القاعدة يقر بعجزه عن تكرار هجمات سبتمبر ويتجاهل “الظواهري”

أقر تنظيم القاعدة بعجزه عن شن هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قائلًا إن الهجمات الأخيرة هي آخر غزوات التنظيم، كما يسميها، ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تجاهل التنظيم الكشف عن مصير أميره (السابق) أيمن الظواهري، والذي قُتل في غارة أمريكية على العاصمة الأفغانية كابل، في أغسطس/ آب الماضي.

ونشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، بيانًا مطولًا بمناسبة حلول الذكرى الحادية والعشرين لهجمات 11 سبتمبر، قائلةً إن الهجمات تعد مرحلة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة والعالم، وإنها أدت لمقتل الآلاف من المواطنين الأمريكيين وتدمير مقر برجي التجارة العالميين وأجزاء من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.

تجاهل تنظيم القاعدة الكشف عن مصير أميره (السابق) أيمن الظواهري

مؤسسة السحاب الإعلامية دأبت، مؤخرًا، على نشر بيانات نصية بمناسبة ذكرى هجمات سبتمبر، على عكس ما كانت تفعل سابقًا من نشر إصدارات مرئية في نفس الذكرى، وهو ما يدل على وجود مشكلات في الجناح الدعائي للقاعدة والذي يحاول التغطية على فشل التنظيم وعجزه بنشر بيانات حماسية تصوره كتنظيم قوي وفاعل، على عكس الحقيقة.

في ذكرى 11 سبتمبر.. القاعدة يعترف بمقتل "المصري" ويتجاهل "الظواهري"

ومن اللافت أن التنظيم استخدم مصطلح “متلازمة المعاصرة” في نقد خصومه الذين يرون أن هجمات 11 سبتمبر فشلت في تحقيق أهدافها، وأدت لتدمير تنظيم القاعدة وإسقاط حكم جماعة طالبان في أفغانستان، واحتلال البلاد لمدة 20 عامًا، مع أنه لا يستخدم هذا المصطلح في بياناته الإعلامية المعتادة.

ويأتي استخدام مصطلح “المتلازمة” في الوقت الذي تواصل فيه “أخبار الآن”  نشر سلسلة “متلازمة طهران” التي تُسلط الضوء على التخادم بين قيادة القاعدة وإيران، وتكشف كواليس الروابط بينهما، كما تبرز انقسام القاعدة بسبب الموقف من نظام طهران.

 

إلى ذلك، حاول تنظيم القاعدة الربط بين جماعة طالبان الأفغانية وهجمات 11 سبتمبر، قائلًا إن أسامة بن لادن، زعيم القاعدة المؤسس، خطط للعملية من قندهار، التي تُمثل العاصمة الفعلية للجماعة الأفغانية، ويبدو أن القاعدة يحاول إفساد جهود قيادة طالبان الرامية للحصول على اعتراف دولي، عبر التذكير بأن هجمات سبتمبر جرى التخطيط لها من معاقل الجماعة.

وألمح تنظيم القاعدة إلى أن المعركة الجديدة ضد الولايات المتحدة ستكون في الصومال، التي تدعم واشنطن حكومتها في مواجهة جماعة الشباب الصومالية، التي تعد أحد الجماعات المرتبطة بالقاعدة في شرق إفريقيا.

تنظيم القاعدة يتلقى دعمًا ماليا من جماعة الشباب الصومالية

ويحاول التنظيم الإيحاء بأنه يدعم جماعة الشباب الصومالية في مواجهة حكومة مقديشو المدعومة من الولايات المتحدة، رغم أن تقارير فريق الدعم التحليلي الصادرة عن لجنة الجزاءات المعنية بملفي داعش والقاعدة في مجلس الأمن الدولي، وآخرها التقرير الصادر في يوليو/ تموز 2022 تشير إلى أن التنظيم يتلقى دعمًا ماليا من جماعة الشباب الصومالية، وهو ما يكشف عن حالة الضعف والوهن التي يعيشها تنظيم القاعدة حاليا.

وفي نفس السياق، أعلنت مؤسسة السحاب أنها ستنشر، في وقت لاحق، شهادة لـ”أبو محمد المصري“، الذي كان يشغل منصب نائب أمير تنظيم القاعدة قبل مقتله في أغسطس/ آب 2020 بعملية استخبارية أمريكية داخل العاصمة الإيرانية طهران، بعنوان “عمليات 11 سبتمبر بين الحقيقة والتشكيك”.

واعترف التنظيم، ضمنيًا، بمقتل أبو محمد المصري (عبد الله أحمد عبد الله)، ناشرًا جزءًا من آية قرآنية يستخدمها لرثاء قادته المقتولين، وتعد هذه المرة الأولى التي يعترف فيها التنظيم بمقتل المصري، والذي كان مرشحًا لخلافة أيمن الظواهري في إمارة التنظيم.