في إصدار جديد.. تنظيم القاعدة يتحدث عن هجمات قديمة ورأس السنة

  • يشير احتفاء تنظيم القاعدة بالملا داد الله إلى دعم التنظيم لمجموعة الإرهاب العالمي
  • دعا تنظيم القاعدة أنصاره إلى التخطيط لشن هجمات
  • أسامة بن لادن زعيم القاعدة الأسبق انتقد قيادة التنظيم في إحدى مراسلاته التي وُجدت ضمن وثائق آبوت آباد

نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، إصدارًا مطبوعًا جديدًا بمناسبة رأس السنة الميلادية بعنوان “هل بايع بابا نويل القاعدة؟” يأتي هذا في وقت أصبحت فيه وسائل الإعلام المركزية للقاعدة غير فعالة بشكل كبير حيث أنهم ينشرون تأبين الظواهري لقتلى آخرين، حتى من دون الاعتراف بوفاة الظواهري نفسه، ولم ينوهوا ولو بإشارة بسيطة لزعيم جديد للتنظيم، لينشروا إصدارا يريدون من خلاله يعث رسالة يُفترض أنها شائعة يظهر فيها سانتا كلوز؟ فهل فقد تنظيم القاعدة الاتصال بالواقع تمامًا؟ وما نوع الانتقادات التي من المحتمل أن يتعرضوا لها بسبب هذا النوع من المحتوى من مناصريهم؟ وهل من الممكن أن يكون أعداء القاعدة مثل داعش قد تسللوا إلى إعلامها؟

لماذا ذكر تنظيم القاعدة ”بابا نويل“ في إصداره الأخير؟

تضمن الإصدار حديثًا عن الهجمات الإرهابية التي شنها التنظيم خلال العقدين الماضيين بدءً من الهجوم على المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” في خليج عدن، عام 2000، مرورًا بتفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.وكذلك محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية متجهة إلى ديترويت في احتفالات أعياد الميلاد عام 2009، وانتهاء بالهجومين الذين نفذهما الطبيب الأردني همام خليل البلوي “أبو دجانة الخراساني” ضد ضباط الاستخبارات الأمريكية في قاعدة خوست بأفغانستان في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2009، والطيار السعودي محمد الشهراني الذي نفذ هجومًا ضد أفراد القوات الجوية الأمريكية في قاعدة “بنساكولا” بفلوريدا الأمريكية.

لماذا ذكر تنظيم القاعدة ”بابا نويل“ في إصداره الأخير؟

طقوس القاعدة في الكريسماس

وقال التنظيم في الإصدار الذي كتبه أحد رفاق الطبيب الأردني همام خليل البلوي المجهولين إن القاعدة جعل للاحتفال بأعياد الميلاد “الكريسماس” طقوسًا خاصة هي مهاجمة القوات والقواعد الأمريكية في أفغانستان والعراق سابقًا، مضيفًا أن الملا داد الله (معروف بذباح طالبان وقتل عام 2007) كان يأمر مقاتليه بتكثيف القصف الصاروخي على القواعد الأمريكية خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر.

ومن اللافت احتفاء تنظيم القاعدة بالملا داد الله زعيم ما يُعرف بفدائي محاذ (الجبهة الفدائية) التي كانت جزءًا من طالبان قبل عام 2014 إذ انشق غالبية مقاتلي الجبهة بعد وفاة الملا عمر، مؤسس حركة طالبان، وانضم عدد منهم إلى تنظيم داعش في خراسان، ودخلت الجبهة في صدام مع طالبان أفضى إلى مقتل زعيمها السابق الملا منصور داد الله (شقيق الملا داد الله).

لماذا ذكر تنظيم القاعدة ”بابا نويل“ في إصداره الأخير؟

دلالات احتفاء القاعدة بالملا داد الله

ويشير احتفاء تنظيم القاعدة بالملا داد الله إلى دعم التنظيم لمجموعة الإرهاب العالمي داخل جماعة طالبان في تنافسهم مع مجموعة الجهادية المحلية التي يمثلها أمير الحركة الملا هبة الله آخوند زاده، وتيار مجلس شورى كويته الذي يُمثل القيادة العليا للحركة الأفغانية، لا سيما وأن التنظيم كان يعتبر الملا داد الله وأنصاره بمثابة صمام أمان يحمي القاعدة من غدر طالبان بهم، وفق رسالة سابقة لأسامة بن لادن وجهها عام 2008 لنائبه- آنذاك- أيمن الظواهري وحذره فيها من أن تيار طالبان الوطنية لن يتوانى عن سفك دمائهم إذا اختفى تيار طالبان الداعم للجهادية العالمية على حد قوله.

وفي سياق متصل، تناول الإصدار الجديد لتنظيم القاعدة عملية الطبيب الأردني همام خليل البلوي والمكنى بـ”أبي دجانة الخراساني”، قائلًا إنه قتل مجموعة من نخبة ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه” أبرزهم “جينفير لين ماتويس” رئيسة قاعدة الاستخبارات المركزية في قاعدة تشامن بخوست الأفغانية و”هارولد براون” ضابط العمليات بالسي أي إيه وغيرهم.

وأعاد التنظيم التركيز على عملية أبو دجانة الخراساني بعد أكثر من 12 عامًا على تنفيذها ناشرًا صورًا لـ”الخراساني” مع أبو يحيى الليبي، الراجل الثالث في تنظيم القاعدة سابقًا والذي قُتل في عام 2012، مضيفًا أن التنظيم استغل تلك الصور في عملية تضليل للاستخبارات الأمريكية، وأوهمهم بأنه سيوصلهم إلى رأس الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، على حد تعبيره.

وألمح التنظيم إلى دور عطية الله الليبي (جمال المصراتي)، مسؤول العمليات الخارجية والرجل الثالث بالقاعدة سابقًا- قتل عام 2012، مع 2 من القادة الأجانب بالتنظيم هما “عمر البريطاني”، و”موسى البريطاني” في عملية أبو دجانة الخراساني، مضيفًا أنهما شاركا في العملية.

لماذا ذكر تنظيم القاعدة ”بابا نويل“ في إصداره الأخير؟

ووفقًا لمعلومات كشفتها وثائق تنظيم القاعدة المسربة في أوقات سابقة فإن عطية الليبي كان مسؤولًا للجنة التي تشكلت لإدارة عملية أبو دجانة الخراساني والتي ضمت القياديين “عمر البريطاني، وموسى البريطاني”.

ودعا تنظيم القاعدة أنصاره إلى التخطيط لشن هجمات أخرى على غرار الهجمات التي نفذها عناصر التنظيم خلال السنوات الماضية، قائلًا إن تلك الهجمات لن تكون الأولى أو الأخيرة.

ومن الجدير بالذكر أن أبو عبيدة اللبناني، المسؤول الأمني لتنظيم القاعدة في خراسان سابقًا والذي انشق عنه وانضم لتنظيم داعش عام 2014، قال في حوار سابق نشرته أسبوعية النبأ الداعشية إن أبو دجانة الخراساني صُدم بواقع تنظيم القاعدة عندما وصل إلى منطقة وزير ستان، على الحدود الباكستانية الأفغانية، ووصف حالة الضعف التي يعاني منها التنظيم بأنها تشبه ضعف “السيدة العجوز” لقلة حيلتها، على حد قوله.

وكان أسامة بن لادن، زعيم القاعدة الأسبق ومؤسسها، انتقد قيادة التنظيم في إحدى مراسلاته التي وُجدت ضمن وثائق آبوت آباد، بسبب تعاملها مع الإصدار الذي بثته مؤسسة السحاب للطبيب الأردني همام خليل البلوي “أبو دجانة الخراساني” قبل فترة وجيزة من تنفيذه هجومه الانتحاري في خوست الأفغانية، واصفًا إصدارات الإعلام الجهادي بـ”التخلف” وأنها ليست في صالح المجاهدين، على حد تعبيره.