تفضلت بالمرور بمقر البلدية لأخذ تصريح لعربتك.. ثم ابتسمت في وجهه..

هل كنا سنشهد أحداثا في مثل هذه الأيام قبل ثلاث سنوات مثل تلك الشرارة التي انطلقت من تونس؟

ما ذا لو كانت الشرطة المصرية، وقوات الأمن الوطني التي قتلت المئات في شوارع مصر أياما بعد ذلك قد أطلقت على الجماهير المحتشدة غازا مثيرا للضحك، ثم استنشق بعض أفرادها قليلا من ذلك الغاز، وتشاركوا مع مواطنينهم الذين يدفعون لهم رواتبهم لحمايتهم، أمسية كوميدية في ليالي ميدان التحرير الباردة؟

هل كنا سنشهد حينها نائب الرئيس المصري المخلوع يقول بجملته المقتضبة : تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية؟

هل كنا سنشهد الإخوان يحكمون مصر.. ثم يثار عليهم، ويخرجون من الحكم؟

هل كان العالم سيحتاج لتدخل الجيش المصري لإنقاذ الوضع؟

تخيلوا لو كانت الطائرات المروحية التي تمطر السوريين هذه الأيام بالقنابل المتفجرة، كانت تقلي الحلوى للأطفال، وتصب أكواما من الورق بها لوحات نفية بديعة وطائرات ورقية، وتهدد المطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد بإجبارهم على مشاهدة مسرحية كوميدية إن لم يتفرقوا؟

أنا لست أحلم هنا، بل الأمر بات ممكنا ففي السويد وقبل ايام فقط  ابتكرت الشرطة هناك طريقة جديدة وفريدة من نوعها، لتفريق المتظاهرين وفض الاعتصامات، تتمثل في “غاز الضحك”، أو أكسيد النيتروس، بدلا من الغاز المسيل للدموع. 
  
وجاء في عدد من الصحف أن  “هذه الطريقة الجديدة ابتكرها أحد الضباط بقوات مكافحة الشغب، لفض المظاهرات المخالفة أو التي تعطل المرور، بدون أي خسائر”. 
    
“والغاز المثير للضحك هو مركب كيميائي بالصيغة الكيميائية N2O، اكتشفه العالم البريطاني (جوزيف بريستلي عام 1772). في الحالة الطبيعية هو غاز عديم اللون، غير قابل للاشتعال، له رائحة محببة للنفس. 
  
يستعمل أساسا، مادة مساعدة في التخدير للعمليات الجراحية، كما أن استخدامه وحده لا يكفي لإحداث تخدير بينما مزجه مع الأوكسجين يسكن الألم بشكل كبير، و له استخدامات أخرى طبية وغير طبية. 
ويعتبر مفعوله فوريا يساهم في الشعور بالبهجة، والتنميل في الجسم والضحك غير المتحكم فيه ولذلك يسمى غاز الضحك”

أعرف أن ذلك غير ممكن فذخائر أجهزة الأمن العربية مشحونة مسبقا بالرصاص الحي، ولكن ماذا لو ابعتث وزارات الداخلية عندنا قادة الأجهزة الأمنية إلى السويد للتدريب هناك؟

فالعقوبة بالضحك لا تقل فعالية عن العقوبة بالألم.. كلاهما سينهي المظاهرات، ولكن في الأولى تسيل الدموع ابتهاجا، أما في الثانية.. فتكفي مشاهدة نشرات الأخبار لمعرفة النتيجة.