بعد خمس سنوات من انتصار قوات الأمن الفلبينية في معركة كبرى مع المسلحين التابعين لداعش، تراجع التهديد لكنه لم يختف تمامًا.

أدى استمرار العمليات الأمنية إلى إضعاف قدرات ولاية داعش في شرق آسيا التي تفتقر إلى قيادة موحدة على الرغم من الدعاية وأنشطة التجنيد المستمرة. قد يكون هذا مؤشرًا على أن تنظيم داعش المركزي لم يتخلى عن منطقة شرق آسيا وهدفه المتمثل في إقامة موطئ قدم هناك. على الرغم من حرب الفلبين الشاملة ضد المتشددين، سيستمر تنظيم داعش المركزي في استهداف جنوب الفلبين المضطرب حيث لا يزال هناك إمداد من الجيل الثاني من المجندين.

في أوائل أبريل، نشرت ولاية شرق آسيا التابعة لداعش في الفلبين شريط فيديو يوثق عناصرها وهم يبايعون زعيم داعش الجديد أبو حسن الهاشمي القرشي الذي تولى المسؤولية بعد مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

في الفيديو، ادعى رجل ملثم يتحدث العربية أن عناصر داعش في ولاية شرق آسيا، وخاصة أولئك الذين يعملون في الفلبين، في حالة ممتازة على الرغم من الصعوبات وقد بقوا موالين لداعش. ودعا عبد الرحمن المسلمين في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى داعش.

داعش في شرق آسيا.. خطر ممتد بعد 5 سنوات من حصار ماراوي

مشهد من فيديو مبايعة داعش في شرق آسيا لخليفة التنظيم الجديد أبو حسن الهاشمي القرشي

في حين أن الدافع الدعائي للفيديو يشبه تعهدات الولاء الأخرى التي تلقاها الزعيم الجديد من ولايات داعش الأخرى، إلا أنه دليل على استمرار تنظيم داعش في جنوب الفلبين المضطرب والذي شهد في العام 2017 واحدا من أكبر عمليات الحشد والتعبئة والهجوم لداعش خارج الشرق الأوسط.

بعد خمس سنوات من العملية في ماراوي، لا يزال تهديد داعش في جنوب الفلبين قائمًا

على الرغم من استمرار الحملة الأمنية ضد الجماعات والفروع التابعة لداعش ولا سيما جماعة ماوتي “عمر ماوتي Omarkqayam (Omar) Maute”، وعبد الله ماوتي Abdullah Maute” وجماعة “مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين من أجل الحرية Bangsamoro Islamic Freedom Fighters (BIFF)” وجماعة أبو سياف Abu Sayyaf Group (ASG).

يأتي الفيديو في وقت تتناقل فيه أنباء عن اشتباكات جديدة بين مقاتلي داعش وقوات الأمن الفلبينية خاصة في مقاطعة لاناو ديل سور. ونظرًا لأن تنظيم داعش يتخذ موقفًا أكثر عدائية في منطقته الحيوية بالشرق الأوسط، فمن المرجح أن يتم تنشيط إقليم شرق آسيا مع أبو زكريا باعتباره القائد الجديد في المستقبل القريب على الرغم من أن الإقليم لم يكن قادرًا على توحيد قيادته والاستقرار على زعيم موحد منذ وفاة “خطيب هاجان سوادجان Hatib Hajan Sawadjaan في منتصف العام 2020، والقيادة الزائلة لـ صلاح الدين حسن Salahuddin Hassan الذي كان يعتبر زعيم داعش العام في الفلبين لنحو عام أو عامين حتى وفاته في أكتوبر الماضي.

بعد خمس سنوات من حصار مراوي.. لا يزال داعش في شرق آسيا يشكل تهديدًا قويًا

شبح ماراوي الممتد

قبل خمس سنوات فقط في مايو 2017، حشدت جماعة أبو سياف التابعة لداعش وجماعة داعش ماوتي مئات المسلحين من جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط للسيطرة على مدينة ماراوي وهي عاصمة مقاطعة لاناو ديل سور في جنوب الفلبين.

كانت الخطة الأصلية لداعش أن يؤسس مدينة ماراوي كخلافة له في جنوب شرق آسيا

لكن الجيش والشرطة الفلبينيين بعد أن ارتبكا في البداية، حققا النصر في نهاية المطاف في معركة بالأسلحة النارية قتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص من بينهم حوالي 900 مسلح.

وفقًا للتقارير، قتل ما لا يقل عن 32 مقاتلًا أجنبيًا بعضهم من الشرق الأوسط في معركة ماراوي Battle for Marawi. أدت أزمة ماراوي إلى نزوح ما لا يقل عن 200000 شخص وتركت المدينة في حالة خراب ولا تزال عملية إعادة الإعمار مستمرة بمعدلات بطيئة.

MARAWI, PHILIPPINES - MAY 10: Marawi residents salvage any usable items they can find from what is left of their homes as they were allowed to enter for three days in what used to be the main battle area during the war, on May 10, 2018 in Marawi, Philippines. With their homes destroyed and their properties looted or burned, thousands of families displaced during the Marawi siege which began on May 23, 2017, the holy month of Ramadan brings a wave of painful memories since Islamic State loyalists, Maute and Abu Sayyaf, took over large parts of Marawi City. Muslims all over the world, including those in Southern Philippines, stocked up on groceries last week as they began the month of Ramadan, a period when they are dedicated to fasting from sunrise-to-sundown, prayer and charity. With an estimated 27,000 families still living in evacuation centers and transition houses, many wonder when they can go home since around half of the city's infrastructure was destroyed during the five-month-long battle and martial law continues to be in place across Mindanao. President Rodrigo Duterte visited Marawi again this month pledging to provide amnesty for Maute rebels who are willing to surrender with hopes to bring momentary peace to the embattled southern island. Duterte did not make any visit to the evacuees, whose concerns remains whether reconstruction will be channeled into building an industrial zone and another military camp rather than restoring their homes and businesses to its original state. Government authorities estimates that residents can start rebuilding their houses in 2020. (Photo by Jes Aznar/Getty Images)

آثار الدمار في ماراوي بعد تدمير المدينة ونهبها على يد داعش خلال حصار ماراوي Marawi siege في ٢٠١٧ / غيتي

يوجد شعور قوي ومشترك على نطاق واسع في جنوب الفلبين بأن المساعدة الاجتماعية والاقتصادية ليست كافية للمناطق المتضررة بشدة حيث يستغل المسلحون الصراعات المحلية في كثير من الأحيان. كانت إعادة بناء ماراوي التي دمرها القصف الجوي والمدفعي للقوات الحكومية بطيئة للغاية مما ترك العديد من النازحين غاضبين ويائسين، وربما عرضة للتطرف.

بعد معركة ماراوي، أصبح داعش مصدر قلق رئيسي في الفلبين، تصاعدت الهجمات في البلاد بما في ذلك التفجيرات الانتحارية التي أشارت إلى وجود مقاتلين أجانب، حيث لم يعتد المتشددون المحليون على مثل هذه الطريقة في القتال.

كما ظهر ارتفاع في الهجمات الانتحارية التي نفذتها “شبكات عائلية” من العناصر الموالية لداعش. حيث تم تسجيل ما لا يقل عن خمس هجمات انتحارية منذ حصار ماراوي في العام 2017.

ويظهر الاتجاه أن التفجيرات الانتحارية أصبحت أكثر الأعمال الإرهابية تفضيلًا في الفلبين من قبل العناصر الموالية لداعش، على الرغم من أن العديد منها لا يزال متورطًا في استخدام طرق أخرى مثل تفجيرات مزروعة على جانب الطريق ومضايقات وكمائن.

في العام 2018، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية داعش في الفلبين كمجموعة منفصلة على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وهو العالم الذي شهد أيضا تكثيف الجيش الفلبيني حملته على الجماعات التابعة لداعش.

وبشكل عام فإن الهجمات الإرهابية في جنوب الفلبين شهدت انخفاضا ملحوظا خلال الفترة ما بين 2019-2021 “قد يكون هذا بسبب قيود ألزمت بها الجائحة العالمية”، لكن السيناريو آخذ في التغير حيث شهد العام 2022 زيادة في مشاهدة الجماعات الإرهابية المحلية في مناطق عملياتها في جنوب الفلبين.

في مقاطعة ماجنداناو Maguindanao، لا يزال جماعة مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين وفروعهم المنفصلة المستوحاة من داعش نشطة ومتورطة في عمليات مضايقة وابتزاز للمدنيين في المنطقة. هناك تقارير تفيد بأن بعض المجندين الجدد في جماعة “مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين من أجل الحرية” تم إجبارهم على الانخراط في أنشطة إجرامية لاختبار استعدادهم العملياتي وللحصول على بعض الأموال. في غضون ذلك، لا تزال خططهم العدائية تركز على القوات الحكومية والمنشآت الأمنية نحو الانتقام لخسائرها الماضية. ومن أكثر هذه الفروع المنفصلة تشددًا والمؤيدين لداعش، هي جماعة المهاجرين والأنصار أو داعش- طريفة (سميت على اسم زعيمها إسماعيل عبدالملك أو أبو طريفة).

شهدت جبهة “مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين BIFF” زيادة في عمليات الانضمام للمجموعة وسط جائحة كورونا التي أثرت على سبل عيش الكثيرين في المقاطعة.

داعش في شرق آسيا.. خطر ممتد بعد 5 سنوات من حصار ماراوي

في منطقة لاناو، ضعفت بقايا جماعة ماوتي التي شكلت الجزء الأكبر من القوات الجهادية خلال معركة ماراوي ولكن يبدو أنها لا تزال تقوم بالتجنيد. المجموعة ممولة بشكل جيد وقد تنفع من الأموال المنهوبة خلال حصار ماراوي ومن المحتمل أن تكون في أيدي مجموعة ماوتي.

في أرخبيل سولو Sulu archipelago، تبدو شبكة الجماعات الإجرامية المتشددة التابعة لجماعة أبو سياف والمعروفة أيضًا باسم فصيل سولو في وضع دفاعي، لكن خطرها لم يتوقف.

وفقًا لمصادر محلية في الفلبين، فإن العمليات العسكرية الشاملة في مقاطعة سولو أدت إلى هروب عديد الشخصيات الهامة من جماعة أبو سياف -من المرجح أن يكون من ضمنهم عشيرة سوادجان وعلى الأرجح تحت قيادة مودزيمار مندي سوادجان Mudzrimar “Mundi” Sawadjaan ابن شقيق زعيم الجماعة السابق خطيب هاجان سوادجان Hatib Sawadjaan-، وانتقلوا إلى مدينة “صباح Sabah” في الجزء الشمالي من جزيرة بورنيو، وأنشأوا فرعا محدودا لجماعة أبو سياف لإجراء عمليات اكتشاف واختطاف الضحايا المحتملين لعمليات الاختطاف مقابل فدية، وربما كانوا يساعدون في ترتيب سفر المقاتلين الأجانب إلى جنوب الفلبين. من بين كل هذه المجموعات، يبدو أن مجموعة ماوتي تتمتع بموارد أفضل ولديها دعم أكبر على أرض الواقع.

بشكل عام، لا يزال جنوب الفلبين تحت الظلال الطويلة لحصار ماراوي حتى بعد خمس سنوات. الاختلاف الوحيد هو أن قوات الأمن أكثر استعدادًا نسبيًا لمواجهة التحدي.

عمليات داعش في الفلبين مطلع العام 2022

ارتفع نشاط داعش بشكل كبير في مقاطعة لاناو ديل سور في الربع الأول من العام 2022. في 10 يناير 2022، أعلن داعش مسؤوليته عن قتل ثلاثة مدنيين غير مسلمين في أحد المشاريع الحكومية في بياجابو، في منطقة لاناو ديل سور.

في فبراير، فجّر عناصر داعش عبوات ناسفة استهدفت عموداً عالي الجهد يمد منطقة لاناو ديل سور في جنوب الفلبين بالكهرباء. وأدى تدمير الصرح إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. ووصفت الجماعة تدمير البنية التحتية بالحرب الاقتصادية.

ردت السلطات الفلبينية على هذه التطورات بشن غارة كبيرة على معسكر لداعش في لاناو ديل سور. بدعم جوي فلبيني، قتلت قوات الأمن الفلبينية في الغارة سبعة نشطاء إرهابيين على الأقل. كما تم الاستيلاء على أسلحة وعبوات ناسفة وألغام.

وأفاد مصدر أمني بالفلبين في 18 مارس 2022 أن 39 عنصرًا مواليًا لداعش استسلموا لقوات الأمن الفلبينية في بلدة ماغينغ جنوب الفلبين. وسلم العناصر أسلحتهم وعبوات ناسفة بحوزتهم.

يشار إلى أنه خلال العامين الماضيين كان هناك كثير من عمليات الاستسلام من قبل الجماعات المسلحة المختلفة في جنوب الفلبين. ويتوقع المزيد من عمليات الاستسلام مع تكثيف قوات الأمن الحكومية عملياتها ضد الجماعات الإرهابية.

عطلت العملية في بلدة ماجوينج Maguing الزخم المحتمل لولاية داعش في شرق آسيا، لا سيما أنها استعادت شبكتها والأعمال العدائية التي خطط لها التنظيم في رمضان هذا العام قبل انتخابات مايو الرئاسية.

في حين أن السلطات الفلبينية كانت قادرة على الرد على أي مناورة لداعش بقوة عسكرية ساحقة على المدى القصير، فإن الأحداث في لاناو ديل سور تسلط الضوء على النية الثابتة للتنظيم. كما تعتبر الأسلحة والعبوات الناسفة التي تم العثور عليها هي أيضا مؤشر مهم على قدرات المجموعة.

داعش في شرق آسيا.. خطر ممتد بعد 5 سنوات من حصار ماراوي

غياب القائد الموحد

تأتي العلامات المبكرة لإحياء ولاية شرق آسيا التابعة لداعش في وقت يبدو فيه أن التنظيم يفتقر إلى قائد موحد منذ فترة ليست بالقصيرة، خاصة أن الزعيم “خطيب هاجان سوادجان Hatib Hajan Sawadjaan” قُتل على يد القوات الفلبينية في 2020. يوجد عدة أسباب لافتقار ولاية شرق آسيا لداعش إلى زعيم موحد.

السبب الأول والأكثر منطقية هو استمرار تعرض عناصر داعش في الفلبين لضغوط قوات الأمن المحلية. في عامي 2020 و2021 ، شهد العمليات المسلحة في المنطقة انخفاضًا حادًا واضحًا. اجتاحت القوات المسلحة الفلبينية معاقل المسلحين وقبلت استسلام أعداد كبيرة من المتمردين لا سيما من مناضلي بانغسامورو الإسلاميين في سبيل الحرية وجماعة أبو سياف.

يعتقد المراقبون المحليون أنه بسبب العمليات التي لا هوادة فيها ضد الجماعات الإرهابية المختلفة في جنوب الفلبين، فإن داعش عاجز عن وضع خطط ملموسة أو الاجتماع ككيان موحد.

كما عززت حكومات إندونيسيا وماليزيا والفلبين تعاونها في مكافحة الإرهاب، في المناطق الثلاثية الحدودية، لا سيما بموجب الاتفاقية التعاونية الثلاثية الأطراف التي جعلت سفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى هذه البلدان الثلاثة أمرًا صعبًا. كما أن قيود السفر لـ كوفيد-19 لم تحاب عناصر داعش.

تطورات جديدة

تشير التطورات في جنوب الفلبين إلى أن ولاية داعش في شرق آسيا تحاول الحصول على هيكل قيادة موحد مع تولي جماعة ماوتي زمام المبادرة.

من أهم التطورات توحيد جماعة داعش/ماوتي وفلول جماعة داعش/حسن (خلية تابعة لمقاتلي بانغسامورو الإسلاميين في سبيل الحرية سميت على اسم زعيم الخلية الراحل صلاح الدين حسن الذي برز بعد وفاة خطيب هاجان سوادجان).

وبحسب مراقبين محليين في الفلبين، فقد اجتمعت هاتان المجموعتان في مبايعة زعيم داعش الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي. وهذا يدعم أيضًا وجهة النظر السابقة للمراقبين بأن بعض أعضاء جماعة داعش/حسن ربما بدأوا في الاندماج مع جماعة داعش/ماوتي.

شوهد بعض أعضاء جماعة داعش/حسن مع أبو زكريا (الذي تتداول أنباء على أنه الأمير الجديد لداعش في شرق آسيا) عندما بايعوا زعيم داعش الجديد. وبحسب بعض المصادر، فقد قيل إن المراسيم كانت بقيادة أبو زكريا Abu Zacharia المعروف أيضًا باسم “فخر الدين حاج ستار Faharuddin Benito Hadji Satarوالاسم المستعار “جير ميمبانتاس Jer Mimbantas.

يشير هذا إلى الدور المتزايد لأبو زكريا في ما يسمى بولاية شرق آسيا – على الرغم من أن التقرير الأولي في ديسمبر 2021 يشير إلى أن “إسماعيل أبو بكر Esmael Abubakar alias” تم تعيينه أميرًا جديدًا. قد يكون هذا بسبب سوء صحة أبو طريفة وبالتالي عدم قدرته على تولي القيادة.

قد تشير الوقائع المتزامنة لمبايعة مختلف الجماعات التابعة لداعش في جميع أنحاء العالم إلى أن جماعة داعش/ماوتي أعادت تأسيس شبكتها مع قيادة داعش أو على الأقل مع جناحها الإعلامي. تزامن ذلك مع الزيادة الملحوظة في الدعاية المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى التحريض على الكراهية ومعاداة العلمانية والتشدد الديني والعنف. يمكن أن تكون هذه بمثابة مقدمة لجهود تجنيد ضخمة تستهدف جمهورًا ضعيفًا متأثرا بهذه المواد الدعائية.

إذا تم بالفعل اختيار أبو زكريا ليكون أميرًا جديدًا فعليه بذل جهود إضافية لتوحيد مختلف الجماعات التابعة لداعش بما في ذلك تلك الموجودة في باسيلان وسولو، وهنا يجب الإشارة إلى أن من بين أهم متطلبات داعش قبل الاعتراف بولاية في منطقة ما، ضرورة توحيد الجماعات المختلفة التابعة لها في هذه المنطقة.

داعش في شرق آسيا.. خطر ممتد بعد 5 سنوات من حصار ماراوي

حسب “نظام داعش” فيجب توحيد كل الجماعات قبل الاعتراف بولاية داعش في شرق آسيا

الخلاصة

بعد خمس سنوات من معركة ماراوي، يبدو أن ولاية شرق آسيا التابعة لداعش تحاول استعادة قوتها

ويشير تعهد الولاء للزعيم الجديد لداعش المركزي والأنشطة المستمرة في جنوب الفلبين إلى أن تنظيم داعش الأم لم يتخل عن منطقة شرق آسيا وهدفه إقامة موطئ قدم هناك. على الرغم من أن ما إذا كانت قوة موحدة أمر مشكوك فيه، إلا أن هناك أدلة على أن مجموعة ماوتي تحاول باستمرار قيادة إعادة تنظيمها.

في حين أن داعش في شرق آسيا لم يتمكن من شن عمليات رئيسية جيدة التخطيط في الآونة الأخيرة، إلا أن قوات الأمن الحكومية الفلبينية تظل هدفها الرئيسي. تم حتى الآن التحقق من توسع داعش في هذا الجزء من العالم من قبل قوات الأمن الفلبينية والتي تبذل جهودًا متواصلة لإدارة التهديد من خلال العمليات الأمنية المكثفة. يساعد فيها التعاون المعزز في مكافحة الإرهاب بين الفلبين وإندونيسيا وماليزيا في منطقة الحدود الثلاثية.

هناك قلق من أن الظروف التي يستغلها المجندون التابعون لداعش لجذب السكان المحليين إلى صفوفها لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، وتحتاج السلطات المحلية إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة الشعور باليأس الذي يسود المجتمعات. 

على الرغم من أن الفلبين قد أنشأت أخيرًا برنامجا لتعويض الأشخاص الذين فقدوا منازلهم في ماراوي ، إلا أن إعادة الإعمار وإعادة التأهيل البطيئة لماراوي تتسبب أيضًا في مظالم محلية يستغلها داعش. لتحقيق نتيجة أكثر استدامة، يجب على الفلبين وشركائها في التنمية أخذ هذه العوامل في عين الاعتبار.

القيادة الحالية لداعش في شرق آسيا لها حدودها وتحدياتها. ومع ذلك، فإن مواردها وانخراطها الاجتماعي في جنوب الفلبين قد يكون مصدر قلق أمني.

وسط استئناف الرحلات بعد تخفيف قيود كورونا والتغييرات في القيادة المركزية لداعش، يجب مراقبة مقاطعة شرق آسيا عن كثب.