في تجمعٍ لعشاق المنتجات الفاخرة والمقتنيات النفيسة، اجتذب جناح يضم أفخر وأندر أنواع “الكافيار” الطبيعي عشرات الزوار الذين أتيح لهم التذوق المجاني لأنواع فاخرة من الكافيار يصل أسعار بعض منها إلى مليون ريال سعودي للكيلو غرام الواحد. وعرض الجناح الذي جاء ضمن النسخة الأولى لمعرض “لاكزوري” العالمي في العاصمة السعودية الرياض أصنافاً من “الكافيار” الذي يعد من أغلى أنواع الثروة السمكية في العالم نظراً لفوائده الصحية الجمة واحتوائه على فيتامينات هامة للجسم إلى جانب كونه مقوياً جنسياً.
الكافيار يحتوي على فوائد صحية جمة
ويقف عليه ثلاثة شبان سعوديين يديرون “الكافيار الذهبي”، التي تعد أكبر منظومة عربية لبيع وتسويق الكافيار. فهذا الجناح تختبئ وراءه قصة نجاح ملهمة عاشها هؤلاء الشبان من خلال مشروعهم الذي بدأ في عام 2005 وسط توتر وقلق بأن لا يحقق أي نجاح يذكر.
يقول عبدالعزيز الجويعي، المدير التنفيذي لشركة “الكافيار الذهبي”، في حديث لقناة “العربية”: “حاولت مشاركة الآخرين اهتمامي بالكافيار، ولكن لم أجد من يلقي بالاً أو اهتماماً، وكانت الأغلبية لا تعرف عن الكافيار إلا أنه غذاء غالي الثمن ومفيد للجنس ولا يأكله إلا الأثرياء”، ويضيف بأن تقريراً عن الكافيار نشر في إحدى المجلات العالمية عام 2003، ألهمه للتشاور في هذا المشروع مع أصدقائه، إلا أنه يقول: “الأجواء المحبطة أوقفتني عن البحث والحديث عن الكافيار وندمت على قصاصاتي ومعلوماتي التي قمت بجمعها والتنقيب عنها زمناً طويلاً، كنت أعتقد أنني اكتشفت مجالاً تجارياً متميزاً”.
وأبان الجويعي- في كتاب يسرد قصة الكافيار تحت عنوان “عرش الكافيار يبقى سراً على الكثير وعشقاً للقليل”- بأنه بعد إحباطات متعددة وتفكير طويل عاود التفكير فعلياً بمشروع الكافيار عام 2005 مع أعز صديقين له هما عبدالله الغفيلي وعبدالعزيز السعيد، وكان الحديث عن “مشروع تجاري يمثل أفضل غذاء ويستهدف النخبة من المجتمع”.
ويستطرد الجويعي قائلاً: “راسلنا الشركات التي تعمل في مجال الكافيار لمعرفة الأسعار وطرق التعامل على مدى عام كامل دون أي رد أو جواب. ولكن ورقة شكر وصلتنا بالفاكس عن طريق الخطأ من إحدى الشركات الروسية يبدو أنها احتفظت بالعنوان وأخطأت بإيصال الفاكس، ولكن هذا الخطأ كان فرصة لمد جسر التواصل مع هذه الشركة وبداية المشروع. لقد أصبنا بالإحباط واليأس على مدى عام كامل إلى أن جاء هذا الفاكس”.
ثقافة الكافيار تشتهر اكثر في المجتمعات الغربية
وزاد بالقول: “بداية المشروع كانت تجربة بسيطة حاولنا فيها معرفة رغبة الناس واهتمامهم بالكافيار فعرضنا كمية بسيطة عبر إعلان صغير في إحدى الصحف المحلية”. ويقول بأنهم لم يتصوروا إقبالاً يذكر، لكن: “الاتصالات انهالت علينا وبعنا الكمية بأكملها، ثم اكتشفنا بأن الجمهور يريد الطريقة النظامية، الكثير منهم يرفض أن يتعامل مع تاجر الشنطة”.
يذكر أن الجويعي، الذي افتتح مع أصدقائه أول معرض لبيع الكافيار في السعودية عام 2007 ويصل عدد نقاط بيعه الآن إلى 66 نقطة بيع للكافيار الفاخر، يقول إن النجاح لا يقاس بالمكان الذي وصلت إليه، ولكن بالصعاب التي تجاوزتها. ويذكر لحظة لافتة زادت من شعوره بالسعادة والنجاح بعد أن حقق مشروعه شهرة في بيع وتسويق الكافيار إلى أن طرح الكافيار الفاخر على مائدة جمعت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009.
وأوضح الجويعي بأن ثقافة الكافيار تشتهر في المجتمعات الغربية أكثر منها في “الشرق” مؤكداً بأن العرب عرفوا الكافيار منذ زمن بعيد، لكنهم كانوا يخطئون في طرق تناوله إذ لابد من معايير دقيقة لحفظه وتناوله.
وأبان الجويعي بأن الكافيار يمثل بيض سمكة الحفش، وهي السمكة الوحيدة في العالم التي يستخرج منها الكافيار وتعيش في بحر قزوين حيث يعتبر المصدر الوحيد للكافيار الطبيعي. كما أن سمكة الحفش تعتبر من الكائنات المعمرة وقد صنفها البعض من فئة الديناصورات، حيث يصل عمرها إلى 100 عام ووزنها يتراوح بين 200 إلى 1500 كيلوغرام.