إيران تسرق مياه العراق وتطالب بمياه أفغانستان

  • يعاني العراق من جفاف بعدما قطعت إيران العديد من الأنهار
  • آخر 10 سدود أنشأتها إيران تمثل قطعا لمجاري الأنهار
  • العراق بحاجة ماسة لمياه أنهاره الإقليمية

تعاني العديد من الدول في المنطقة من نقص المياه، وتشهد بعضها صراعات مائية. وفي الآونة الأخيرة، تزايدت التوترات بين إيران والعراق بسبب قطع طهران للماء عن بغداد. في الوقت الذي تتهم فيه أفغانستان بالتسببت في نقص المياه في بحيرة هامون، وهي أكبر بحيرة للمياه العذبة في إيران، بسبب النقص المتتالي من مياه نهد هلمند المتدفق من أفغانستان.

وفي ظل أزمة المياه بين إيران وأفغانستان والتي توشك على اندلاع حرب بين النظام الإيراني وجماعة طالبان بسبب سد هلمند. كتب مصطفى حامد مؤرخ تنظيم القاعدة المصاب بمتلازمة طهران 3 مقالات عن أزمة المياه ولم يستطع أن يخفي ميوله لإيران التي تحتضنه وبنفس الوقت حاول مهاجمة جماعة طالبان بشكل خفي لكنه وكعادته أراد أن يعلب بوتر الحقوق “الإسلامية والشرعية” فتحدث ضمن مقالات نشرها على موقعه في ” تويتر” ضمن مياه للحرب (1) و(2) و (3)، عن:

1_ حقوق إيران الشرعية في الحصول على المياه

2_ سد “كمال خان” مكيدة أمريكية لإشعال الصراع بين أفغانستان وإيران

3_ السد بني بشكل تضيع مياهه في الصحراء دون أن تستفيد منه إيران (وهو ما تفعله إيران الآن مع العراق)

لم يكتفي مصطفى حامد بسرد أصل الأزمة وتحذيره من تفاقمها بل وضع حلولا تصب في مصلحة “أولياء نعمته” فكانت حلوله واقتراحاته لإيران وطلب تدخلا عاجلا من هبة الله أخوند زادة ومرشد إيران “علي خامنئي”.

كما قام حامد بالترويج لمقاربة أزمة مياه سد هلمند مع أزمة سد النهضة الإثيوبي وتغافل بشكل واضح عن العراق التي تواجه أقصى حالات الجفاف في الوقت الحالي بسبب تلاعب طهران بمياه العراق وتحويل مجرى عديد الأنهار.

بعد اتهامها أفغانستان بقطع المياه.. ماذا فعلت إيران في مياه العراق؟

إيران تعطّش العراقيين

نفس النهج الذي تتهم إيران به طالبان بقطع المياه وتحويل مجاري الأنهار تقوم به منذ سنوات>

وقال الخبير في ترسيم الحدود والمياه الدولية العراقية جمال إبراهيم الحلبوسي في حواره مع “أخبار الآن”، إن النظام الإيراني يعمد على قطع المياه عن العراق، حيث تم قطع المياه عن 42 نهرا ومجرى بين العراق وإيران.

وأورد الحلبوسي قائمة بالأنهار التي قُطعت أو تم تحويل مجاريها وتضم:

  • السليمانية: 11 نهرا.
  • ديالى: 17 نهرا ومجرى.
  • الكوت: 4 أنهار.
  • العمارة/ ميسان: 7 أنهار.
  • البصرة: 3 أنهار إضافة إلى شط العرب.

وأوضح الخبير العراقي أن معظم هذه الأنهار تم تحويل مجاريها أو قطعت، مضيفًا: “لولا بحيرة دوكان، ما وصلت المياه إلى نهر ديالى”.

وتابع: “العراق يواجه أقصى حالات الجفاف في الوقت الحالي خاصة مع تقليص حصصه المائية مع تركيا وإيران”

وأكد أن آخر 10 سدود أنشأتها إيران تمثل قطعا لمجاري الأنهار.

بعد اتهامها أفغانستان بقطع المياه.. ماذا فعلت إيران في مياه العراق؟

والعراق بحاجة ماسة لمياه أنهاره الإقليمية، فهو بلد شبه صحراوي قليل الأمطار، يعتمد في حاجات المائية السنوية على المياه المتدفقة من تركيا وإيران وسوريا.

وتفيد التقديرات الدولية بأن حاجات العراق من المياه بأكثر تصل إلى أكثر 70 مليار متر مكعب من المياه، يذهب أكثر من ثلثيها إلى القطاع الزراعي، المعتمد على السري بشكل شبه مطلق في العراق.

كانت الأنهار والسواقي المائية القادمة من إيران تُلبي ثلث حاجة العراق، بالذات من الأنهار والروافد الكُبرى، مثل نهر الزاب الأسفل، الذي يُغذي بحيرة دوكان التي تتدفق بدورها لتغذي نهر دجلة.

نهر الزاب الأسفل الذي يُغذي بحيرة دوكان ومن ثم إلى نهر دجلة

وتعرض نهرى ديالى، الذي يطلق عليها الأكراد اسم نهر سيروان، لقطع المياه من المنبع، ويعتبر من خامس روافد نهر دجلة، ويمر النهر عبر إيران والعراق ويبلغ طوله الإجمالي 445 كم، وينبع من جبال زاكروس، ثم ينساب غرباً صوب العراق، ويشكل النهر الحدود الدولية بين إيران والعراق لمسافة 32 كم، وبمجرد دخوله سهل الرافدين يصبح مساحة مفيضة 29,700 كم²، ويمر عبر سد المقدادية، بمتوسط تدفق 164 م³/ث، ثم يصب في دجلة جنوبي العاصمة بغداد.

بعد اتهامها أفغانستان بقطع المياه.. ماذا فعلت إيران في مياه العراق؟

نهر ديالى- أبرز روافد نهر دجلة في العراق

سرقة مياه العراق

وفي مقالاته عن أزمة المياه لم يتطرق مصطفى حامد لأزمة المياه بين إيران والعراق والممتدة منذ سنوات، فقد بدأت حرب المياه العذبة غير المعلنة بين إيران والعراق أوائل خمسينات القرن الماضي، حين شقت طهران قناة مائية على نهر الوند وسحبت 60% من مياهه، لإرواء الأراضي بين قصر شيرين وخسروي، دون أخذ رأي بغداد، أو حتى إبلاغها.

وحين احتج العراق على تصرف طهران، لم تكترث طهران، مؤكدة أن تصرفها بمياه الحدود عمل داخلي، من حق الحكومة الإيرانية وحدها البت فيه.

وحتى أواخر السبعينات قامت إيران بإنشاء ثلاثة سدود تحويلية، على النهر ذاته، واستغلت حتى العيون التي تغذيه.

خرطية توضح مجرى نهر الوند

فعلت إيران الشيء نفسه مع (نهر كنجان جم، والكرخة، ونهر كلالة بدرة، ونهر الكارون) التي تعتبر من أهم الأنهار، حيث يصب في شط العرب، ويساعد على حفظ توازن نسبة الملوحة فيه.

ومنذ الستينيات وعلى مدى ثلاثة عقود لاحقة، أُقيم عليه 12 سداً، نصفها على النهر مباشرة، والنصف الآخر، على روافده.

وتغذي المياه القادمة من إيران مناطق حدودية واسعة بين البلدين وتنقسم هذه المياه إلى أربعة أقسام:

الأولى الأنهار الكبيرة وروافدها التي تأتي من المرتفعات الإيرانية، وبالأخص نهرا الزاب الأسفل وديالى، اللذان يغذيان سد دوكان، ودربندخان وحمرين، يصبان في دجلة.

والثانية الأنهار ومجاري السيول الموسمية، خاصة في محافظتي واسط وميسان، وأشهرها الطيب ودويريج.

أما القسم الثالث فتتمثل في نهر الكرخة الذي يصب في هور الحويزة ثم يغذي دجلة، ونهر الكارون الذي يصب في شط العرب جنوب مدينة البصرة.

الرابع: الوديان ومجاري السيول الموسمية بين البلدين، والتي تجلب المياه في مواسم الفيضان.

كما تم قطع ستة من الأنهار الكبيرة أو تحويلها إلى داخل إيران، أهمها :

أنهار الوند والكارون والكرخة والزاب الأسفل، وبعضها تم تحويله لأسباب سياسية داخلية.

بعد اتهامها أفغانستان بقطع المياه.. ماذا فعلت إيران في مياه العراق؟

 

السدود الإيرانية

بلغ عدد مشاريع السدود الإيرانية حتى الآن 1330 مشروعا، نُفذ منها 673 سداً، بعضها لأغراض تخزينية، والبعض الآخر تحويلية، وطوال الأعوام بين 1989 و2013، كان يتم بناء 35 سدا كل عام في المتوسط.

كانت التوجهات الإيرانية فيما يتعلق بملف المياه واضحة في خطة التنمية الوطنية الخامسة للأعوام (2010- 2015)، التي نصت على ضرورة منع تدفق المياه عبر إيران الى البلدان المجاورة وإعادة تحويل تلك المياه إلى داخل اراضيها.

وفي العام 2019، أعلنت طهران عن قراراها بناء 109 سدود إضافية خلال عامين.

وفي ظل سرقة إيران لمياه العراق وتعمدها لقطع المياه وتحويل الأنهار والمجاري ورغم لجوء العراق إلى المجتمع الدولي، إلا أن أية تسوية مع إيران ما تزال بعيدة.

فطهران تتعرض لأزمة مائية غير مسبوقة، دفعت المواطنين إلى الخروج في مظاهرات بمناطق تضررت بفعل الجفاف، وطريقة توزيع المياه غير العادلة، ولا ترغب بتوسع هذه الأزمة، فإيران تعاني أصلا من الوضع القلق للبلد، الذي يعاني من عقوبات دولية أدت إلى تدهور اقتصاده، و تراجع عملته، وصادراته.