بحر العرب, باكستان, 25 سبتمبر, وكالات – أخبار الآن —

شهد ساحل باكستان الجنوبي من بحر العرب أمس الثلاثاء ولادة جزيرة جديدة “تقيأتها” الأعماق بفعل الزلزال الذي ضرب البلاد، في ظاهرة نادرة صورتها الكاميرات، وغيّرت من خريطة المنطقة البحرية للباكستان المجاورة تقريبا لمداخل الخليج العربي.

الجزيرة التي قرأت “العربية.نت” معلومات قليلة واردة عنها حتى الآن في وسائل إعلام باكستانية وغيرها، هي صغيرة وشبيهة بجبل ممتد أفقيا، واستغرقت ساعات لتظهر بالكامل لباكستانيين احتشدوا بالمئات ليشهدوا ولادتها عائمة على بعد 600 متر تقريبا من ساحل “جوادار” الباكستاني، فبدت كما حاملة طائرات راسية في الموقع المنكوب.
ومعظم المعلومات عن الجزيرة بثتها قناة GEO TV الباكستانية نقلا عن خبراء جيولوجيين، ومنهم زاهد رافي، وهو من “المركز الوطني للمسح الزلزالي” في كراتشي، فأبدى عدم دهشته من ظهورها “لأن زلزالا بهذه القوة يحرك تضاريس الأعماق عادة فتندفع إلى السطح” كما قال.

تحدث عنها أيضا جون بيليني، وهو جيوفيزيائي بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فذكر طبقا لما نقلت عنه الوكالات، أن صغر مساحة الجزيرة يناسب قوة الزلزال الذي يبعد مركزه 235 كيلومترا جنوب شرقي بلدة “دالباندين” في إقليم بلوخستان المتاخم لإيران، مشيرا إلى أنه لو كان مركزه أقرب لكانت التضاريس التي خرجت من الأعماق أكبر بكثير.

كما نشرت صحيفة “ذي داون” الباكستانية في موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء “أن ارتفاع الجزيرة 30 بطول 60 مترا” بحسب ما نقلت عن طفيل بالوش، المسئول بالإدارة المحلية لمنطقة الساحل الجنوبي، إلا أنه لم يذكر شيئا عن عرضها بالأمتار. ثم أضاف بالوش: “قبل 60 سنة ظهرت على السطح البحري جزيرة مماثلة، لكنها اختفت ولم نعد نراها”.

ومن جانب آخر، دفع الجيش الباكستاني بقوات وطائرات مروحية إلى منطقة أوران، حيث يوجد مركز الزلزال في الإقليم المتضرر، لكن وعورة المنطقة عرقلت عمليات الإغاثة.ويعد أقليم بلوشستان أكبر المناطق الباكستانية من حيث المساحة، لكنه أقلها من حيث عدد السكان، وهو من المناطق الأكثر عرضة للزلازل.