بعد أيام من الجدل.. داعش يعترف بمقتل زعيمه

  • تسمية أبو الحسين الحسيني القرشي زعيمًا جديدًا للتنظيم

حالةٌ من الجدل منذ أيام، بشأن الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم داعش السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي -حيث أقر التنظيم أخيرًا– بمقتله، في اشتباك مع مقاتلين سوريين محليين في مدينة جاسم بمحافظة درعا، جنوب غربي سوريا.

الجدل لم ينسحب فقط على متابعي التنظيم، بل على خبراء الحركات الجهادية، الذين كشفوا لحلقة الجمعة، من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها سونيا الزغول، تفاصيل مختلفة ومتباينة عن هوية زعيم داعش المقتول.

من ناحيته قال سعد الشارع، الباحث في مركز الشرق للسياسات إنه “عندما هاجمت مجموعات تابعة للجيش الحر، أوكار تنظيم داعش لم تكن تعرف من يتواجد في هذه الأوكار”.

وأضاف “الشارع” في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن” أن: “غالب المعلومات تؤكد أن أبو الحسن الهاشمي هو نفسه زيد الصميدعي الذي تم القبض عليه في تركيا قبل عدة أشهر”.

وحسب تحليل “الشارع”، فإن داعش تمهل هذه المدة، في محاولة منه لإخراج زعيمه المعتقل، أو كان يبحث عن زعيم جديد، مضيفًا أن التنظيم استغل العلمية العسكرية الأخيرة في درعا “لإدخال المعلومات في بعضها“، لمحاولة الترويج لمقتل الزعيم أبو عبدالرحمن العراقي، ونفي عملية اعتقال الزعيم وهو زيد الصميدعي للترويج أنه مجرد قيادي في التنظيم، وليس الزعيم”.

وأكد الباحث في مركز الشرق للسياسات، أن “سيف بغداد”، هو لقب وليس اسم، ويطلق على كل من يقود التنظيم.

وقال رائد الحامد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إن “أهم ما يمكن أن يقال إن أبو الحسن الهاشمي القرشي، أنه صغير في السن، وغير مؤهل لقيادة التنظيم وأمر مستبعد بل مستبعد جداً”.

بعد الإعلان عن مقتل أبو الحسن القرشي.. تضليل داعش "يُربك" خبراء الجماعات الإرهابية

وخالف رائد الحامد الرأي الذي قاله سعد الشارع، حول لقب “سيف بغداد، مؤكدًا أنه لقب حصري كان يحمله أبو عبدالرحمن العراقي، ولا يحمله أي شخص آخر.

وأكد الحامد في حواره مع سونيا الزغول، أن سيف بغداد، هو والي جنوب سوريا، نافيًا في الوقت نفسه أن يكون زعيم التنظيم.

وأوضح أنه منذ مقتل أبو بكر البغدادي، هناك قلة فقط هي التي تعرف زعيم التنظيم، مسلطًا الضوء على عدم خروج أي من زعماء التنظيم التاليين لأبو بكر البغدادي في أي كلمة مصورة، أو بصوته، وهي إشكالية كبيرة بالنسبة لهذه التنظيمات.

وقال إن البيعة تتم دون التعرف على هوية المُبَّايع، مشيرًا إلى افتتاح قنوات اتصال على تطبيق تليغرام للمبايعة.

وأضاف أن: “من أدبيات فكرة البيعة، أن تتم لأشخاص معلومين، وكانت تتم يدًا بيد”.

وأكد أن تنظيم داعش فقد القيادة المركزية، ولم تعد لديه قيادة كما كان في السنوات الماضية، ومنذ مقتل حجي عبدالله قرداش، أصبح التنظيم بلا قيادة مركزية.

أبو الحسين الحسيني القرشي زعيم داعش الجديد

وكان قد أكد المتحدث باسم تنظيم داعش أبو عمر المهاجر مقتل زعيم التنظيم أبو الحسن الهاشمي، في اشتباك سابق، معلنًا اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خليفةً جديدًا للتنظيم بعد موافقة مجلس شورى داعش على توليته بعد مقتل سلفه “الهاشمي”.

وقال “المهاجر” في كلمة صوتية بثتها مؤسسة الفرقان الداعشية، الأربعاء، إن أبو الحسن الهاشمي قُتل في اشتباك مع أعداء التنظيم بعد أن قتل عددًا منهم، لكنه لم يكشف أي تفاصيل عن طبيعة هذا الاشتباك أو موقعه.

وفي المقابل، قال مقاتلون سوريون شاركوا في تصفية زعيم داعش السابق إن أبو الحسن الهاشمي فجر نفسه، في الـ15 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد حصاره مع مرافقيه في أحد المنازل بمدينة جاسم السورية  بمحافظة درعا في جنوب غربي سوريا.

بعد الإعلان عن مقتل أبو الحسن القرشي.. تضليل داعش "يُربك" خبراء الجماعات الإرهابية

صورة لأبو الحسن الهاشمي بعد قتله تم إخفاء ملامحها

وحصلت “أخبار الآن” عن تفاصيل ومعلومات حصرية حول مقتل أبو الحسن الهاشمي، خليفة داعش السابق، مع عدد آخر من قيادات التنظيم خلال سلسلة من الاشتباكات اندلعت بين مقاتلين سوريين ينتمون للمنطقة (من بينهم “ثوار مدينة جاسم”، و”تجمع أحرار حوران”، ومسلحون آخرون انتموا سابقًا للجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي)، ومقاتلي داعش، إثر تنفيذ مفارز التنظيم سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت رموزًا وقيادات محلية وصل عددهم إلى 80 شخص في مدينة جاسم السورية من بينهم أبو البراء الجلم، الذي كان قاضيًا شرعيًا بمحكمة دار العدل بحوران سابقًا، وكنان العيد الذي كان أحد قيادات الفصائل السورية المسلحة سابقًا.