غدير الهسي، فلسطينية ، صغيرة ٌ في حجمها وعمرها، كبيرة ٌ بعقلها وأدائها، لم تستسلم لحال الفقر، بل قررت امتهان التعليم منذ الصغر ، في مدرسةٍ رسمتها بمخيلتها ، فأضحت حقيقة ً ماثلة أمام أعينها.في كوخ صغير من سعف النخيل بمدينة رفح في قطاع غزة… تعكف فتاة فلسطينية ذات الثلاثة عشر ربيعا على تدريس اللغة الإنجليزية لمجموعة من الأطفال، بعض التلاميذ تقل سنهم بضع سنوات عن عمر معملتهم الصغيرة ، معلمة قررت تسخير إجادتها لطريقة نطق الكلمات وقواعد اللغة الانجليزية لتدريس الصغار.أقل من ثلاثة دولارات تتقاضاها المدرسة الصغيرة من كل تلميذ شهريا، مبلغ رمزي يقل بأضعاف عن الأجر المعتاد لدروس اللغة الانجليزية الخاصة، أجر تساهم فيه غدير بشراء ملابس لها ولإخوتها الأربعة، والمتبقي يذهب الى دخل العائلة المتواضع، ظروف وضغوطات لم تؤثر على التحصيل العلمي لغدير، بل حافظت على تفوقها الدراسي، ما جعلها مثال للفتاة الفلسطينية المجدة على الرغم من كل التحديات.