الصومال، 20 اغسطس، وكالات، اخبار الآن – بعد غياب زاد على 20 عاما عاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى الصومال بخطة لتطوير اللعبة في البلد.

وعقد الفيفا في الآونة الأخيرة أول دورة من نوعها في الصومال لتدريب مدربي كرة القدم.

وكانت كل أنشطة الفيفا بما فيها مسابقات كرة القدم في الصومال قد توقفت خلال الصراع الذي استمر ما يزيد على 20 عاما وشارك الفريق الوطني الصومالي في البطولات الإقليمية للعبة خارج أرضه حيث لعب في دول مجاورة مثل جيبوتي.

لكن التحسن الذي طرأ في الآونة الأخيرة على الأوضاع الأمنية في الصومال وعودة الاستقرار في البلد شجع الفيفا على السماح بإقامة مباريات في مقديشو مجددا.

وكان أورليك ماتيو من سيشيل خبير التدريب في الاتحاد الدولي لكرة القدم هو الوحيد الذي وافق على الحضور إلى الصومال لعقد الدورة التدريبية.

وقال ماتيو “المكان ينبض بالحماس ليثبتوا للفيفا أنهم مستعدون لأي شيء. الآن نعمل من أجل ذلك وأتمنى أن يساعد وجودي هنا على الإثبات للفيفا ولعالم كرة القدم بأسره أنكم مستعدون لأي شيء من أجل استضافة أي مسابقات للفيفا أو للاتحاد الأفريقي مستقبلا.”

ويحتاج الصومال لتحقيق ثلاثة شروط للحصول على موافقة الفيفا على تنظيم أنشطة كرة القدم رسميا مجددا في البلد. والشروط الثلاثة هي الحفاظ على أمن وسلامة اللاعبين ووجود ملعب مطابق للمعايير الدولية ووجود راع محلي.

ويعمل الاتحاد الصومالي لكرة القدم في الوقت الراهن على تنفيذ الشروط الثلاثة.

وساعدت قوات تابعة للاتحاد الأفرقي الجيش الوطني الصومالي في أغسطس آب 2011 على طرد حركة الشباب المتمردة من العاصمة ومناطق أخرى رئيسية في وسط وجنوب البلد.

وكانت حركة الشباب الإسلامية المتشددة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة تفرض أسلوبها وقواعدها على السكان وتمنع كل الأنشطة الرياضية والترفيهية في المناطق التي كانت تسيطر عليها.

لكن الملعب الرئيسي في مقديشو عاد يفتح أبوابه للرياضيين بعد أن كانت حركة الشباب تستخدمه لتدريب مقاتليها وقاعدة لعملياتها. ونجح الاتحاد الصومالي لكرة القدم العام الماضي بمساعدة الفيفا في إصلاح أرض الملعب الذي تجرى فيه حاليا تدريبات للاعبي كرة القدم.

وقال مدرب صومالي يدعى يوسف علي نور “هذا أمر يمكننا أن نفتخر به لأنه تغيير يساهم في تنمية الناشئين. الأمر يختلف بين تدريب الكبار وتدريب الأطفال. نتعلم في هذه الدورة اكتساب المهارات لتدريب الأطفال. الأمر الأهم هو تهذيب نشأتهم وتشجيعهم على الاشتراك في الرياضة.”

استمرت دورة تدريب المدربين خمسة أيام وحضرها 30 مدربا تعرفوا على أساليب تدريب اللاعبين الناشئين من مختلف الأعمار وكيفية التعرف على البراعم الموهوبة.

وقال علي سعيد جوليد رئيس الاتحاد الصومالي لكرة القدم إن الإعداد للدورة استغرق استغرق أربعة أشهر.

وأضاف “تنظيم دورة الفيفا لطرق تدريب الناشئين هنا بعد غياب أنشطة الاتحاد الدولي 27 عاما فرصة طيبة لاتحاد كرة القدم والشعب الصومالي.”

وقال المسؤولون عن الدورة التدريبية أنها أظهرت وجود إمكانات طيبة لنمو كرة القدم في الصومال.

يتعافى الصومال ببطء من حروب أهلية استمرت ما يزيد على 20 عاما وتسعى قوة حفظ السلام الأفريقة التي تدعمها الأمم المتحدة إلى طرد فلول حركة الشباب المتمردة من معاقلها الباقية في البلد.