محمد رضا فغَّاني، حَكَم كرة قدم إيراني، قضى عمره في إيران لكنه غادرها بسبب تضييق الخناق من قبل نظام الملالي. فماذا قال لـ”أخبار الآن” عن الثورة الايرانية ومنتخب كرة القدم، وأيّ رسالة وجهها لعناصر الباسيج؟

تتصاعد الانتفاضة الشعبية في إيران ضدّ نظام الملالي الحاكم، رغم القمع الدموي الذي تنتهجه السلطات التي قتلت إلى لحظة كتابة الخبر، أكثر من 400 متظاهر بينهم 47 قاصراً بحسب ما أوردت وكالة أنباء هرانا الحقوقية.

سياسة البطش التي يتبعها النظام الايراني أفرزت القيام بحملات أمنية مكثّفة في مناطق كردية غرب البلاد، حيث تتهم السلطات المواطنين بأنّهم انفصاليون وتطلق عليهم الرصاص الحي، ممارسةً بذلك أشدّ أنواع القتل والتنكيل بحسب منطمة حقوق الانسان الايرانية (Iran Human Rights)، التي نشرت على صفحتها على توتير تسجيلات مصورة تُبيّن إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين في مقاطعة بيرانشهر (Piranshahr) الواقعة غرب محافظة أذربيجان الايرانية.

كما أظهرت مقاطع فيديو والدة أحد القتلى الذين قضوا برصاصات القوات النظامية، وهو الشاب كارون قادر شكري، وهي ترمي بنفسها باتجاه جثة ابنها خلال نقلها للدفن، وسط هتافات الحاضرين الذين ردَّدوا عبارة “لا تبكي سننتقم”.

https://twitter.com/IHRights/status/1594609190378606592?s=20&t=IA4j9KYTVkga9rCO3ZBEeA

الايرانيون فجّروا غضبهم في بطولة كأس العالم في قطر 

الأحداث الدامية التي شهدتها إيران يوم الاثنين 21 نوفمبر العام 2022، لم تمنع المواطنين الغاضبين رغم سياسة القتل الممنهجة للنظام، من متابعة مباراة المنتخب الايراني في اليوم الثاني من كأس العالم 2022، وذلك بهدف معرفة موقف اللاعبين من النظام وإن كانت مشاركتهم ستحمل رسائل سياسية مهمّة داعمة للمتظاهرين.

وبالفعل، قال قائد المنتخب الايراني إحسان حاج صفي، قبل انطلاق المباراة إنَّ عليه ورفاقه أن يكونوا صوت الشعب، وقد استهل المنتخب الايراني المباراة بامتناعه عن تأدية النشيد الوطني للنظام الإيراني.

وفي السياق، أجرت “أخبار الآن” لقاءً مع حَكَم كرة القدم الإيراني محمد رضا فغاني (Mohamad Rida Faghani) الذي شغل أيضاً منصب محكّم دولي في إدارة الـFIFA، ومن ثمّ غادر إيران بسبب سياسة القمع التي يتبعها النظام الإيراني بحقّ شعبه، بحسب قوله.

وتعليقاً على رفض عدد كبير من الايرانيين تشجيع منتخب بلدهم في كأس العالم في قطر، قال فغاني لـ”أخبار الآن” إنَّ “المنتخب التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لكن ذلك لم يكن خفيفاً على قلب الشعب الإيراني الذي يعتبر رئيسي قاتلاً، وبعد ذلك الاجتماع وقف المواطنون ضدّ المنتخب وتحدّثوا على مواقع التواصل عن كرههم له، وبعد الإجتماع تمّت تسمية المنتخب، منتخب النظام لا المنتخب الوطني”.

حكم إيراني لأخبار الآن: الباسيج يقتلون الشعب وأبناؤهم ينعمون بأموال الإيرانيين في الخارج

من لقاء أعضاء المنتخب الإيراني بابراهيم رئيسي قبيل المونديال

السياسة وكرة القدم في إيران 

فغّاني الذي يأتي من بيت رياضي، له سيطه في التحكيم في إيران، شرح لـ”أخبار الآن” تقاطع السياسة وكرة القدم في إيران. وقال، “كنت محكّماً في الـFIFA في إيران ولسنوات عدَّة وكان النظام يجبرنا على متابعته، وأنا شعرت أنّني لا استطيع الاستكمال، أردت أن أتحدث بحريّة، لكن كان ثمن ذلك الذهاب إلى السجن، لذلك تركت إيران والان أستطيع التكلّم بحرية والتعبير عن الحب لوطني والشعب وحقّ المواطنين بالحرية وحقوق الانسان في إيران، وذلك أكثر ما أحبَّه في خيار المغادرة”.

وتابع: “في خلفية الايرانيين يمكنكم معرفة أنّنا ندعم الاوكرانيين والأفغان والشعوب في العراق وسوريا، الشعب يدعم الشعوب الأخرى وقد دعمنا الشعوب، ونحن اليوم بعد 70 يوم على الانتفاضة متأكدون أنَّها مستمرة وستكون النتائج ايجابية، لكنّنا بحاجة الى دعم من الدول، لا نريد منهم القيام بالثورة عنّا، لكن نريدهم وقف دعم النظام”.

وأردف بالقول، “أظهرنا قدرتنا وقوتنا على وقف النظام والحرس الثوري والوقوف بوجهه والنجاح، قتلوا أكثر من 45 طفلاً ولكن انظروا إلى صفحة اليونيسف لا يوجد شيء عن إيران، ذلك الأمر معيب جدّاً، نريدهم أن يتحدَّثوا عمّا يحدث في إيران، نريدهم وقف دعم النظام، يرسلون له المال والسلاح والبعض جزء من البروباغندا والنظام مبدع في ذلك، يُظهر للخارج ما يريد. لا يوجد إعلام مستقل في إيران بل يفرضون على الناس التحدث ضدّ بعضها البعض وضدّ أفراد الأسرة الواحدة، نحن نريد الحرية، والايرانيون في الخارج أيضاً يتضامنون مع الثورة، ففي أكثر من 30 مدينة حول العالم نحاول إظهار بكل اللغات أنّنا نريد الثورة وأنَّ على العالم قبولها”.

النظام الإيراني وميليشياته 

ويقول فغاني: “واحدة من مشاكلنا مع النظام، أنَّه يوجد الكثير من المدن والمقاطعات الفقيرة، على سبيل المثال بلوشستان (Balochistan) وكردستان (Kurdistan) ومشهد (Mashhad)، وغيرها من المناطق التي تحتاج إلى مساعدة واهتمام مالي، لكن الظام يرسل المال إلى دول أخرى لدعم حزب الله والحشد الشعبي، فعلوا ذلك ويفعلون ذلك الآن”.

وأكَّد أنّ عراقيين وسوريين ولبنانيين ينتمون للحشد الشعبي موجودون الآن في إيران، وقال: “هؤلاء الآن في إيران، الحشد الشعبي من العراق وسوريا في إيران يقتلون شعبنا، ومَنْ يتابع المقاطع من الداخل يعرف ذلك، نحن نقاتل ضدّ كلّ هؤلاء ونعلم أنَّهم يرسلون أموالنا إلى حزب الله وإلى أجزاء من سوريا والعراق، وأنَّهم يدعمون الحرب خارج إيران، وذلك جزء من بروباغاندا النظام ويجب وقفها”.

فغاني لخامنئي:

وأضاف فغاني: “رسالتي لخامنئي هي أنّه يجب أن يتوقف عن قتل الشعب، فالأمر لن يبقى على حاله إلى الأبد… سوف تجلس على كرسي المحاكمة على الجرائم ضدّ الإنسانية، وذلك اليوم سيأتي ونحن ننتظره، ذلك الوقت”. 

وتوجه إلى عناصر الحرس الثوري الإيراني والباسيج، فقال: “أريد أن أقول لهم إنَّ أبناء قادتكم يعيشون في أوروبا وأمريكا وكندا ويتمتعون بأموال الشعب الإيراني، فتوقفوا عن دعمهم، أنتم تقاتلون من أجل أشخاص لا يهتمون لأمركم، هم فقط يريدون السلطة”.

حكم إيراني لأخبار الآن: الباسيج يقتلون الشعب وأبناؤهم ينعمون بأموال الإيرانيين في الخارج

“الفيفا لم تستمع لمطلبنا بإقصاء إيران” 

في ختام حديثه، تحدث محمد رضا فغَّاني عن تجربته في إيران، مع النظام ومع الـFIFA شارحاً كيف أنّ تلك المنظمة الهادفة لحوكمة كرة القدم، تجاهلت تقارير الايرانيين التي طالبوا فيها الادارة بعدم السماح للمنتخب الإيراني أن ينضم إلى مباربات كأس العالم، كما لم يسمح للمنتخبين الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا.

وعن تجربته كمحكم في مباريات كرة القدم في إيران، قال: “للنظام الايراني في كرة القدم مكتب اسمه حراسات – Herasat، إن حصل أي شيء في مباراة ما، يجب أن نذهب كلاعبين إلى هناك ويجب أن نشرح ما حدث، وبذلك يجبرونك على أن تكون جزءاً من نظامهم، يجب أن تشرح لهم كلّ شيء وكأنك تتجسس لهم”.

وأردف بالقول: “الـFIFA تعرف بذلك وتدري تصرفات وممارسات النظام الايراني”. وفي سياق الحديث عن معرفة الـFIFA بما هو أشبه بمكتب استخباراتي يرافق المنتخب الايراني أينما ذهب، قال فغَّاني: “تصرفات الـFIFA مع الايرانيين مخزية وجياني إنفانتينو  (Gianni Infantino) لم يدعم مطلب الايرانيين في كأس العالم الحالي، علماً أنَّه قام بإقصاء روسيا وبيلاروسيا وقد أنَّنا أرسلنا لهم كتاباً عمَّا يجري وعن جرائم النظام الايراني”. 

شاهدوا أيضاً: النجمة الإيرانية نازنين بنيادي تفتح النارعلى نظام خامنئي موّل الإرهـ.اب وصدّره