موسكو، روسيا ، 2 أغسطس ، المحرر، أ ف ب – غادر المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركي ادوارد سنودن مطار موسكو حيث كان عالقا منذ اكثر من شهر بعدما حصل على اللجوء الموقت في روسيا
، وشكر سنودن روسيا على منحه اللجوء .

وفي رد فعل على الخطوة الروسية اعرب البيت الابيض عن “خيبة امله الشديدة” وقال انه سيعيد النظر في خطط عقد القمة الرئاسية الروسية الاميركية المقررة مطلع ايلول/سبتمبر.     
وخرج سنودن من مطار شيريميتيفو في عملية اشرف عليها محاميه الروسي، بحيث لم تلحظه جحافل الصحافيين الذين حاولوا تتبع كل خطوة من خطواته.
             
             
ونقل سنودن الى مكان لم يكشف عنه. بينما صرح محاميه انه حصل على لجوء مؤقت في روسيا بعد اسبوعين من تقدمه بطلب اللجوء. وشكر سنودن روسيا على منحه اللجوء.
             
وقال في اول تصريح علني له منذ مغادرته المطار “خلال الاسابيع الثمانية الماضية شاهدنا ادارة اوباما لا تظهر اي احترام للقوانين الدولية او الداخلية، ولكن في النهاية فان القانون هو الفائز”.
             
كما شكر والده كذلك روسيا وقال لتلفزيون روسيا 24 “انا ممتن جدا لروسيا .. لقد كان اسبوعا طويلا جدا .. وانا احب ابني”.
             
وقال اناتولي كوتشيرينا محامي سنودن ان موكله “غادر مطار شيريميتيفو. لقد سلمناه لتونا وثيقة تفيد انه حصل على لجوء موقت لمدة سنة في روسيا”، موضحا انه “في مكان آمن”، رافضا تقديم مزيد من الايضاحات.
             
واكدت متحدثة باسم المطار انه غادر المطار بعد الساعة 2,00 مساء (10,00 تغ). وعرض تلفزيون “روسيا 24” صورة غير واضحة تظهر شابا يحمل حقيبة صغيرة يستعد لركوب سيارة امام المطار.
             
وسنودن (30 عاما) مطلوب لدى الولايات المتحدة التي تتهمه بتسريب تفاصيل برامج مراقبة واسعة كانت تقوم بها السلطات الاميركية، الا ان روسيا رفضت تسليمه الى واشنطن.
             
وفي مقابلة مع تلفزيون “روسيا 24” حمل كوتشيرينا نسخة عن الوثيقة التي منح سنودن بموجبها حق اللجوء في روسيا لمدة عام.
             
واضاف ان سنودن سيحصل اثناء وجوه في روسيا على مساعدة “اصدقاء اميركيين” لم يكشف عن هويتهم.
             
وكان ادوارد سنودن (30 عاما) عالقا منذ 23 حزيران/يونيو في قاعة الترانزيت بمطار موسكو وطلب لجوءا موقتا في روسيا.
             
ويهدد منح سنودن اللجوء في روسيا بان يؤثر على العلاقات مع الولايات المتحدة والتي وصفت احتمال منحه اللجوء بانه “مخيب للامال”.
             
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الخميس “نشعر بخيبة امل كبيرة حيال اتخاذ روسيا هذا القرار على الرغم من مطالبنا الواضحة جدا والقانونية في العلن وفي المجالس الخاصة بترحيل سنودن الى الولايات المتحدة لكي يجيب عن اتهامات موجهة ضده”.
             
وقال ان القرار الروسي “يقوض حصيلة طويلة العهد من التعاون” في مجال الامن بين موسكو وواشنطن.
             
وردا على سؤال حول قمة ثنائية في بداية ايلول/سبتمبر بين الرئيس باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبل عقد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ، المح كارني الى انها باتت غير مؤكدة بعد اسابيع من الغموض حول هذه المسالة.
             
وقال “لا املك معلومات حول البرنامج اقدمها لكم اليوم، لكن بالتاكيد (اللجوء الممنوح لسنودن) ليس تطورا ايجابيا”.
             
واوضح المتحدث “لدينا مصالح متعددة مع الروس واننا نقيم جدوى عقد قمة”.
             
وفي واشنطن قال السناتور روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية المتنفذة في مجلس النواب الاميركي ان “ادوارد سنودن هارب يجب ان يمثل امام المحكمة الاميركية، وليس رجلا حرا بستحق منحه اللجوء في روسيا”.
             
لا ان استطلاعا نشر الخميس اظهر ان 55% من الاميركيين يعتبرون سنودن مسربا للمعلومات وليس خائنا.
             
وقال الاستطلاع الذي اجراه معهد الاستطلاع في جامعة كينيبياك في ولاية كينيتيكت ان 55% من بين 1468 ناخبا مسجلات اتصل بهم المعهد هاتفيا من الاحد حتى الاربعاء يعتبرون سنودن مسربا للمعلومات.
             
وفي موسكو سعى يوري هاريسون مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الحد من الضرر الدبلوماسي، وقال ان الوضع يجب الا يؤثر على العلاقات مع واشنطن.
             
كما قلل من اهمية التكهنات بان يدفع الخلاف حول سنودن بالرئيس باراك اوباما الى الغاء زيارته المقررة الى موسكو في ايلول/سبتمبر قبيل قمة مجموعة العشرين في سانت بطرسبرغ.
             
واكد “الوضع غير مهم ويجب ان لا يؤثر على العلاقات السياسية بين روسيا والولايات المتحدة”.
             
واضاف “نحن نعرف نوع الضجة المثارة حول هذا الوضع في الولايات المتحدة، ولكننا لم نتلق اي مؤشرات من الولايات المتحدة” بشان الغاء زيارة اوباما الى موسكو.
             
وسعى الكرملين الى الناي بنفسه عن قضية سنودن وقال ان المسالة في ايدي سلطات الهجرة.
             
ولم يدل بوتين باي تصريح حتى الان حول هذه المسالة. فلدى نشر نبأ خروج سنودن من المطار كان بوتين يعقد اجتماعات مع رئيس طاجيكستان امام علي رحمن لبحث التعاون العسكري بين البلدين.