الباب، حلب، سوريا، (ثائر الشمالي، أخبار الآن) – لا يمكننا إنكار المستوى المعيشي المتدني الذي وصل إليه المواطن السوري في الداخل في ظل الدمار والقصف ورائحة الدماء المنتشرة في كل مكان. ربما الحاجة دفعت بعض الناس إلى النزول للشارع طالبين الرزق من خلال التسوّل وطلب المارة قطعة نقدية تكون عوناً على ظروف الحياة والواقع المرير. تظهر هذه المرأة في الصورة وهي تمد يدها طالبة المال من المارة في الشارع .. للوهلة الأولى تساءلت أين زوجها أو أولادها؟! ما الذي دفع هذه المرأة إلى التسول؟! بعد أن إلتقطت هذه الصورة أتت إلي المرأة وتدعى أم عدي تطلب النقود وتتضرع إلي وتتوسل لتحصل على أي مبلغ يعينها. بعد ذلك تابعت هي رحلتها في طلب المال، وقمت بالمسير ورائها ومن ثم تحدثت إليها وطلبت منها أن تخبرني قصتها وما الذي دفع بها للنزول للشارع !! بعد عدة محاولات رفضت خلالها التحدث كليا، وافقت في النهاية أن تحكي قصتها. عرفت أن زوجها أبو عدي قضى بقذيفة دبابة إستهدفت منزلهم في حمص، وهي أم لسبعة أطفال بينهم عدي الصبي الوحيد، وأنها المعيلة الوحيدة للأسرة النازحة من حمص هاربا من الموت. سألتها: “لماذا لم تجدي عملا تجني منه المال” ؟! أجابت: “ماذا تريد أن أعمل؟ طبيبة أم مهندسة؟ أنا لا أجيد أي شيئ على الإطلاق كان زوجي سائق شاحنة يجلب لنا مالاً كافياً لنعيش به بكرامة، إستهدفوا منزلنا بالدبابات وقتلوا زوجي ولم يبقى لي في الحياة أي أحد يساعدني، لو وجدت عملا كريما لما وجدتني هنا، أنا أخرج صباحاً وأعود قبل غروب الشمس لأجلب ثمن طعام لا يكفي أسرتي حتى”. أم عدي هي نموذج بسيط لأمهات سوريا المهجرات من منازلهن فقد وضعتهم الحرب في ظروف قاسية لا رحمة فيها.