دفنة بيرق… إعلامية داعش المخضرمة

  • دفنة بيرق هي زوجة الانتحاري الأردني همام البلوي الذي كان عضواً في القاعدة
  • دفنة اضطلعت بأدوار قيادية إعلامية في داعش وعملت مباشرة مع مسؤولي إعلام التنظيم
  • استقرت في شرق سوريا في ٢٠١٥
  • اضطرت للزواج مرتين حتى تؤمن لابنتيها السكن والدراسة
  • اصطدمت بقضاء ظالم
  • لم يسمح لها التنظيم بالعمل
  • بالكاد استطاعت أن تحمي ابنتيها من تجني داعش
  • تقول عن داعش إنه لا إسلامي ولا أخلاقي

في ديسمبر ٢٠٠٩، وقع حدث نادر في أفغانستان. جهادي عميل ثلاثي فجّر نفسه في ضباط في قاعدة خوست العسكرية. كان ذلك الطبيب الأردني هُمام خليل أبو ملال البلوي- أبو دجانة الخرساني.  لا نحسب أن ثمة جهادياً لا يعرف أبا دجانة. لكن من يعرفه، حريّ به أن يعرف زوجته التي أصبحت من أهم نساء داعش.

دفنة بيرق، Defne Bayrak، تركية المولد والنشأة، درست الصحافة في جامعة إسطنبول. دعمت زوجها البلوي في انضمامه للقاعدة؛ ودعمت إعلام داعش منذ انطلاق التنظيم.

لكن امرأة جهادية برتبة قيادية بالكاد استطاعت أن تنجو بنفسها وابنتيها من بطش داعش. اليوم تقول إنها نادمة على الانضمام لداعش وتصفه بالظالم واللا-أخلاقي.

فريق أخبار الآن في شمال سوريا التقى دفنة في ديسمبر ٢٠٢٢، في مخيم روج حيث هي محتجزة منذ انهيار التنظيم في ٢٠١٧. تحدثت بلهجة أقرب إلى الدارجة الأردنية. وفيما يلي نص المقابلة.

باختصار: من هُمام إلى داعش

عن زوجها همام البلوي وكيف تعرفت عليه وتزوجته، تقول دفنة: ”هو كان يدرس الطب في إسطنبول. وكنت أدرس (الصحافة) في نفس الجامعة. تعارفنا. كان يرغب في الزواج. وأنا كذلك؛ فقد أنهيت الدراسة في ذلك الوقت. وكان ثمة مشكلة تتعلق بالحجاب (في تركيا). الدولة كانت تمنع المحجبات من العمل. أنا متعلمة وأريد أن أعمل ولكن بسبب الحجاب لم يكن ممكناً أن أعمل حتى لو عندي الخبرة والقدرات المطلوبة. رأيت أنه يريد أن يتزوج وأنا كذلك.

وكان هذا في سنة ٢٠٠١. تزوجنا وانتقلنا إلى الأردن. عشنا هناك سبع سنين. ثم سافر هو إلى أفغانستان وأنا إلى تركيا. بقيت مع ابنتي ست سنوات في تركيا. كنت أعمل في الصحافة وكان أهل زوجي يرسلون لي المال معظم الوقت. وقعت أحداث سوريا. اهتممنا بالأحداث ونشر الأخبار عن سوريا. وفي نهاية الأمر، خدعنا تنظيم داعش؛ وانضممتُ إليهم.“

الصدمة

تقول دفنة: ”كنتُ أعتقد أنهم يعرفون الإسلام حق المعرفة. وأنهم يتمتعون بالإنسانية والأخلاق الحميدة. تربية الأولاد تكون أسهل. أنا كنت أفكر في تربية أطفالي. أن تكون على نمط واحد ضمن مجتمع الناس الذين يعيشون هناك. على فكرة الإسلام. كنتُ أعتقد أن الإسلام هناك عام منتشر. وهذا جعلني أنضم إلى التنظيم. لكن عندما ذهبت إلى هناك، وكنت أعتقدُ وقتها أن كل شخص هناك أفضل مني. فأنا في ”الدولة الإسلامية؛“ حيث يُفترض أن الناس كلهم متدينون؛ وكلهم أفضل مني. وكلهم يعرفون الدين أكثر مني. وكلهم أخلاقهم جيدة. وهذه كانت نقطة.

دفنة بيرق.. إعلامية داعش المخضرمة تتنصل من التنظيم وتقول: "داعش مؤامرة لقد خُدعنا!"

ظلم وظلمات: “جلدوني”

عن مشاهداتها التي جعلتها تتنصل من داعش، تقول دفنة: ”أكثر شي كان موجود هناك الظلم. لا يوجد عدل. وإذا ضاع العدل، كيف يمكن لدولة أن تقوم وتدعي الإسلام؟! لا عدل عندهم. أنا مثلاً، ذهبت إلى المحكمة أشتكى في مسألة حدثت معي؛ وإذ بالقاضي يحكم لخصمي لأنه يعرفه. وفي النهاية، تحملت أنا الخطأ. كنتُ أسكن في بيت تابع لـ ”مكتب الشهداء.“ ثمة مكتبان للشهداء: واحد للتركيات وآخر للروسيات. جعلوني وابنتي في بيت. لم أكن زوجة شهيد. ولكن لم يكن عندي زوج. سجلوني في المكتب حتى آخذ راتباً. سكنت في شقة. وفجأة بعد منتصب الليل، جاء مسؤول روسي يدق عليّ الباب ويصرح: ”من أنتِ؟ اخرجي من البيت.“ قلت: ”كيف أخرج أنا وابنتي المراهقتين؟ أين نذهب في منتصف الليل؟ هل هذه رجولة منك؟“ قال إن البيت كان لروسية ولكن بسبب القصف نقولها إلى حي آخر وهي نقلت أغراضها. وكانوا أقروا أنه إذا دخلتم بيتاً ولم تجدوا أغراضاً، فاسكنوا البيت.

وعلى هذا الأساس أخذتُ أنا البيت. لكن عندما رأوني أنشر الغسيل وأسكن البيت، زاد طمعهم. واقتحموا علي المنزل. واقتحموا المنزل في اليوم التالي. ذهبت إلى المحكمة حتى أشتكي. فتهجموا على المسؤول الذي يرعاني لأنه لا يتحدث العربية. قالوا له: كيف تسمح لها أن تشتكي وترفع دعوة؟ هي امرأة مأمورة بك.“ قلت له: ”أنت لا تتحدث العربية وهم يستغلون الفرصة وأنا لا بد أن أشتكي لأنهم يريدون أن يخرجونني من البيت.“ اشتكيت عند القاضي. فإذ بالمترجم الروسي صديق القاضي. تحدثوا سوية ولم يسمعوا كلامي. في نهاية الأمر، أصدروا قراراً ضدي. في ذلك الوقت حكموا على رجل وامرأة بالجلد. وجلدوني أنا أيضاً.

بعد إصدار القرار، دخل المترجم عند القاضي وقال له ”لعنتني أمامك. كيف تلعني أمامك.“ ما حدث هو أنني في بداية الجلسة، قلت: ”لنكن صريحين ولا يكذب أحد منا فلعنة الله على الكاذب.“ وافق الجميع على ما قلت. فلما كذب، قلتُ له ”لعنة الله عليك لأنك كذاب.“ أعادوني إلى القاضي وقال إنني لم أحترم مقامه. وأمر بجلدي. أثناء خروجي، قلتُ له: القاضي عند الله ثلاثة وأنت تعرف هذا الكلام أفضل مني: واحد في الجنة واثنان في النار. إنتَ إن شاء الله تكون منهم ونتحاسب يوم القيامة.“

ظلم وظلمات: التكفير

عن تكفير ”أهل البلد“ التي ينهبون منازلهم ويقتلون نسلهم، تقول دفنة: ”إذا كان السوريون مسلمين، فهم مسلمون. ترى مسلماً، فتتعامل معه كمسلم. لكنهم كانوا يتعاملون مع السوريين مثل ”الزبالة.“ حدثتني جارتي أنهم أخذوا ولداً صغيراً للقتال. وقاتل. وقُتل. فأعدوا جثته عند باب بيته ورموه ”كالزبالة.“ دقوا الباب فخرت بنت صغيرة كانت وحدها في المنزل. سحبت الجثة الثقيلة بالموت. أما لو كان القتيل منهم فيكرمونه ويعطون عوائلهم الأموال على أساس أن قتيلهم شهيد. لماذا يميزون في التعامل. ألم يقاتل هذا الصغير معك؟ ما الفرق؟“

دفنة

ظلم وظلمات: النفاق

لم تعد سراً قصة استخدام داعش النساء والأطفال دروعاً بشرية أثناء معركة تحرير الرقة والمنطقة الشرقية في ٢٠١٦ / ٢٠١٧. فبينما كان المتنفذون في التنظيم يرسلون نساءهم إلى تركيا، كانوا يصدرون ”فرامانات“ تحرم على المدنيين الخروج من ”دار الإيمان“ إلى ”دار الكفر“ حتى لو كان للنجاة بأنفسهم.

تقول دفنة: ”رأيت نساء خرجن بتنسيق من قيادة داعش. ركبن الحافلات الكبيرة. وقيل لهم إنهن سيذهبن إلى مناطق الجيش الحر. ولكن عندما ركبت الحافلات، اكتشفن أنهم ذاهبات إلى المناطق الكردية. الآن، التنظيم يقول إنه يقاتل الأكراد ”عباد الصليب،“ كما قال عندهم العدناني (المتحدث الأول باسم التنظيم)؛ فكيف تسلم النساء والأطفال إلى ”عباد الصليب؟“ هل هذا إسلام؟ أنا لا أقبل إسلامهم ولا في أي شكل.

زواج الكارثة

تزوجت دفنة شرعياً مرتين حتى تؤمن لابنتيها السكن والدراسة. زوجها الأول كان شرعياً مصرياً، والثاني كان كردياً. ومن هذا الثاني أنجبت طفلاً في ٢٠١٧. أما زوجها المصري فكان ”كارثة“ عليها وعلى ابنتيها. تقول دفنة: ”أردت أن أسجل بناتي في المدرسة. لم يقبلوا تسجيلهن لأنني امرأة بلا زوج. لا أملك بطاقة شخصية. البطاقات الشخصية للرجال فقط والنساء تابعات للرجال. ذهبت إلى المركز المختص من دون رجل – فقط أنا وابنتي. قلتُ لهم إني مهاجرة وأريد أن أسجل ابنتي في المدرسة. قالوا يجب أن يكون لك زوج أو أخ أو أب يعمل عندنا. وعندما ذهبتُ إلى المشفى، واجهتُ مشاكل لأن ليس عندي بطاقة. فلا علاج. فقدتُ عقلي! في النهاية، اضطررت إلى الزواج. لا علاج ولا مدرسة لأنني لستُ متزوجة. وحتى لو أردتُ أن أشتكي على شخص؛ وكنتُ أريد أن أشتكي على إحدى المسؤولات؛ تعين علي أن أذهب إلى منطقة بعيدة. وكان ممنوعاً السفر من دون رجل. في النهاية قلت إنه لا بد من الزواج. ولكنه كان كارثة.“

دفنة

ابنتا أبي دجانة

تمكنت دفنة من إرسال ابنتيها إلى تركيا عن طريق اتفاق مع الإدارة الذاتية في القامشلي. هما الآن تعيشان مع أهل دفنة في تركيا وتبلغان من العمر ٢٠ و ١٩ عاماً. دفنة في المخيم مع ابنها من زوجها الكردي وعمره خمسة أعوام. لكن كيف كانت حياة البنتين تحت حكم داعش؟ إلى أي درجة استطاعت أن تحمي دفنة ابنتيها من هذا الزواج الكارثة؟

تقول دفنة: ”بصراحة، لم أوفر لهما الحماية. هذا الرجل عذبني وعذب بناتي. وكان يمنعني من مجرد الدفاع عن بناتي. كان مخادعاً. كان يدخل إلى غرفة البنات على أساس أنه يحكي معهن. لكنه كان شديد الغضب. وكان يضربهن. ثم اكتشفنا أنه يكذب. ضربني وضرب ابنتي. لم أتمكن من حماية ابنتي. وكان يضغط علي كي أزوج البنتين. لكن كنتُ أقول له دائماً إنهما لا تزالان صغيرتين: واحدة كان عمرها ١٤ سنة والأخرى ١٣. في نهاية الأمر، يئس من المطالبة.“

دفنة .. إعلامية داعش

كانت دفنة من أبرز إعلاميات داعش. كانت على تويتر، تكتب من خلال حسابي worldmedia6 و worldmedia11. الحسابان مغلقان الآن من إدارة تويتر منذ ٢٠١٥ ولكن أرشيف الردود على ما قالته دفنة يظهر حجم تأثيرها.

أحدهم كتب لها في ٢٠١٥: ”بسبب هذه المرأة، بدأت أشعر بالأسف على القاعدة.“ آخر كتب: ”أنتِ يا دفنة بريئة كما الحيّة السامة المرقطة.“ آخر كان يُشعرها بالأخبار العاجلة ومنها خبر سقوط طائرة الطيار الأردني معاذ الكساسبة في الرقة في فبراير ٢٠١٥. كانت مرجعاً ومصدراً للأخبار.

عملت دفنة مع مؤسسة التقوى التي لا تزال إحدى أهم مؤسسات الإعلام الرديف شبه الرسمي في داعش. لكنها تقول إن داعش ”لم يحسنوا“ الاستفادة منها. تقول دفنة: ”كان بإمكانهم أن يستغلوني حتى الآخر. يستغلوا خبرتي في المجال. كنت في تركيا أشتغل في الصحافة خاصة في مجال الفصائل. كنت أعرف الأشياء جيداً. كنا نعمل أخبار من أفغانستان وسوريا والسودان واليمن. من كل الأماكن التي فيها حرب. عندي خبرة جيدة.

حتى في تركيا، إذا كتبت خبراً، كانت مصادر إخبارية كثيرة تأخذ عني. لكن عندما جئت إلى هنا، قالوا لي إنهم لن يتعاملوا معي لأنني امرأة. قالوها صراحة: ”لا نريد نساء تشتغل معنا.“ أنا كنت متحمسة للعمل في أي مجال. ولكنهم قالوا إنه بسبب أنني امرأة لن يعملوا معي. وتعاملوا معي مثل أي امرأة بلا قيمة. للجميع قيمة. ولكن إذا كنت متعلماً، فيجب الاستفادة منه.“

وعن إعلام داعش تقول دفنة: ”كانوا يحرفون الأخبار والبيانات. وكنت أتحدث مع المسؤولين عنهم في داعش. قلت لهم إنهم يترجمون الأخبار خطأ، وحسب أهوائهم. لكن المسؤولين لم يهتموا. وقالوا: نراهم مثل أولادنا الصغار – مشاغبين! هذا لا يجوز. هؤلاء ليسوا أطفال صغار. بالعكس.

كانت تلك خطة. يريدون جمع المتطرفين في هذا المكان. كل اللي عنده فكرة جهادية سلفية إسلامية يأتي إلى هذا المكان ويُحبس فيه ويُقتل. هذه خطة محكمة. من تجربتي فهمتُ هذا الشيئ.

دفنة بيرق.. إعلامية داعش المخضرمة تتنصل من التنظيم وتقول: "داعش مؤامرة لقد خُدعنا!"

هُمام البلوي والتفجير الانتحاري

تقول دفنة إنها لم تكن تعلم بأن زوجها هُمام البلوي كان سيفجر نفسه. تقول إن ما تعرفه عنه إنه ذهب إلى أفغانستان كطبيب لمعالجة المرضى هناك؛ وإن ثمة حاجة للطبابة هناك.

تقول: ”شعرتُ بالصدمة. لأنني كنتُ أتوقع أنه يعالج المرضى هناك … كان يكتب لي رسائل كل أربعة أشهر. وكان يقول إنه يعالج المرضى وإنه يجب ألا أقلق. لم أتوقع منه أن يفعل ذلك.“

داعش مؤامرة

إذ تكرر دفنة أنها نادمة على انضمامها إلى داعش، تتنصل من التنظيم وتقول إنه مؤامرة دولية كبرى. تقول: ”ندمت حقاً. لأن هذه خطة وراءها دول كبرى وليس دولة واحدة فقط. ليس أن هذه ”دولة إسلامية“ جربوا (الحكم) ولم تنجح التجربة … هي مؤامرة. مثلاً عندما خرجت من تركيا، أوقفوني على الحدود في غازي عيتاب. استجوبوني وسألوني عن وجهتي. هم يعرفون أين أريد أن أذهب. قلت لهم إني أريد أن أزور المدينة. وبالرغم من معرفتهم بكل شيئ، تركوني أذهب. الطبيعي هو أنه إن رأيت شخصاً يريد الانضمام إلى منظمة إرهابية، عليك أن تلقي القبض عليه.“

التنصل من داعش: الأيام الأخيرة قبل السقوط

عن أيامها الأخيرة في التنظيم قبل الخروج إلى المناطق الكردية، تقول دفنة: ”في الأيام الأخيرة كنت حاملاً بابني. كنتُ تطلقت من المصري وتزوجتُ كردياً وتطلقتُ منه أيضاً. كنت أعيش مع بنات في بيت. كنتُ أفكر في الخروج من داعش قبل ذلك الوقت بخمسة أشهر لأنه واتضح أنهم لا ينتمون إلى الإسلام ولا أخلاق لديهم ومعاملتهم سيئة. سألنا الجيران ولكنهم كانوا يخافون منا نحن المهاجرات. ولكن عندما رأوا معاملتي معهم جيدة، ساعدوني في الخروج. فخرجتُ مع بناتهم.“

تعتبر دفنة أنها وأخريات بريئات مما فعل داعش. تقول: ”العالم يقول إن الداعشيات لا قيمة لهن. نساء كثيرات جئن كي يعشن في مجتمع مسلم. لسن مسؤولات عما فعل الآخرون. أنا لم أفعل شيئاً ولا هؤلاء النسوة. جاءت نساء كي تدعم رجالهن. ولا يوجد لديهن تلفاز أو نت حتى يعرفن ما يجري في العالم. مل نكن نعرف ما يجري حولنا. هل يعني انضمامي إلى التنظيم أنني داعشية إرهابية لا قيمة لي؟ يجب أن ينصفنا الناس. النساء هنا يردن أن يعدن إلى بلادهن وحياتهن العادية. لا يردن الانضمام إلى أي منظمة أخرى. عرفت نساء لم يكن يعلمن شيئاً عن أزواجهن. والنساء هنا لم يحملهن السلاح. ربما مجموعة صغيرة في الرقة في الآونة الأخيرة لأن أميرهم هرب فحملن السلاح.“

المستقبل

أي مستقبل تتطلع إليه دفنة؟ تقول: ”المستقبل .. مدمر .. ابنتي لم يتلقيا أي تعليم. وهذا كان أول شيئ سألت عنه عندما جئتُ إلى هنا. خدعوني. ابني عمره الآن خمسة أعوام، ربما لو خرجت من هنا، سأضعه في مدرسة جيدة. لا يزال أمامه متسع من الوقت. لكن بناتي، ضاع عمرهم.“

لا تريد البنتان أن تعودا إلى الأردن، لكن دفنة مستعدة إن قبل بها الأردن. تقول: ”في نهاية الأمر، أنا نادمة على انضمامي لداعش.“