فيتنام , 18 اغسطس 2013 , ا ف ب  – في عمق المرتفعات الفيتنامية، تمنح أكاديمية تدرب الشبان على كرة القدم من دون أحذية أو حراس مرمى، تمنح الأمل لبناء منتخب وطني لتحسين مستوى كرة القدم فيها وهي شريكة لنادي “ارسنال” الانكليزي العريق.
 
حاولت فيتنام عبثا تحسين مستوى كرة القدم فيها مرات متعددة، لكنها لم تفقد الأمل بفضل أكاديمية لتعليم هذه الرياضة تقع في هضاب فيتنام العالية وهي شريكة لنادي “ارسنال” الانكليزي العريق.

ففي بلدة بلايكو في مقاطعة جيا لاي، يتدرب نحو ثلاثين شابا تم اختيارهم من بين آلاف المرشحين حوالى خمس ساعات يوميا في مبان حديثة ومتطورة، بينما يتابعون تحصيلهم العلمي.

ويتبع هؤلاء الشبان الذين ينتسبون الى الاكاديمية في سن العاشرة أو الحادية عشرة لمدة سبع سنوات على الأقل “فلسفة” شبكة “جاي أم جي” الرياضية التي أسسها لاعب كرة القدم الفرنسي العالمي السابق جان مارك غيو.

ويشرح المدرب غيوم غرايتشن أنهم “يبدأون حفاة الأقدام، من دون أحذية ولا حارس مرمى”، مشيرا إلى أن هذه الطريقة تفاجئ دائما الفرق الأخرى.

ولا يرتدي الشبان الأحذية إلا بعد بلوغهم مستوى فنيا معينا، بعد خمسة أشهر عادة. وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها مع الدورتين اللتين انتسبنا إلى الاكاديمية في العامين 2007 و2009.

ويؤكد غرايتشن الذي اختار اللاعبين بنفسه أنهم “بمستوى المحترفين في فيتنام، وحتى في أوروبا والخارج”.

ويتابع أن “بعضهم جاهز اليوم تقنيا وتكتيكيا ومن ناحية الذكاء لكي يكون محترفا”، مشيرا إلى أن تلاميذه أظهروا ثقة كبيرة في النفس خلال جولة أوروبية السنة الماضية.

وتمول مجموعة هوانغ انه جيا لاي الاكاديمية التي تضم عشبا رائعا وحوض سباحة ودارات لإيواء الشبان الذين يستفيدون من تدريب مجاني.

وعقدت هذه المجموعة شراكة مع “ارسنال” يرسل النادي بموجبها ممثلا مرة واحدة في السنة لمتابعة تطور الشبان.

وقال مدرب النادي الانكليزي، ارسين ونغر، مؤخرا إن الاكاديمية “تعمل بشكل جيد جدا حتى الآن” وإن “الكثير من اللاعبين الشبان أحرز تقدما”.

ولم تصل كرة القدم في فيتنام الى مستوى الاحتراف إلا في العام 2000. وفي الماضي، كانت الدولة الشيوعية تنتقي اللاعبين.

ويقول أحد هواة هذه الرياضة واسمه تران هوي توونغ إن اللاعبين كانوا في تلك الفترة يلعبون كرة القدم بتفان وإن أعضاء الفريق الوطني كانوا يعتبرون أبطالا.

لكن الدوري الفيتنامي لكرة القدم المعروف ب”في-ليغ” تعرض منذ تأسيسه تقريبا لاتهامات بالفساد وشراء المباريات، وكذلك الامر بالنسبة الى الفريق الوطني. وتم سجن عشرات اللاعبين والحكام والمسؤولين أو معاقبتهم لضلوعهم في فضائح متنوعة.

وتحتل فيتنام حاليا المرتبة 145 على لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتسجل تراجعا ملحوظا في عدد زائري المدرجات. ومع ذلك، لا تزال كرة القدم الرياضة الأولى بلا منازع بالنسبة الى الفيتناميين البالغ عددهم 90 مليون نسمة تقريبا.

ويقول غرايتشن إن “تدريب الشبان على مدى سبع سنوات على اللعب معا والتفكير معا سيؤثر في كرة القدم الفيتنامية، لأنهم في النهاية لن يعودوا بحاجة إلى الكلام كي يتواصلوا، وسيكتفون بالنظر إلى بعضهم بعض”.

ويحلم الكثير من الشبان المنتسبين الى الاكاديمية بأن يكون الفيتنامي الأول الذي يلعب في الخارج، مثل كسور أوك البالغ من العمر 17 عاما والذي يطمح في دخول “مانشستر يونايتد”.

ولكن هذا الشاب المتحدر من عائلة فقيرة من الأقليات يؤكد أن ذلك لن ينسيه بلاده، قائلا “أحلم أيضا بارتداء زي الفريق الوطني وبتحقيق المجد لفيتنام”.