حراس الدين يُعلن عن استمرار وجوده في شمال سوريا

بعد أكثر من عام على اختفائه من المشهد الجهادي في شمال سوريا، عاد تنظيم حراس الدين، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، إلى الواجهة مرة أخرى بعد بيان إعلامي أصدره بعنوان “ألا فاشهدوا أن دمهم هدرًا”، تجاهل فيه صراعه السابق مع هيئة تحرير الشام وكذلك التطورات على الساحة بما فيها الخلاف بين الهيئة والفصائل المسلحة في شمال سوريا، كما لم يتطرق إلى مقتل أمراء تنظيم القاعدة سواء في خراسان كأيمن الظواهري، الذي اغتيل في أغسطس/ آي 2022، أو عبد الحميد المطر مسؤول وحدات النخبة في حراس الدين والتي تُعرف بـ”سرايا خلف خطوط العدو” الذي قُتل في وقت سابق.

ونشرت مؤسسة شام الرباط، الجناح الإعلامي لتنظيم حراس الدين، البيان الإعلامي الجديد بتاريخ 31 يناير/ كانون الثاني 2023، وتضمن البيان تحريضًا على قتل أي شخص يتعرض للمقدسات الدينية الإسلامية، دون تحديد حادثة أو شخصًا بعينه.

ومن الملاحظ أن البيان كُتب بصيغة عامة وتضمن استشهادات بنصوص تراثية، دون أن يتضمن أي إشارة للوقائع أو التطورات الحاصلة في داخل تنظيم حراس الدين أو داخل تنظيم القاعدة بشكل عام.

وبناءً على تحليل نص البيان يُرجح أنه كُتب قبل أشهر عديدة، وتحديدًا إبان الأزمة التي خلفها نشر “نافين جيندال”، المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، الذي يقوده رئيس الوزراء “ناريندرا مودي”، في يونيو/ حزيران 2022، تدوينات اعتُبرت مسيئة للدين الإسلامي، لكن لم يتم نشره في ذلك التوقيت بسبب حالة الضعف التي يعيشها تنظيم حراس الدين والتي أثرت على جميع مفاصل التنظيم بما فيها جناح الإعلامي (مؤسسة شام الرباط).

ويبدو أن مؤسسة شام الرباط وتنظيم حراس الدين تحاول استغلال الأزمة الحالية التي أعقبت قيام السياسي اليميني راسموس بالودان بحرق نسخ من المصحف في السويد، لذا أقدمت المؤسسة على نشر البيان القديم الذي يرجع تاريخ كتابته لأشهر مضت، دون أن تُعدل نصه أو تُلمح لأي تغيرات حصلت خلال الفترة الأخيرة.

والجدير بالذكر أن آخر بيان نشرته مؤسسة شام الرباط، كان في سبتمبر/ أيلول 2021، حينما نشرت المؤسسة بيانات لسامي العريدي، الشرعي العام لتنظيم حراس الدين، وأبو همام السوري، أمير التنظيم، حول الخلاف مع هيئة تحرير الشام.

ودعا القياديان بتنظيم حراس الدين، في بيانيهما المنفصلين، إلى إطلاق سراح عناصر تنظيم حراس الدين الموجودين في سجون هيئة تحرير الشام، والسماح للتنظيم بمواصلة العمل داخل مناطق الشمال السوري.

وقال أبو همام السوري إن حراس الدين تفرغ للعمل في قلب مناطق سيطرة النظام السوري ولا يرغب في الدخول في معركة جديدة ضد هيئة تحرير الشام، داعيًا لحل الخلافات معها وهو ما رفضته الهيئة في حينها ودعت التنظيم للنزول على حكمها والقبول بالقرارات الصادرة من الهيئات التابعة لها في ما يتعلق بالخلاف بين الطرفين.

ورغم مقتل عبد الحميد المطر، مسؤول وحدة النخبة المسؤولة عن العمل في قلب مناطق النظام السوري وخارجها بغارة جوية أمريكية استهدفته في شمال سوريا، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، ومقتل أيمن الظواهري في غارة أمريكية على كابل في أغسطس/ آب 2022، إلا أن تنظيم أحرار الدين لم يُصدر أي بيانات لنعي أي منهما، وهو ما يعد تأكيد إضافي على حالة الضعف التي يعيشها فرع القاعدة السوري.

ويسعى تنظيم حراس الدين، عبر نشر بيانه الجديد، إلى الإعلان عن أنه ما زال موجودًا في داخل الساحة السورية وأنه سيواصل العمل الجهادي على نهج القاعدة، أملًا في استقطاب أنصار ومقاتلين جدد يعوض بهم خسائره الثقيلة التي تلقاها على مدار السنوات الماضية.