نتنياهو يشدد على أنّ الحرب في غزة ستنتهي عندما “تتحقّق” كلّ أهدافها
كشف مصدر مصري، عن وصول رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، مصر، وذلك لمواصلة المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أكدته القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي.
ويشارك رونين بار، في محادثات بالعاصمة المصرية حول صفقة محتملة تتعلق بإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك مناقشة أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك السيطرة المستقبلية على معبر رفح.
وكان قد تم إغلاق معبر رفح، بين غزة ومصر بشكل أساسي منذ أن بدأت قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها في المدينة في مايو الماضي، مما أثار غضب القاهرة.
وكانت قد أعلنت حماس الأحد، أنّها وافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة “من دون وقف إطلاق نار” دائم، في وقت تتكثف فيه جهود الوساطة للتوصّل إلى هدنة في الحرب التي دخلت شهرها العاشر.
ومنذ أشهر، تواجه جهود قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، عقبات في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت يصرّ كلّ من الطرفَين على مطالبه.
ويشدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أنّ الحرب في غزة ستنتهي عندما “تتحقّق” كلّ أهدافها، بما في ذلك “القضاء” على حماس وتحرير كلّ الرهائن المحتجزين في القطاع.
وفي هذا السياق، يقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الآمال الكبيرة لا ينبغي أن تُعلق على التحركات الحالية، حيث وصفها بأنها تكتيكية وجزئية.
وأضاف “هريدي” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”، أنه حتى إذا تحركت الأمور، فإنها لن تتجاوز “المرحلة الأولى” كما أشار إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه في 31 مايو الماضي.
كما أوضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى حرب مفتوحة ليس لها نهاية، إلا إذا اقتضت المصلحة الاستراتيجية لإسرائيل خلاف ذلك.
وهو الأمر الذي اتفق معه، وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، حيث قال: “نتنياهو لن يوقف العدوان على غزة فقط لأن المجموعة المتطرفة تطلب ذلك بل لأن كل مؤسسات الاحتلال تؤمن بضرورة استمرار العمليات العسكرية في غزة”.
وأضاف “المعايطة” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (إكس): “كل ما نسمعه عن قبول التفاوض هي مراوغة لإرضاء أهالي الأسرى وإذا وافق على أي اتفاق فلن يكون الثمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من غزة”.
نتنياهو لن يوقف العدوان على غزة فقط لأن المجموعة المتطرفة تطلب ذلك بل لان كل مؤسسات الاحتلال تؤمن بضرورة استمرار العمليات العسكرية في غزة.
كل مانسمعه عن قبول التفاوض هي مراوغة لإرضاء أهالي الأسرى واذا وافق على اي اتفاق فلن يكون الثمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من غزة.— سميح المعايطه (@AlmaitahSamih) July 8, 2024
الكرة في ملعب إسرائيل
وبعدما كانت حماس تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم لتخوض مفاوضات حول الرهائن، قال قيادي في الحركة، الأحد إنّ “هذه الخطوة تمّ تجاوزها”.
وأضاف أنّ “الوسطاء تعهّدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أنّ “حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطّل إسرائيل مسار التفاوض كما المرّات السابقة”.
كذلك أوضح أنّ الحركة “أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يومياً في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا ومعبر رفح”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أن “أي اتفاق سيسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب”. مضيفًا “ستعمل إسرائيل على ضمان إعادة أكبر عدد من الرهائن الأحياء من أسر حماس”.
وبينما أعلنت حماس الأربعاء، عن “أفكار” جديدة لإنهاء الحرب وإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي، أفاد مكتب نتنياهو بأنّ الدولة العبرية ستعاود “الأسبوع المقبل” إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات بشأن وقف للنار في القطاع، لافتاً إلى وجود “تباعد بين الجانبين”.
ولم يتمكّن الوسطاء حتى الآن من انتزاع إلّا هدنة واحدة من الطرفين في تشرين الثاني/نوفمبر سمحت بإطلاق سراح 80 رهينة لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينياً.
على الأرض، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر الذي استُهدف الأحد بعمليات قصف وغارات إسرائيلية عنيفة.
وأعلن الهلال الاحمر الفلسطيني الأحد، مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات، في غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة وسط القطاع.