تركيا بمساندة فصائل سورية تشن قصفا عنيفا على مناطق قسد
ليلة عصيبة عاشتها مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بسبب الغارات التركية المكثفة ردا على هجوم أنقرة.
حيث كثفت القوات التركية قصفها الجوي والمدفعي على مواقع تابعة لقسد في شمالي وشرقي سوريا، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء التركية “توساش” في أنقرة.
ويوم أمس الأربعاء، هاجم شخصان شركة صناعات الطيران والفضاء التركية “توساش” في العاصمة أنقرة، وبحسب وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.
استهداف المدنيين
قال علاء الدين المجيد مواطن سوري مقيم في القامشلي لأخبار الآن إن الضربات الجوية التركية التي تستهدف المناطق المدنية والمنشأت الخدمية في مناطق شمال وشرق سوريا على الشريط الحدودي تسببت بمقتل عدد من المدنيين.
مبينا أنه تم استهداف مركز طبي في مدينة القامشلي بالتحديد في حي الخليج، كما تم استهداف منشآت تابعة للزراعة متمثلة بصوامع حبوب في حي قناة السويس.
إضافة إلى استهداف مركز لقوى الأمن الداخلي “الاسايش”.
وأضاف علاء الدين المجيد أن الغارات التركية استهدفت وسط أحياء الآشورية والكورنيش وهي أحياء سكنية خالية من المواقع العسكرية تماما.
اما في مدينة المالكية فقد استهدف القصف العشوائي الأحياء المدنية والمنشأت النفطية التي تغذي جميع المنطقة بالغاز والمازوت.
وأكد المجيد سقوط نحو 8 أشخاص نتيجة الغارات التركية والتي شاركت فيها فصائل تابعة للجيش السوري الحر، وهم عمال مدنيون في المنشآت الخدمية بمنطقة المالكية التي تضم محطة كهرباء السويدية.
بالإضافة إلى استهداف محطة كهرباء عامودا أيضا.
قصف تركي في ريفي الحسكة وحلب
وسّعت القوات التركية عملياتها لتشمل قصفاً مدفعياً مكثفاً على قرية أم الكيف في ريف مدينة تل تمر بريف الحسكة.
وأشارت وكالة “هاوار” إلى أن القصف طال مناطق مختلفة تخضع لسيطرة “قسد” في ريف الحسكة.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: شهدت مناطق شمال وشرق سوريا، تصعيدا للقوات التركية ونفذت هجمات برية وجوية في عدة مناطق في أرياف الرقة وحلب بما فيها مناطق انتشار القوات الكردية.
ففي ريف الحسكة، استهدفت مسيرة تركية موقعا عسكريا في محيط منطقة قراجوغ بريف المالكية شمال شرق الحسكة، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
كما استهدفت مسيرة تركية مركزا للأسايش عند دوار عفرين في مدينة القامشلي.
وفي منبج قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بالمدفعية الثقيلة قرى الصيادة وعون الدادات والتوخار والدرج المأهولة بالسكان.
أما في محافظة الرقة، فقد قصفت القوات التركية قرى ريف عين عيسى الغربي، وتركز القصف على المواقع القريبة من خط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وفي عين العرب (كوباني) استهدفت مسيرة تركية بصاروخين، أحدهما استهدف حاجزا لـ”الأسايش” على طريق حلب والآخر استهدف مركزا لـ”الأسايش” في مدينة كوباني، مما أدى إلى وقوع جريحين.
وفي مناطق انتشار القوات الكردية في ريف حلب، استشهد رجل وطفلته، وأصيبت زوجته، وآخرين من عائلة واحدة بجروح بليغة، نتيجة قصف مدفعي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على منزل في محيط مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي.
كما طال القصف البري قرى تنب ومرعناز والمالكية في ناحية شرا، بالإضافة إلى قرى عقيبة وبينه وكالوته وقنطرة وزرعنيت بناحية شيراوا في ريف عفرين وعين دقنة وبيلونية ونيربية والشيخ عيسى وحربل وتل المضيق وتل جيجان ورار الشعالة ومدينة تل رفعت.
الجيش السوري يشارك بقصف “قسد”
في سياق متصل، استهدفت “القوة المشتركة” التابعة للجيش الوطني السوري، مواقع عسكرية لقوات “قسد” في ريف حلب الشمالي، عبر راجمات بالصواريخ.
وأوضحت مصادر محلية أن الصواريخ سقطت في مناطق متعددة تخضع لسيطرة “قسد”، منها مدينة تل رفعت وريفها شمالي حلب.
كذلك قصفت القوات التركية بالصواريخ مواقع أخرى لـ”قسد” في مدينة تل رفعت شمالي حلب، وفي عين العرب شرقي المحافظة.
بيان لوزارة الدفاع التركية
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها دمّرت 32 موقعاً لـمن وصفتهم بالإرهابيين في عملية جوية على شمالي العراق وسوريا، ما أسفر عن “تحييد” العديد منهم.
وذكرت الوزارة أن قواتها شنّت عملية في 23 تشرين الأول الجاري بما يتماشى مع حق الدفاع عن النفس، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت أن هدف العملية القضاء على خطر الهجمات الإرهابية التي تستهدف الشعب والقوات التركية وضمان أمن الحدود، عبر تحييد عناصر تنظيم (بي كي كي/ كا جي كا والعناصر الإرهابية الأخرى).
ولفتت الوزارة إلى تدمير 32 موقعاً، مضيفةً أن العمليات الجوية ما زالت مستمرة بكل حزم.
كذلك شددت الوزارة على أنه تم تحييد العديد باستخدام أكبر قدر ممكن من الذخيرة المحلية والوطنية في العمليات.
هجوم “توساش”
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، “تحييد إرهابيين اثنين نفّذا هجوماً على شركة (توساش) في أنقرة، ومقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين بجروح، في حصيلة غير نهائية للهجوم.
وعصر الأربعاء، شهدت أنقرة هجوماً إرهابياً استهدف مصنع طائرات مسيّرة لشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TUSAŞ) في منطقة كهرمان كازان، حيث أشارت وسائل إعلام تركية، إلى أن المهاجمين تسللوا إلى داخل الشركة واحتجزوا رهائن في صالة توجد فيها مقاتلات “F-16”
أردوغان: استهداف مبادراتنا الدفاعية
وفي تعليقه على هذا الهجوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه “لن يتمكن أي كيان أو تنظيم إرهابي يستهدف أمن البلاد من تحقيق آماله”.
وأضاف أردوغان عبر منصة “إكس”، أن هذا الهجوم على شركة توساش هو “هجوم دنيء يستهدف بقاء بلدنا وسلامته، ومبادراتنا الدفاعية، التي تمثل رمزاً لاستقلال تركيا بالكامل”.
وأوضح أن السلطات التركية تدخلت على الفور منذ اللحظة الأولى للهجوم، وتمكنت من تحييد المهاجمين.
وأضاف: “ليعلم شعبنا أن الأيادي القذرة التي تمتد إلى تركيا ستُكسر بكل تأكيد، ولن يتمكن أي كيان أو تنظيم إرهابي يستهدف أمننا من تحقيق آماله”.
وندد حلف شمال الأطلسي “الناتو” والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالهجوم.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن الحلف سيقف إلى جانب تركيا العضو فيه.
والشركة التركية لصناعات الطيران والفضاء (TUSAS- توساش) واحدة من أهم شركات الدفاع والطيران في تركيا، وتنتج KAAN، أول طائرة مقاتلة وطنية في البلاد، من بين مشاريع أخرى، وتغطي منشآت الشركة ما مساحته 5 ملايين متر مربع في مدينة أنقرة.