في إيران تواصل سوق “سوق العملات ” العالمي لتجارة وتداول العملات، دراسة مستوى التقلبات المقلقة التي تمر بها إيران، حيث اعترف البنك المركز الإيراني عن عدم قدرته على السيطرة بفعالية على هذه التقلبات لعوامل سياسية، فنشوة فوز حسن روحاني رئيساً جديداً للإيران لم تكبح جماح التدهور الإقتصادي الذي يعصف بالبلاد ..
والقت سنوات من سوء الادارة والفساد بظلالها على أسواق العملات الأجنبية في البلاد.
 
أعلن البنك الإيراني المركزي مؤخرا أن لديه قدرة محدودة للسيطرة على التقلبات الخارجية الذي يتعرض له في سوق تداول العملات العالمي جراء عوامل سياسية، فحقيقة أن البنك المركزي يعجز عن التعامل مع سوق تداول العملات العالمي هو أمر لا يمكن إنكاره .. لكن هناك أمورا أخرى يرى الشارع الإيراني أنها ساهمت في تدهور قيمة الريال، أبرزها سوء الإدارة وتنامي الفساد. 

وفي أعقاب إنتخابات الرئاسة الإيرانية في الرابع عشر من حزيران الماضي استعاد الريال الإيراني سبعة عشر بالمئة من سعره مقابل العملات الأجنبية بعد فوز حسن روحاني في الانتخابات، لكن سرعان ما تراجعت قيمة الريال بعد طفرة مؤقتة من الامل .

وفي محاولة بائسة لترويض التضخم الذي ينخر الإقتصاد الإيراني، إتخذت السلطات الإيرانية إجراءات صارمة للسيطرة على التدفق النقدي في البلاد.

الأزمة في أسواق العملات الأجنبية في إيران لا تلقي بظلالها على التجار ومن يريدون سلامة العملة الصعبة للحفاظ على اموالهم فقط، وانما له تأثير خطير على  حياة كل مواطن إيراني.

فعلى سبيل المثال، أدت محاولات الحكومة الإيرانية  لعكس قيمة إنهيار قيمة الريال إلى تداعيات خطيرة على نظام الرعاية الصحية الوطنية، وترك العديد من الإيرانيين يكافحون من أجل دفع ثمن الأدوية في أعقاب إصلاحات لنظام الدعم المحلي.

و إلى جانب تأثير العقوبات الدولية،  أدت التغيرات المفاجئة في سعر الدولار إلى زيادة كبيرة في تكاليف الأدوية في إيران، بمعدل إرتفاع بلغ ستة وسبعين بالمئة خلال العام الماضي بحسب مصادر عدة.

المواطنون الإيرانيون كانوا وما زالوا يعانون من الفوضى داخل مؤسسات النظام الإيراني وعدم كفاءتها وإنتشار الفساد الإداري فيها على مدى السنوات الثماني الماضية، ما يؤثر سلباً على معيشة المواطن الإيراني التي ساهمت سياسة النظام الإقتصادية بدفعها نحو الأسوأ.

يعاني المواطنون الإيرانيون من زيادة تراكم الفساد داخل مؤسسات الدولة  وعدم الكفاءة وسوء الإدارة على مدى السنوات الثماني الماضية ما جعل  وجهة نظرهم النفسية للنظام الثوري والتزام قائده محل شك.

المرشد الأعلى في إيران بدوره مطالب بدعم الرئيس المنتخب وتغيير استراتيجته لنجاح الإصلاح الإقتصادي في البلاد، كما أن على البنك الإيراني المركزي  ان يستغل أي ظرف من الظروف لتحسين مستوى الإقتصاد المحلي .