إصدار مرئي لسعد العولقي القيادي البارز في تنظيم القاعدة في اليمن

  • ربما المرة الأولى التي يظهر فيها سعد العولقي يتحدث وجاهياً 
  • سعد يمتدح باطرفي ويُزج مخرج الإصدار بمقطع للاثنين معاً بعد تردد أنباء عن خلافات بينهما
  • يحاول سعد استنهاض قبائل شبوة وأبين تحديداً ضد القوات الجنوبية المدعومة عربياً
  • الحوثيون فشلوا في الاستيلاء على شبوة في شتاء ٢٠٢١ بعد تدخل القوات الجنوبية 
  • لا تزال استراتيجية القاعدة تذهب في اتجاه التخادم مع الحوثيين المدعومين من إيران 

عندما أعلنت الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، عن إصدار ”قريب“، لم يظهر في الغلاف ما قد يدل على المتحدث. العنوان جاء عاماً – ”ينصرون الله ورسوله“ – فقد يكون عن الإساءة الأخيرة التي ارتكبها متطرفون غربيون في السويد وغيرها.

لكن بعد أربع ساعات تقريباً من هذا الإعلان، بثت الملاحم كلمة مصورة للقيادي سعد بن عاطف العولقي الذي لم يُعرف عنه أنه تحدث وجاهياً في فيديو من قبل. له حديثان مسجلان صوتاً فقط في العامين ٢٠١٥ و ٢٠١٦ تباعاً. وهكذا، قد يكون هذا الإصدار هو الأهم بين إصدارات القاعدة في اليمن منذ سنوات.

محاولة يائسة

سعد العولقي هو أحد القلائل الباقين من ”وجوه“ التنظيم. هو شخصية قبلية يتمتع بحضور بين قبائل شبوة تحديداً؛ ولا يزال أتباعه يعتقدون أنه أحق بزعامة التنظيم من الأمير الحالي خالد باطرفي!.

لكن خلافات حادة طفت على السطح بين الرجلين وتعمقت منذ مارس الماضي وصلت إلى حد ”تشريح“ اتباع الآخر تنافساً على النفوذ وقليل الموارد التي باتت لدى التنظيم.

أشار سعد إلى خالد في حديثه المقتضب الذي لم يتجاوز ١١ دقيقة عندما قال ”قائدنا أبي المقداد“ أتبع ذلك مقطع دام دقيقة ونصف الدقيقة تقريباً ظهر فيه سعد جالساً إلى جانب خالد وكان يتحدث. 

في آخر ١٢ ثانية من التسجيل، ظهر سعد وكأنه يلبي دعوة من خالد للجلوس. الرجال يضحكان فيما يبدو استعداداً للتصوير.

‎⁨تنظيم القاعدة في اليمن يحاول يائساً التغطية على خلافات باطرفي والعولقي

القاعدة ضد الجنوبيين

تحدث سعد بلسان ابن القبيلة، فأكد على أنه ابن شبوة وأنه ابن القبائل ويتحدث بلسان يفهمونه. وكما كل إصدارات القاعدة، دعاهم قبائل شبوة وأبين تحديداً إلى العمل مع القاعدة. إلا أن أسلوبه كان مختلفاً؛ فحاول أن يأتي بمفردات مقنعة رغم أن الخطاب ظل قاصراً ومتناقضاً.   

الرجل أكد الهوية السنية للقبائل، لكنه لم يأتِ مرة على ذكر الحوثيين الذين يمثلون ذراع إيران الممتد من الشمال. في نفس الوقت، ذكر إيران محذراً مرتين، في نفس الجملة التي ذكر فيها أمريكا. فحذّر من ”أمريكا وأذنابها“ ومن ”إيران وأذرعها.“ لكنه لم يذكر الحوثيين قط. حديثه كان ضد القوات اليمنية الجنوبية المدعومة عربياً وخاصة من الإمارات. 

إذاً، هو يريد حشد القبائل السنية في مواجهة القوات اليمنية العربية! وليست أي قبائل، قبائل شبوة وأبين تحديداً ولهذا اعتبارات ستأتي لاحقاً. 

وهو إذ يستدعي النخوة القبلية، يطلب من القبائل نبذ العنصرية فيقول إنه لا يستقصد القبائل الجنوبية دون غيرها. فيستنهض مرة أخرى القبائل في شبوة وأبين، ولكن ضد من؟ ضد الحضارمة الجنوبيين.

‎⁨تنظيم القاعدة في اليمن يحاول يائساً التغطية على خلافات باطرفي والعولقي

شبوة وأبين

كل ما تفعله القاعدة في اليمن يصب بشكل أو بآخر في مصلحة الحوثيين المدعومين من إيران. القاعدة أضاعت الصومعة وقيفة في محافظة البيضاء الأمر الذي مهد الطريق أمام الحوثيين للاستيلاء على شبوة لولا تدخل قوات العمالقة الجنوبيين في الشهر الأخير من ٢٠٢١. فبات واضحاً أنه حيث لا يستطيع الحوثي أن يذهب، تأتي القاعدة وتستنهض القبائل السنية وتستحكم في المكان ثم تتركه للحوثيين بلا قتال. 

فلو أن الحوثيين سيطروا على شبوة لقصموا الجنوب نصفين عازلين حضرموت والمهرة عن أبين وعدن. القاعدة لم تشارك في دفع الحوثيين عن شبوة. إذاً هم والحوثيون متفقون على قتال الجنوبيين. 

ولنتذكر أن التحالف والقبائل السنية هم الذين حموا مأرب أيضاً في صيف ٢٠٢١ عندما انقض عليها الحوثيون. باعتراف خالد نفسه، في المقابلة الشهيرة التي دامت ساعتين في نوفمبر ٢٠٢١، قال إن القاعدة انحازت من مأرب، وإنهم ”طُعنوا من الخلف،“ ملمحاً إلى القبائل هناك. فإذا كانت القبائل السنية في الشمال ترفض القاعدة؛ وفي الجنوب لا تأمنها، أي فضل لهم على السنة في اليمن؟.

‎⁨تنظيم القاعدة في اليمن يحاول يائساً التغطية على خلافات باطرفي والعولقي

القوات الجنوبية

ولو استعرضنا قناة الملاحم بحسب ما يظهر في منصة Rocket Chat، وبحثنا عن هجمات التنظيم ضد الحوثيين، مقابل هجماتهم ضد القوات اليمنية الجنوبية المدعومة من التحالف خاصة الإمارات، سنجد أن التنظيم خلال أربعة أشهر فقط من ١٣ سبتمبر ٢٠٢٢، حتى ٢٢ يناير ٢٠٢٣، شنّ ٤٣ هجمة ضد اليمنيين المدعومين عربياً. في المقابل، نجد أن التنظيم شنّ ٥٠ هجمة ضد الحوثيين المدعومين إيرانياً طوال ثلاثة أعوام من ١ يناير ٢٠٢٠ حتى ٢٢ يناير ٢٠٢٣؛ بواقع ١٣ هجمة في ٢٠٢٢؛ و ١٩ هجمة في ٢٠٢١؛ و١٨ هجمة في ٢٠٢٠.

الخلاصة

يبدو أن القوات الجنوبية تبلي بلاء حسناً في دفع خطر القاعدة والحوثيين عن الجنوب إلى درجة أن زج التنظيم بقيادي خجول مثل سعد ليظهر في هذا الإصدار. ويبدو أن خالد تصالح مع سعد. فإن كان الخلاف على الموارد، فهل يعني هذا الحضور المتلفز أن خالد أعطى سعداً حصته من موارد وصلته من مكان ما؟ وأي ثمن سيدفع اليمن مقابل هذه المصالحة؟.