محمد جالي لديه أخ في الجيش السوداني وأخ في قوات الدعم السريع

لم يتوقّع الشقيقان مصعب ويعقوب جالي، أن يصبحا أعداء يوماً ما، موجهين أسلحتهما بوجه بعضهما البعض في السودان، إذ يقاتل الأخ الأكبر في صفوف الجيش ضد أخيه الأصغر الذي ينتمي لقوات الدعم السريع. الأخ الأوسط محمد جالي يروي لأخبار الآن قصة الشقيقان، وجاء اللقاء كما يلي:

السؤال الأول: محمد يقولون أن الحرب تفرق بين الأخ وأخيه هذا ماحدث معك..  عندك أخ مع الجيش السوداني وأخ آخر مع قوات الدعم السريع كيف ذلك؟

بطبيعة الحال وشكل البطالة في السودان أقرب سلم للشباب هو العمل في أن يدخلوا الجندية أن كان جيش أو شرطة أو دعم سريع أو أمن ومخابرات، فالشيء الطبيعي للظروف الأسرية في السودان أن يلجاء الشباب لهذا العمل لتأسيس مستقبلهم, يعني أنه لا يوجد أعمال من الممكن أن يؤسسوا بها مستقبلهم.

وأخي “مصعب” هو أكبر من أخي “يعقوب” دخل الجيش السوداني ولم يستطيع أكمال تعليمه للأسف، وهو طفل عمل بالرعي وعند وصوله إلى 19 عاماً دخل الجيش. أما “يعقوب” فهو أيضا لم يستطيع إكمال تعليمه من المرحلة الابتدائية، ومن ثم قرر أن يدخل قوات الدعم السريع كجهة تجنيد مُـتاحة، و هذه الأسباب التي تجعل الشباب أو غالبيتهم تدخل مجال التجنيد قي السودان, وضمن الأسرة التي تتكون من ثلاثة أولاد وسبعة بنات أنا الوحيد المحظوظ بالتعليم وتخرجت من الجامعة، أما البقية كلهم إما ربات بيوت إما عساكر.

السؤال الثاني: محمد أنت أين من هذا؟ هل أنت حيادي في المنتصف خائف أن يقتل أخيك أخاك الآخر أو يأسر الأخ الثاني؟

أكيد هو هذا الشعور الطبيعي, يعني هم أخواتي وأحبهم جداً، ويعني فأنا في نقطة لازم أكون في النص، وحتى في النص ياريت لو أشعر بالراحة وأنا جالس في النص، في قلق شديد يعني لا أعلم ماذا يجري بالرغم من أني تواصلت معهم واطمأنت عليهم لكن لا زالت المعركة مستمرة وغير معروف ماذا سيحدث اليوم أو غداً أو الآن حتى.

السؤال الثالث: كيف علاقة أخوتك مع بعضهم البعض فجاءة أصبحت هاتان القوتان يقاتلان بعضهم البعض وضد بعض.. هل يتواصوا مع بعضهم وهل يعلموا أنه في يوماً ما سيكونوا في خط التماس في وجه بعض؟

بالتاكيد لا. حتى في أسوأ الاحتمالات لم يتوقعوا الذي حدث اليوم أو حتى أن يصلوا إلى هذا المكان في أي يوم وذلك بسبب أطماع القادة السياسيين والعسكريين بالسودان هي التي اوصلت أشقائي لحالة الاقتتال ضد بعض والأطماع الذاتية هي التي وضعتهم في نفس المحك وعندما تحدثت مع أخواتي قالوا لي نحن نقاتل وفق قناعاتنا وأن الموت شيء مصيري وحتمي.

السؤال الرابع: يعني هم على تواصل وليسوا منقطعين عن بعض؟

نعم هناك تواصل يوم أمس تواصلوا مع بعض وأتصلوا علي وأجرينا مكالمة ثلاثية وبشرت أخي “يعقوب” أنه رزق بمولود جديد.

السؤال الخامس: هل حاولت إقناع أخواتك بترك السلاح وهذا الطريق الذي هم فيه؟ 

فعلا حاولت وقلت لهم المعركة الحالية هي ليست ضد دولة أخرى، وقالوا لي نحن رجال يعني بطبيعة الرجل الشرقي مثلما تعلمي يعتبر أنه جُـبن و خذلان وقال لي أخي نحن سوف نقاتل لآخر نفس مع اخوتنا، وسألتهم هل التقيتوا مع يعض وقالوا نعم التقينا وسلمنا على بعضنا البعض ومن ثم عدنا للقتال لكن الشيء طبيعي لن يوجه أحد سلاحه بوجه أخيه وهذا وضع غريب.

السؤال السادس: هل قالوا لك عن القتال والمعارك؟ هل هم خائفين على حياتهم وإلى أين تتجه البلاد؟

أخي يعقوب تحركوا من إقليم كردفان، أما اخي الآخر تحركوا من إقليم الفشقة، لكن أنا لا أعرف شعورهم، هو ليس مثل شعورنا وأنا لا أعرف ماهو السبب. وهم يقولون أن هذه حرب قوة, ونحن عندما دخلنا الجندية دخلنا لكي نقاتل ولم ندخل كي نعمل شيء أخر، فهم يستسهلون الموضوع ليس مثل شعور القلق الذي ينتابني وكأن الموضوع مزحة بالنسبة لأخوتي.

السؤال السابع: زوجات أخوتك كيف يتعاملون مع هذا الوضع؟

الأم والأخوات قلقين جداً لأنه لا يرون أي شي على السوشال ميديا، ويسالوني عن الأوضاع لكي يطمأنوا وهكذا وأنا أطمئنهم أنه حاليا القتال متوقف والوضع تمام ممتاز والحمد لله، أحاول بقدر الإمكان أن أخفف عنهم بالذات الوالدة, حيث من أول يوم بدأ القتال في السودان لم نستطع التواصل مع أخوتي لكن يوم أمس تواصلنا معهم وتحدثنا وطمأنة زوجاتهم.

السؤال الثامن: هل هذا الشي نراه في كثير من العائلات في السوادن أم أن هذه المآساة العائلية محصورة ببعض الأسر ولن نجدها على نطاق واسع؟

نعم نرى هذا الشي على نطاق واسع في السودان لأن هذا البلد فيه الأسر ممتدة، أن ماكان الأخوة تلقي أولاد الخال أو الخالات أو أبناء الأعمام ونادر جداً، أن لاتجدي عسكري في بيت سوداني لأنهم لا يطلبون منك شهادة جامعية أو شهادة ثانويه وهذه هو الشيء المتاح للناس، أنها تبقى عساكر وهذه الحالة للشعب السوداني.

السؤال التاسع: عندما تحدثت مع أخوتك على التلفون وسألتهم إذا التقوا على خط التماس هل وعدوك أن لا يطلق أحد الرصاص على الأخر، وأن لايرفعوا سلاحهم في وجه بعض؟

بالرغم من أن مناطق ارتكازتهم بعيدة عن بعض لكن يقولون نحن دخلنا لكي نقاتل، لكن نحن تجاه بعضنا لن نوجه أسلحتنا على بعض، لأننا إخوة وهم يرون أن الموضوع سهل، لكن العسكري دائما يرفع روحه المعنوية ولم استطع أن افهم ماذا يفكرون لكن الطبيعي لن يرفع أحد منهم السلاح بوجه الأخر.

السؤال العاشر: ما نصيحتك للشباب السوداني الذي يقاتل من أجل أشخاص ونحن مقبلين على عيد الفطر؟

نصيحتي الأولى هي للقادة الذين افتعلوا الحرب نحن الشعب السوداني لم نقرر الحرب ولم نقل لكم قاتلوا لكي يصبح عندنا تحول مدني أو ديمقراطي، ولا أنتوا المنوط بكم أن تحكموا الدولة يجب عليكم كقادة حماية هذا الشعب, ورسالتي لكم من الأفضل أن تضعوا البندقية لأن هنالك شباب ليس لديهم مصلحة في الاقتتال، أنتم تقاتلوا بعض وليس عدو خارجي. ورسالتي للشباب أتمنى أن لا تطيعوا الأوامر التي تؤدي للتهلكة بالرغم من علمي أنكم مُدربين رافعين روحكم المعنوية أن تقاتلوا، لكن تأكدوا نحن أهلكم وغير مقتنعين بأسباب الحرب، وأدعوكم للضغط على القادة العسكريين من أجل وقف هذه الحرب الطاحنة فوراً.