نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 8 سبتمبر، وكالات – يُـحتفل اليوم الاحد 8 سبتمبر ايلول باليوم العالمي لمحو الأمية . وجرى الاحتفال بهذه المناسبة لاول مرة عام ستة وستين, وهي مناسبة مواتية للتوعية حول إشكالية الأمية, وتقويم الجهود المبذولة في مكافحتها وتجديد العزم على مواصلة العمل بشكل فعال ومشترك للقضاء على هذه الظاهرة، التي لا يزال يعاني منها 774 مليون شخص عبر العالم.
وتشكل النساء ثلثي هذا العدد. و ما يقرب من ثلاثة أرباع البالغين الأميين يعيشون في عشر دول فقط .

و تشير الإحصاءات إلى أن مجموع عدد الأميين العرب في الفئة العمرية 15- 45 يبلغ قرابة 67 مليون أمي وأمية منهم قرابة 60% من الأميات، كما تشير الإحصاءات إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الكبار في الفئة 15 سنة وما فوق يصل إلى 72.1% وهذا يعني أن قرابة 27.9 % من سكان الوطن العربي أميون، كما يعني أن عدد الأميين في الدول العربية يصل إلى قرابة 97.2 مليون أمي وأمية. كما يشير تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع لعام 2011 إلى وجود 6.188 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين في التعليم في الدول العربية ممن هم في سن الالتحاق بالتعليم. وهذه الأرقام لا شك تشكل واحدًا من أكبر الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في الوطن العربي.

وقد اختارت منظمة اليونسكو هذه السنة، تخليد هذا اليوم تحت شعار “أشكال القراءة في القرن الحادي والعشرين”، مع تأكيد ضرورة تحقيق هدف الكفايات الأساسية للقراءة للجميع ومساعدة كل المستفيدين من برامج محاربة الأمية لتوفير كفايات جديدة ومتقدمة، في إطار التعلم مدى الحياة.

و يحتفل العالم بهذا اليوم استجابة لقرار المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في دورته الرابعة عشرة عام 1966م، حيث تسعى فيه دول العالم، ومنها الدول العربية، إلى التضامن الإنساني وبذل الجهد لتقديم كل عون مادي وفني وأدبي لمساندة الجهود العربية للقضاء على الأمية باعتبارها من أكبر معوقات التقدم الاقتصادي والحضاري.
ويعد هذا اليوم فرصة كبيرة لتذكير الأمة العربية بأهمية محو الأمية بالنسبة إلى الأفراد والأسر والمجتمعات، وهو أيضًا مناسبة للتذكير بأن محو الأمية يبقى حقًا منقوصًا ما زال قرابة ربع سكان الوطن العربي من الكبار محرومين منه. وبهذه المناسبة تحتفل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) مع كل المهتمين بمحو أمية الكبار وتعليمهم، من منظمات دولية وإقليمية، ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات أهلية وأفراد، وهي تؤكد مخاوفها من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية في الوطن العربي، كما تؤكد «الألكسو» خطورة عدم الاهتمام الجدّي من قبل الدول العربية في مكافحة الأمية ووضعها كأولوية مطلقة في برامجها ومشروعاتها التنموية، وتجدّد تذكيرها بأن تحقيق أهداف خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدتها القمة العربية في دمشق مارس 2008، يمثل حلًا ناجعًا وفرصة مناسبة للقضاء على الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار في الوطن العربي. و»الألكسو» تكرر دعوتها لجميع المهتمين بالتنمية العربية من أفراد ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وقطاع اقتصادي وجمعيات أهلية إلى المساهمة الفاعلة والعمل الدؤوب من أجل دعم جهود محو الأمية في الدول العربية والعمل على تعميم التعليم الأساسي وتوفير فرص حصول جميع الأطفال عليه