نموذج فاغنر الاقتصادي في أفريقيا يعتمد إلى حد كبير على التعدين

بحسب مصادر نقلتها إذاعة “RFI”، فإن جنود فاغنر السابقين – الذين أعيدت تسميتهم الآن بفيلق أفريقيا – سيطروا في العاشر من فبراير على منجم إنتاهاكا للذهب في مالي، وهو موقع ضخم للتنقيب عن الذهب يقع في بلدية نتيليت بوسط البلاد، على بعد حوالي 80 كيلومترا من جاو وعلى الحدود مع بوركينا فاسو.

وإنتاهاكا هو أكبر منجم ذهب حرفي في شمال مالي، ويعمل به الآلاف من عمال مناجم الذهب من جميع أنحاء البلاد، وكذلك من السودان وتشاد والنيجر، هناك منذ حوالي ست سنوات.

كما يسلط استيلاء فاغنر على المنجم الضوء على كواليس الصراع الداخلي على السلطة، حيث كانت تسيطر على إنتاهاكا في السابق مجموعة الدفاع الذاتي لطوارق إمغاد وألييه (GATIA). ويقود غاتيا الجنرال أغ غامو، وهو من الطوارق الموالين للحكومة المالية، وبحسب مصدر مقيم في جاو فإن استيلاء المرتزقة الروس على هذا المنجم أثار غضب الجنرال أغ جامو. وفسر ذلك على أنه خيانة من قبل المجلس العسكري المالي.

ويحاول النظام المالي توجيه رسالة إلى الجنرال أغ غامو، حيث يعتقد أنه لا يقوم بما يكفي لدعم الجيش المالي في عملياته. ومع ذلك، فإن الإطاحة به يمكن أن يكون لها تأثير عكسي وتجبر جنرال الطوارق على الانقلاب على النظام المالي.

قوات فاغنر تسيطر على منجم إنتاهاكا للذهب في مالي

وتأتي سيطرة فاغنر على المنجم بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى باماكو، الذي يبدو أنه أوضح للنظام المالي أن الكرملين يريد تعاونًا أوثق بين مالي وروسيا في قطاع التعدين، ولعل هذا يضع حداً لفكرة أن روسيا تعمل فقط على تعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا.

ويعتمد نموذج فاغنر الاقتصادي في أفريقيا إلى حد كبير على التعدين، لذلك ليس من المستغرب أن تضطر غاتيا (GATIA) لإفساح المجال للمرتزقة الروس، كما أن المجلس العسكري المالي غير قادر على دفع التكاليف الباهظة لخدمات فاغنر. لذلك، ليس أمامهم خيار آخر سوى الاستمرار في منح امتيازات التعدين للمرتزقة الروس الذين كان دافعهم الوحيد لوجودهم في مالي هو الثراء.