حرب غزة: ماذا بعد؟ وكيف يمكن إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط؟
قد بتسأل البعض عن ما هو قادم في الأيام المقبلة لمنطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا في ظل الوضع الراهن بين حماس وإسرائيل، والأبرياء الذين لقوا حتفهم في قطاع غزة جراء الاشتباكات، فالوضع الآن سيء ومن الممكن أن يصبح أسوأ بكثير، ولكن يبقى هناك أمل أخير يلوح في الأفق، وذلك من خلال وقف التصعيد.
فلا أحد من قاطني الشرق الأوسط سيستفيد من التورط في النار المشتعلة الآن في غزة.
فعندما يطلق الحوثيون الصواريخ من اليمن، فإنهم لا يقدمون أي خدمة لأي شخص، ولا أنفسهم أو حتى مؤيديهم في طهران.
وعندما يهدد حزب الله اللبناني بزيادة التصعيد، فهو يعلم أن اندلاع حريق أوسع نطاقاً يمكن أن يؤدي إلى نهاية مقاتلي الحزب.
فالمطلوب الآن هو ممارسة ضبط النفس. وذلك لأن المنطقة أصبحت لا تستطيع أن تتحمل دخول مجموعة أخرى في الصراع الدائر سواء كانت تلك المجموعة (تابعة/غير تابعة) لأي دولة.
وهذا يشمل الجميع، وخاصة إيران والميليشيات المتحالفة معها في العراق.
فمن الأفضل العمل من أجل السلام وممارسة ضبط النفس.
وذلك، لأن أي اشتعال آخر للأزمة المتفاقمة في غزة، قد يدفع المنطقة كلها إلى دمار أوسع نطاقا وألما من ما هو حادث بالفعل.
كما أن أي خطوات تصعيدية من أي طرف لن تؤدي إلا لزيادة عدم استقرار الوضع في المنطقة.
متى تعترف حماس بأنها أخطأت في حساباتها وأخطأت في تقديرها؟ سؤال يراود الكثيرين، ولكن حتى لو حدث هذا بالفعل، فالآن الوضع أصبح مختلفًا كليًا، فلم يعد ممكنًا العودة إلى الـ 6 من أكتوبر حتى ولو تخلت حماس عن كل شيء.
كما أن الأبرياء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط أصبحوا لا يستطيعون تحمل المزيد من الحسابات الخاطئة لأي طرف.
فبمجرد كسر الوضع الراهن، لن يتمكن أي فرد من معرفة “أين سيتوقف الدمار؟”.
وبغض النظر عن ما نحن فيه اليوم، أصبح الجميع لديه مصلحة واحدةً فقط، وهي ألا تزداد الأمور سوءًا … وهذا الإدراك في حد ذاته هو حيث يومض بصيص الأمل الخافت بشكل هش، مثل الشمعة التى وضعت في مواجهة الريح، ولا يستطيع أحد تحمل رؤيتها وهي تنطفئ.