إسرائيل تواصل قصف قطاع غزة

شدّدت الولايات المتّحدة الاثنين، على وجوب الإفراج عن كلّ الرهائن المحتجزين في قطاع غزة قبل أيّ “حديث” عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وذلك على الرّغم من دعوات إلى تهدئة بين الطرفين اللذين أوقعت المعارك الدائرة بينهما آلاف القتلى.

ومساء الاثنين، أعلنت حماس أنّها أفرجت عن امرأتين أخريين كانت تحتجزهما في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة في بيان “قمنا وعبر وساطةٍ مصريةٍ قطريةٍ بإطلاق سراح المحتجزتَين نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز (…) لدواعٍ إنسانيةٍ ومرضيةٍ قاهرة”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ المرأتين في الثمانينات من العمر وهما من سكان نير عوز.

وبثّ التلفزيون المصري لقطات أظهرت امرأتين ممدّدتين داخل سيارتي إسعاف لدى وصولهما إلى الأراضي المصرية.

ويأتي الإفراج عن هاتين الرهينتين بعد ثلاثة أيام على إفراج حماس عن رهينتين أميركيتين أوليين هما جوديث وناتالي رعنان.

وشنّت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما على إسرائيل، وقتل فيه أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم الحركة، حسب السلطات الإسرائيلية.

ووفق آخر الأرقام الصادرة عن الجيش الإسرائيلي الاثنين، اقتادت الحركة معها 222 شخصا رهائن بينهم أجانب.

والاثنين أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أنّ حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ بدء الحرب بلغت 5087 قتيلا فلسطينيا، معظمهم مدنيون، وبينهم 2055 طفلا.

وغداة الهجوم تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس، وهي تواصل مذّاك الحين استعداداتها لهجوم بري على قطاع غزة.

ويتخوّف المجتمع الدولي من تداعيات هجوم كهذا.

والأحد حذّرت إيران، حليفة حماس، من أنّ الأوضاع قد تخرج عن السيطرة في منطقة الشرق الأوسط الأشبه بـ”برميل بارود”.

في موازاة ذلك أعلنت الولايات المتحدة مساء السبت تعزيز جاهزيتها العسكرية في الشرق الأوسط في ضوء “التصعيد الأخير من قبل إيران وقواتها بالوكالة” في المنطقة.

متى يمكن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟

ومنذ السبت بدأت المساعدات الدولية تدخل قطاع غزة الصغير المساحة والبالغ العدد الإجمالي لسكانه 2,4 مليون نسمة، عبر مصر.

والاثنين، دخلت قافلة مساعدات ثالثة عبر رفح، وهو الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل من بين معابر القطاع.

ومنذ السبت عبرت ثلاث قوافل مساعدات إلى القطاع المحاصر ضمت نحو 50 شاحنة في وقت أشارت الأمم المتحدة إلى أن سكان غزة يحتاجون إلى 100 شاحنة يوميًا.

انقسامات

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار إسرائيل الأربعاء، للتضامن معها بعد هجوم حماس، أعلن موافقة تل أبيب على بدء إدخال مساعدات عبر رفح.

والأحد أعلن البيت الأبيض أن بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توافقا على أنّ المساعدات “ستستمر بالتدفق” إلى القطاع.

لكنّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل طالب الاثنين بتوفير مساعدات إضافية وبشكل أسرع إلى غزة، مشيرا الى أن التكتل القاري سيدرس الدعوة الى “هدنة إنسانية” في القطاع.

كذلك دعا المفوّض الأعلى للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الاثنين إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” في غزة، مناشداً القادة اتّخاذ “خيارات شجاعة”.

320 هدفا

ومساء الاثنين، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّه لا يمكن الحديث عن أيّ مباحثات حول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل الإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة.

واشتدّ القصف الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

متى يمكن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين أنّه ضرب “أكثر من 320 هدفا عسكريا في قطاع غزة” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينها “أنفاق تضم إرهابيي حماس، وعشرات من مراكز قيادة العمليات (…) وإرهابيي (حركة) الجهاد الإسلامي ومجمعات عسكرية ونقاط مراقبة”.

وأوقعت هذه الضربات أكثر من 70 قتيلا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي لحماس. وبين هؤلاء 17 شخصاً من عائلة واحدة قتلوا في غارة جوية في جباليا في شمال القطاع.

والاثنين دعا وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا من طهران إلى الكفّ “فوراً” عن “استهداف المدنيين الأبرياء” في قطاع غزة، وذلك في إعلان مشترك وقّعته أيضا أرمينيا وأذربيجان.

وضع “كارثي”

ومنذ 15 تشرين الأول/أكتوبر يدعو الجيش الإسرائيلي المدنيين المقيمين في شمال القطاع حيث القصف المركّز، إلى المغادرة والتوجه جنوباً.

لكنّ الضربات لا تستثني جنوب القطاع حيث يحتشد مئات آلاف النازحين قرب الحدود مع مصر.

وشدّدت إسرائيل حصارها على القطاع منذ بدء الحرب، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء.

وأعلنت أنها لن تمنع دخول المساعدات الإنسانية من مصر طالما تقتصر على الأغذية والمياه والأدوية للمدنيين في جنوب القطاع.

وتتحدث الأمم المتحدة عن وضع كارثي في غزة، مشيرة إلى نزوح 1,4 مليون شخص على الأقلّ منذ بدء الحرب.

متى يمكن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟

والاثنين في رفح كان أشخاص يعملون على ملء عبوات بلاستيكية بالمياه من صهاريج، فيما يعمد آخرون للبحث بين الركام عن ناجين، وفق مراسلي فرانس برس.

وقال محمد ابو سبلة لوكالة فرانس برس عن قصف وقع بالقرب منه، “كنّا في الجامع وعدنا إلى منازلنا… بعد ربع ساعة تقريباً، وقع انفجار، خرجنا، لم نتمكن من رؤية أيّ شيء، كلّ المنطقة غبار، تضرّرت كلّ البيوت، بعضها سقطت فيها الشبابيك وبعضها الأبواب. فاجعة”.

وأفاد مكتب الإعلام الحكومي الأحد عن تضرر 181 الف وحدة سكنية على الأقل جراء القصف الإسرائيلي.

كما أكد أن 20 ألف وحدة أخرى دمّرت بالكامل أو باتت غير صالحة للسكن.

وفي خان يونس في جنوب القطاع، كانت عائلة تتهيّأ لدفن أطفالها الذين قتلوا في القصف وقد لفّت جثامينهم بأغطية بيضاء.

19 ألف نازح في لبنان

وتشهد المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان منذ أسبوعين تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله وإسرائيل، كما نفّذ مقاتلون فلسطينيون عمليات تسلّل عدّة باتجاه شمال إسرائيل.

ويتواصل إجلاء سكان مناطق حدودية إسرائيلية، وفرار سكّان من قرى حدودية لبنانية.

ونزح أكثر من 19 ألف شخص في لبنان جراء التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل في المنطقة الحدودية تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الاثنين.

وأوردت المنظمة في تقرير أنّ “ارتفاع الحوادث عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان” أدّى إلى نزوح 19,646 شخصاً “ضمن الجنوب وفي مناطق أخرى في البلاد”.