التخبط والصراع.. عنوان المرحلة بهيئة تحرير الشام

تخبط.. صراع.. انشقاقات.. اتهامات بالخيانة واعتقالات.. هكذا يبدو الحال داخل هيئة تحرير الشام، التي تفاقمت الخلافات بها بشكل متسارع، على خلفية قضية انشقاق جهاد عيسى الشيخ “أبو أحمد زكور” تارة، وتارة أخرى وبشكل أكبر بسبب الحملة الأمنية التي شنها الجناح الأمني في الهيئة..

وشنت الهيئة حملة اعتقالات منتصف العام الماضي طالت قياديين وعناصر في صفوفها بتهمة “العمالة والتجسس” لصالح جهات مختلفة، ما أثار تخوفاً لدى المعارضين لسياسات الهيئة من اتخاذها مثل هذه التهمة ذريعة للقضاء على الأصوات المعارضة لها.

الصراع بين الأجنحة يعصف بقيادة هيئة تحرير الشام.. هل اقتربت نهاية الجولاني؟

ومع تفاقم الخلافات التي تعصف بالهيئة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، أثيرت أنباء تم تداولها بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي وفي بعض المجموعات المهتمة بأخبار الهيئة، تفيد بترشيح إبراهيم شاشو الوزير السابق في حكومة “الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب لتولي قيادة هيئة تحرير الشام.

الصراع بين الأجنحة يعصف بقيادة هيئة تحرير الشام.. هل اقتربت نهاية الجولاني؟

حول هذا الموضوع تواصلت أخبار الآن مع الصحفي السوري عقيل حسين المطلع على هذا الملف، والذي أكد حقيقة هذه الأنباء، التي عزاها إلى حالة التخبط والصراع التي تعيشها هيئة تحرير الشام.

وقال حسين إن ما يجري هو جزء من تداعيات الاعتقالات التي شنها الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام، وشملت أكثر من 700 من قادة وكوادر الجناح العسكري والإداريين بهيئة تحرير الشام بتهمة التجسس لصالح قوات النظام السوري وروسيا وقوات التحالف الدولي لمكافحة داعش.

يضيف الصحفي السوري أن هذا الأمر تسبب في حالة غضب كبيرة داخل الهيئة، خصوصا بعدما تبين أن معظم المعتقلين تم اعتقالهم استنادا على تقارير كيدية، فيما بدا كنوع من تصفية الحسابات بين مراكز القوة والنفوذ داخل الهيئة.

الصراع بين الأجنحة يعصف بقيادة هيئة تحرير الشام.. هل اقتربت نهاية الجولاني؟

أمام هذه التطورات اضطرت “هيئة تحرير الشام” في النهاية إلى إطلاق سراح معظم من اعتقلهم جهازها الأمني، بعد إعلانها انتهاء التحقيقات التي لم تثبت أياً من هذه التهم، وخرج بالفعل قياديون في جناح الهيئة العسكري من المعتقل، ومنهم أبو مسلم آفس، وأبو أسامة منير.

بينما نقل موقع “تلفزيون سوريا”، قبل أيام عن مصادر محلية قولها إن “هيئة تحرير الشام”، تنوي إطلاق سراح القيادي البارز فيها “أبو ماريا القحطاني“،بعد أشهر من اعتقاله.

وعن “أبو ماريا القحطاني” يقول الصحفي السوري عقيل حسين في تصريحاته لـ “أخبار الآن”، إن من بين أبرز من تم اعتقالهم كان القحطاني القيادي العراقي الجنسية، والذي اعتقل في نوفمبر الماضي، بسبب خلافات بينه وبين قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وعدد من قادة الهيئة، بعد توجيه اتهامات لـ “أبو ماريا” بالتخطيط لمؤامرة والانقلاب على القيادة الشرعية للتنظيم.

الصراع بين الأجنحة يعصف بقيادة هيئة تحرير الشام.. هل اقتربت نهاية الجولاني؟

وتابع حسين أن الفترة التي تلت اعتقال هؤلاء القادة شهدت خروج بعض الاعترافات التي أثارت الشكوك، ما استدعى تدخل بعض قيادات الهيئة، ليُكتشف بعد ذلك أنها انتزعت تحت الضغط والابتزاز والتعذيب، وأن هذه الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها عناصر في الجناح الأمني شملت قادة كبار في الجناح العسكري.

وبينما ازدادت الضغوط من قبل عائلات المعتقلين وبعض قادة التنظيم، تم إطلاق سراح العشرات من المعتقلات. يقول الصحفي السوري إن بعض هؤلاء قاموا بتنظيم اعتصام مفتوح للمطالبة بالحصول على حقوقهم، حتى التقوا بالجولاني وقدموا له قائمة مطالب.

يوضح حسين أن هذه المطالب شملت حل الجهاز الأمني الحالي وإعادة تشكيله من جديد، بالإضافة إلى تشكيل مجلس قيادة جديد للهيئة لا يكون الجولاني ضمنه، من أجل إتاحة المجال أمام لجنة التحقيق والمتابعة التي تم تشكيلها للفصل فيما حدث من انتهاكات.

يضيف الصحفي السوري عقيل حسين أن العسكريين اقترحوا اسم إبراهيم شاشو الذي شغل منصب وزير العدل سابقا في حكومة الإنقاذ ليصبح القائد الجديد لهيئة تحرير الشام بشكل مؤقت حتى يتم الانتهاء من التحقيقات، والفصل في القضية، على أن يتم عزل الجولاني بشكل نهائي ومحاكمته في حال تم إدانته وتبين أنه كا له يد فيما حدث من قبل الأمنيين، بينما يعود لمنصبه مجددا في حال لم تتم إدانته.

 

الصراع بين الأجنحة يعصف بقيادة هيئة تحرير الشام.. هل اقتربت نهاية الجولاني؟

وقبل أيام شارك العشرات، في وقفة احتجاجية في بلدة سرمدا، للتنديد بعمليات التعذيب التي تجري في السجون، التي وُصفت بـ”المسالخ”، بينما يتم تحميل الجولاني مسؤولية ما جرى، باعتباره المشرف الأول على الجهاز الأمني، وكان على اطلاع ودراية بالحملة التي قام بها في العام الماضي.