قرار حظر اللحى يثير السخط ويُظهر الانشقاقات داخل المعسكر الروسي

  • أوامر عليا بحظر اللحى بين الجنود الروس
  • القرار أثار سخط الجنود الشيشان داخل المعسكر الروسي
  • التعبئة الإجبارية في أراضي العرقيات المسلمة
  • مفتي القرم في حوار سابق مع أخبار الآن أشار للاضطهاد الروسي للعرقيات المسلمة

على الرغم من أن الجيش الروسي تكبّد عشرات الآلاف من الضحايا في أوكرانيا، لكن مسؤولي دفاعه ما زالوا يجدون الوقت لمحاولة التأكد من أنَّ قواتهم حليقة الذقن في ساحة المعركة.

ظهر هذا جليًا في القرار الذي اتخذه الجنرال فاليري جيراسيموف، الذي عيّنه الكرملين في يناير 2023 قائداً عاماً للقوات الروسية، جيراسيموف يرى أن على الجنود تحسين “انضباطهم اليومي”، وذلك عن طريق، فرض الزي وقصات الشعر الموحدة.

سخرية من حظر اللحى في الجيش الروسي

لكن ما أثار أكبر قدر من السخرية هو حظر اللحى في الجيش الروسي. لذلك وصف يفغيني بريغوجين المُلّقب بـ “سفرجي بوتين”، رئيس مجموعة فاغنر للمرتزقة الموالين للرئيس الروسي، قادة الدفاع الروس بأنهم “مجموعة من المهرجين” الذين كانوا يسعون إلى “إضفاء بريق على الجيش”.

بعد قرار حظر اللحى.. هل من مُنقذ للأقليات المسلمة في روسيا من بطش بوتين؟

 

كما وصف الانفصاليين المدعومين من الكرملين في شرق أوكرانيا حظر اللحى بأنه “مهزلة” ستعرقل عمل القوات.

الأمر تطلب أيضًا ردًا من رمضان قديروف، رئيس الشيشان الذي عينته موسكو، ووصف بدوره القرار بأنه إهانة لقواته المسلمة. وأضاف إنَّ القوات الشيشانية المعروفة بـ”رجال قديروف” تطيل لحاها نظرًا لقناعاتها الدينية.

من جانبه، أيّد فيكتور سوبوليوف، عضو لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، هذه السياسة، وقال تعقيبًا على القرار إنَّ الجنود يجب عليهم حتى خلال المعارك “الأكثر ضراوة” تخصيص 15 إلى 20 دقيقة لترتيب مظهرهم. 

بعد قرار حظر اللحى.. هل من مُنقذ للأقليات المسلمة في روسيا من بطش بوتين؟

وفي وقت لاحق، صرح سوبوليوف بأنه التقى بممثلي قديروف ولم يكن لديه أي شيء ضد المقاتلين الشيشان الملتحين. ولكن يجب أن نقف هنا قليلًا ونستعيد بعضًا من لحظات الغزو الروسي لأوكرانيا الممتد لما يقارب العام، ففي بداية الغزو أصدر بوتين قرارًا جمهوريًا بالتعبئة الجزئية للجيش الروسي، ولكن ما أغفلناه جميعًا حينها، هو أن بوتين حين أصدر القرار، جعل القرار إلزاميًا على المناطق ذات العرقيات المسلمة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر “الأراضي الشيشانية” التابعة لقديروف الموالي لبوتين، و”شبه جزيرة القرم” المحتلة من القوات الروسية منذ عام 2014.

بعد قرار حظر اللحى.. هل من مُنقذ للأقليات المسلمة في روسيا من بطش بوتين؟

وبالحديث عن شبه جزيرة القرم ففي حوارٍ سابق أجرته أخبار الآن مع أيدر رستموف – رئيس الإدارة الدينية لمسلمي القرم في أوكرانيا ومفتي القرم، قال رستموف “من لم يستطع أن يخرج من شبه جزيرة القرم من أجل الانضمام إلى القوات الأوكرانية، خصوصاً تحت تهديد التعبئة الإجبارية الذي تم فرضه، فعليه إن استطاع أن يختبئ، وهناك طرق مختلفة نمثل التخلى عن هاتفه، أو أن ينتقل إلى بيت جاره، أو ينتقل من ولاية إلى ولاية أو من حي إلى حي”.

فرض بوتين التعبئة الإجبارية على المسلمين

فرض بوتين التعبئة الإجبارية على الأقليات المسلمة في الأراضي التي تخضع للسيطرة الروسية، بدايةً من الأراضي الشيشانية الواقعة تحت سيطرة رمضان قديروف داخل روسيا، والأقليات المسلمة التابعة للقرم المحتلة.

هل يضطهد بوتين الأقليات المسلمة في روسيا؟

القرار الأخير الذي اتخذته القيادة العسكرية الروسية بالفرض الإلزامي لحلاقة اللحية على الجنود الشيشان المنضمين للجيش الروسي جبرًا وسابقًا التعبئة الإجبارية في المناطق ذات الأقليات المسلمة، يضعنا أمام إجابة واحدة فقط للسؤال الذي يراودنا “هل يضطهد بوتين الأقليات المسلمة؟” 

وأصبح الجواب واضحًا بالطبع الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد داخل روسيا، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الجنود كعساكر الشطرنج، للتضحية بهم دونًا عن غيرهم في غزوه للأراضي الأوكرانية.