عمان، الأردن، 23 سبتمبر 2013، أخبار الآن – قال الخبير في الشؤون الإيرانية والنووية الدكتور نبيل علي العتوم تعقيباً على تسلم إيران اليوم الإثنين عمليات تشغيل مفاعل بوشهر النووي، إن هذا يعني أن مفاعل بوشهرالنووي أصبح تحت العهدة الإيرانية مشيراً إلى أن طهران باتت تخشى من عمليات تخريب وإختراق جديدة للمنشأة النووية.
وقال العتوم “إيران قامت بتقليص عدد الخبراء الروس في المنشأة النووية لعدة أسباب، أولها إنتهاء بناء المفاعل وتشغيله والثاني هو إستخدام عدد كبير من الخبراء وكان عدد منهم للتعامل مع المخاطر الطارئة عقب عملية التسريب التي جرت في حوض التخصيب فضلاً عن الهجوم الفيروسي ستاكنت”. وأضاف العتوم “الآن لا شك أن إيران باتت تخشى من حدوث عملية إختراق جديدة تطبيقاً لإستراتيجيتها المعروفة ب “الخوف من الأجنبي” وبالتالي هي تسعى إلى تقليص أكبر عدد من الخبراء خوفاً من عمليات إختراق أمنية لهذه المنشأت أو تجنيد الدول الغربية لهؤلاء الخبراء”.
الدكتور نبيل العتوم أشار إلى هذه المخاوف سرعت من تسلم إيران لعمليات تشغيل المفاعل، وقال العتوم “هذه الخطوة تنم أيضاً عن خشية إيران من صفقة روسية أمريكية خصوصاً اننا نتحدث عن صفقة بين روسيا والولايات المتحدة تمت لحل الأزمة السورية خاصة أن الذاكرة الإيرانية نشيطة بإستحضار الدور الروسي في الوقوف مع الغرب في العراق (خلال الحرب الإيرانية العراقية) والتقارب الأمريكي مع روسيا بخصوص الأزمة السورية وبالتالي هذا الموضوع سرع بهذه الخطوة، إضافة إلى أن العلاقات الروسية الإيرانية لا زالت تراواح مكانها خصوصاً أن روسيا قامت بتأجيل تسليم إيران صواريخ إس 300 للدفاع الجوي”.
على جانب أخر وحول ما قد يفعله الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في هذا الملف، قال الدكتور نبيل العتوم “الرئيس روحاني لم يتوقف عن الحديث عن الحق الشرعي غير المنقوص حسب وصفه لإيران في إمتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، لكن هو كان حريص في كل مرة على التشديد على المرونة وإعتمد على عدد من المساعدين لبث عدة رسائل للعالم الغربية وتحديداً للولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن قبول طهران بوقف التخصيب العالي لليورانيوم بمقدار 20 في المئة، هناك سيل من التسريبات الإيجابية في هذا المجال.
العتوم ختم بالقول إن المطلوب من إيران هو إتخاذ خطوات جدية على الأرض وأن تزيل من شكوك المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية حول برنامجها النووي.
يذكر أن تسلم إيران عمليات الإشراف على محطة بوشهر النووية، يأتي بعد 37 عاماً على بدء بنائها، وفي وقت يسبب البرنامج النووي الإيراني أزمة كبيرة مع البلدان الغربية.
وقد بدأت المشروع في 1974 شركة سيمنز الألمانية التي رفضت متابعة الاشغال بعد الثورة الإيرانية في 1979. وتوقفت أشغال البناء خلال حرب إيران والعراق (1980-1988)، قبل أن تستأنف موسكو عمليات بناء المحطة في 1995. إلا أن حوادث فنية كثيرة أخرت تاريخ وضعها في الخدمة وبدأت الإنتاج أخيراً عام 2011، غير أن بعض المسؤولين الايرانيين إتهموا موسكو بالمماطلة تحت ضغط من الولايات المتحدة.