أوكرانيا تقسم الجهاديين

لم تقتصر تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على الجغرافيا في شرق أوروبا، وإنما تعدتها إلى فضاء الجهادية في العالم. حتى قبل الحرب بأيام، فخاض الجهاديون – منظرين ومقاتلين وأنصار – في الآراء والتعليقات وفي نشر ”البروباغاندا.“ وما أن بدأت الحرب حتى استغلوها للترويج لأفكارهم.

فيما يلي نستعرض ردود فعل الجهاديين ونتوقف بشكل خاص عند مسألتين. الأولى، مساندة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإرسال مقاتلين للقتال ضد الأوكرانيين. والثانية، إن طالت، كيف قد تلقي الحرب بظلالها على المسألة السورية.

هيئة تحرير الشام

التصريحات الصادرة عن هيئة تحرير الشام – مسؤولين وأنصار- أيدت أوكرانيا ضد روسيا، بالرغم من مفارقة اتهام الهيئة ”بحماية“ الدوريات التركية الروسية المشتركة على طريق الـ M4 جنوب إدلب.

مظهر الويس القيادي الرفيع في هيئة تحرير الشام قال على تليغرام إنه يساند أوكرانيا وقال: ”بدأت الحرب على أوكرانيا، ونسأل الله أن يكسر الصلف الروسي ويخزي بوتين وجنده، وأن ينصر المستضعفين المظلومين في كل مكان.“ ولاحقاً دعا إلى أن تتخذ أوكرانيا النموذج السوري ”ويأخذ زمام المبادرة لتلقين الدب الروسي درساً لا ينساه، وأن يحذو حذو الشعب السوري الذي صمد لسنوات دون التفات لمشاعر الخيبة والخذلان.“ في ٢٥ فبراير.

قيادي آخر في هيئة تحرير الشام، ميسرة القحطاني، كتب في حسابه على تليغرام: ”المسلم في أوكرانيا إن اخلص النية لله بمواجهة مجرمي الروس وكسر شوكتهم فهو مأجور وإن قتل فهو شهيد.“، القحطاني يؤيد أوكرانيا ”لأن من مصلحة المسلمين أن تنكسر شوكة الروس الذين أجرموا في عدة بلدان مسلمة وآخرها في الشام.“. في اليوم التالي، ٢٦ فبراير، قال القحطاني إنه ”لا يحل للمسلمين الشيشان مناصرة روسيا المجرمة في قتال الأوكران وعلى المسلمين في الشيشان أن لا يسيروا خلف قديروف في مناصرته لبوتين، فروسيا قتلت الآف المسلمين ومازالت تقتلهم، تقوية روسيا في اوكرانيا هو تقوية للمجرمين … (وندعو) أن يجعل أوكرانيا مقبرة لجنود بوتين ومن يناصره.“ في ٢٦ فبراير، كتب أبو الحارث الزبداني، جهادي سوري مقرب من هيئة تحرير الشام: ”كل صادق في أرض الشام يفرح إذا أصيب الروس. ومن لم يفرح بخسارات الروس فليراجع نفسه.وحتى قبل بدء الحرب بأيام، كان عبدالرحمن الإدريسي المقرب من الهيئة نشر في حسابه على تليغرام أن ”انشغال روسيا بقتال أوروبا بمثابة قارورة الأوكسيجين للثورة السورية.“ ودعا الفصائل إلى وضع ”خارطة طريق لتحديد إستراتيجية الإستفادة من هذا الصراع بين القوى العظمى فيما يصب مصلحته بشكل مباشر على الثورة السورية.“

معارضو الهيئة في إدلب

التصريحات الصادرة عن معارضي هيئة تحرير الشام جاءت أيضاً مؤيدة لأوكرانيا ضد روسيا. في ٢٤ فبراير، كتب أبو يحيى الشامي، في حسابه على تليغرام، وهو مقرب من التيار الجهادي في الشام، ومناهض للجولاني، عن اندلاع الحرب معتبراً ومتأملاً أنه ”قد تتطور لتكون حرباً مفتوحة وشاملة (بحيث تكون) فرصةٌ لانتعاش الثورة السورية؛“ على اعتبار انشغال روسيا والغرب بنفسيهما.

“ أيمن هاروش، الذي كان يوماً شرعياً في الهيئة، كتب كثيراً عن أن للأزمة علاقة مباشرة بالسوريين لأن ”كسر روسيا وتحطيمها وهزيمتها ثأر لكل يتيم وأرملة ومدينة مهدمة ونازح ومهجر في سوريا وغيرها ممن اكتووا بنار الروس.“.

داعش

موقف داعش من الحرب الروسية في أوكرانيا كان واضحاً. في افتتاحية العدد ٣٢٨ من صحيفة النبأ الأسبوعية الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي في داعش، عنونت ”حروب صليبية صليبية“ وجاء فيها: ”ما يجري اليوم من حرب دموية مباشرة بين الصليبيين … روسيا وأوكرانيا ما هو إلا مثال على هذه العقوبة المسلطة عليهم الملتصقة بهم … ترجمة لحالة التنافس المتصاعد بين أمريكا وروسيا على السيطرة على دول أوروبا الشرقية … هذه الحرب الروسية الأوكرانية طالت أو قصرت ما هي إلا بداية وتوطئة ل الحروب الصليبية الصليبية المقبلة … ما نراه اليوم في أوكرانيا الصليبية سيمتد إلى عواصم صليبية أبعد وأعمق … حاولت لسنوات أن تنجو من ذلك.“

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

افتتاحية النبأ العدد ٣٢٨

المستقلون

يتفق مع موقف داعش هذا رجال دين مستقلون. في ٢٤ فبراير مثلاً، نشر رجل الدين أحمد موسى جبريل في حسابه على تويتر: ”أيادي الروس والأوكران ملطخة بدم المسلمين، دمّرهم الله جميعاً.“

أنصار القاعدة

والمفارقة أن هذا الموقف يتفق مرة أخرى مع واحد من أهم منظري القاعدة ومناصريها: أبي محمد المقدسي. في ٢٤ فبراير أيضاً، قال أبو محمد المقدسي إن كلاً من روسيا وأوكرانيا ”صليبيون وكفار“ وتمنى أن يؤدي الصراع إلى تدميرهما.

يقول: ”حرب نأمل ان تغرق وتحرق كل من يشن الحرب على أمتنا ويحتل بلادنا ويقتل إخواننا المسلمين ويضطهدهم في كل مكان.“ وقال المقدسي لاحقاً إن المسلمين لا يمكن أن يقاتلوا مع أوكرانيا أو روسيا لأن كليهما يحكمهما ”الطاغوت“ ولأن الرئيس الأوكراني، فولودمير زيلينسكي، يهودي ولأن البلد التي يمثلها شاركت في غزو العراق في ٢٠٠٣. يقول: ”يجب على المسلمين في روسيا وأوكرانيا أن يتجنبوا المشاركة بأي قتال تحت راية الطواغيت والحكومات الكافرة وأن ينأوا بأنفسهم عن هذا القتال ولا يكونوا وقوداً لمعارك ليست معركة الإسلام.“.

في ٨ مارس، عاد أبو محمد المقدسي إلى الحرب منتقداً مشايخ المسلمين الذين دعوا إلى نهاية الصراع. هو تمنى أن يقضي كل طرف على آخر.

ومثله، في ٢٨ فبراير، نشرت الفجر وهي مؤسسة إعلامية موالية للتيار القاعدي في سوريا على تليغرام منشوراً يحض المسلمين ألا يدعو لانتصار أوكرانيا على الروس على اعتبار أن الطرفين لا يختلفان عن بعضهما. الفجر دعت إلى حرب طاحنة من الصين إلى أمريكا.

على الجانب الآخر، من أنصار القاعدة من دعا إلى المشاركة في القتال ضد روسيا. مجلة ”المجاهدون في الغرب،“ وهي مجلة موالية للقاعدة دعت في عددها الثاني الصادر في ٢٢ فبراير، ”حراس التوحيد“ الجهاديين إلى الإعداد للجهاد ضد الروس وإلى ”انتهاز الفرصة … وبدء الغزوات في القوقاز“ على أساس أنه ” لم تكن أمريكا الوحيدة التي قصفت سوريا الحبيبة؛“ حتى إن المجلة أوصت الجهاديين باستخدام ”الفودكا الروسية“ في تصنيع قنابل المولوتوف!

الأخبار الكاذبة

في ٤ أبريل، جيش الملاحم الإلكتروني الموالي للقاعدة نشر العدد الثالث من مجلة ”ذئاب منهاتن“ حض فيه الجهاديين على استغلال فتح الحدود الأوكرانية للمتطوعين الأجانب من أجل الحصول على التدريب والسلاح والاستفادة منه لضرب ”الصليبيين“ في المستقبل. المجلة حضّت الجهاديين على المشاركة في نشر الأخبار الكاذبة لتعزيز الاضطراب والفوضى.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

العدد الثالث من مجلة ”ذئاب منهاتن“ الموالية للقاعدة

عقدة الشيشان

بعد يومين من بدء الحرب، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أن قواته ستقاتل إلى جانب الروس في أوكرانيا. ومنذ ذلك الوقت، ازدحم تليغرام تحديداً بفيديوهات وصور المقاتلين الشيشان وهم في طريقهم إلى العاصمة الأوكرانية كييف، أو هكذا ادعوا. حتى إن قديروف روّج لحساب له على تليغرام بالعربية فيما قيل إنه محاولة لاستمالة ”جهاديين“ أو لإضفاء ”الشرعية“ على فعلته. لكن الجهاديين إجمالاً استنكروا ذلك.

علي أبو الحسن العرجاني، الشرعي الكويتي المنشق عن جبهة النصرة/هيئة تحرير الشام، كتب قبل أسبوع من بدء الغزو عن ”قديروف القائد الجهادي السابق“ الذي راح يحشد قواته ”تحت راية روسيا“ معتبراً أن ذلك سيكون مصير ”جنود هيئة تحرير الشام“ أيضاً إذا تقوع أنهم سيعملون ”تحت راية جيش الكفار.“

الداعية المقرب من هيئة تحرير الشام، عبدالرزاق المهدي، دعا الشيشان إلى طرد الجيش الروسي من أراضيهم وألا يشاركوا إلى جانبهم في الحرب ضد أوكرانيا.

مع استجلاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلين من الشيشان يأتمرون بأمر ”قديروف القائد الجهادي السابق“ كما قال العرجاني، صرّح الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن بلاده ترحب بالمتطوعين من بلاد أخرى.

وهنا، وجهتُ سؤالاً إلى القيادي في الجيش السوري الوطني المعارض، الفاروق أبي بكر، فاستنكر ضلوع قديروف في الحرب إلى جانب روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد. كما أكد في مقابلة خاصة مع كاتب المقال، انحيازهم ضد روسيا وأنكر شائعات أن مقاتلين منهم ذهبوا للمشاركة في القتال. يقول: ”لا يوجد أي شخص يتعلق بنقل المقاتلين من الثورة والجيش الوطني للقتال مع الأوكران. بالرغم من أن روسيا وجيشها عدو ظالم ومحتل وقاتل الأبرياء. نتمنى أن تفشل روسيا التي تدخلت في سوريا وانحازت إلى النظام المجرم.“

جنود الشام الشيشان

جماعة جنود الشام التي يقودها المخضرم أبو الوليد الشيشاني في إدلب وتتألف من مقاتلين شيشان قالوا إنهم يراقبون الحرب وإنهم ”منزعجون لمشاركة الشيشان إلى جانب حرب بوتين القذرة.“ واصفين قديروف بأنه ”عميل“ لروسيا، وإنه ”ورّط الشيشان في الحرب.“ وأضافوا: ”كثير من الجهاديين الشيشان في إدلب يريدون أن يكونوا جزءاً من المقاتلين المسلمين المشاركين في القتال ضد روسيا في أوكرانيا.“

ماذا يعني هذا بالنسبة للجماعات الجهادية المناهضة لروسيا؟

جانب مهم من تصريحات الجهاديين وآرائهم حول الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا يتعلق بنشاطهم كمجموعات منظمة. فقد يعاودون الظهور على الساحة، في شمال القوقاز ووسط آسيا، أو قد يواصلون هجماتهم ويتوسعون في الشرق الأوسط ضد أهداف روسية كما حدث أخيراً مع جماعة أنصار الإسلام في سوريا.

إلا أنه حتى الآن، لم تأتِ هذه الجماعات بأي هجوم يُذكر ضد القوات الروسية. فهي إما تعمل تحت راية هيئة تحرير الشام التي تتخذ موقفاً منتَقداً من القوات الروسية المشاركة في دوريات الـ M4؛ أو إما أضعفتها هيئة تحرير الشام بحيث لم يعد أمامهم سوى الخروج من إدلب والالتفات إلى شؤونهم الحياتية كما حصل أخيراً مع جنود الشام.

آلاف المقاتلين من شمال القوقاز ودول الاتحاد السوفييتي السابق انضموا إلى منظمات جهادية في العقد الأخير. جميع هؤلاء المقاتلين مخضرمون تمرسوا في ساحات القتال ويتمتعون باحترام الجميع ولهم علاقات قوية ومتأصلة في شبكات جهادية إقليمية ودولية.

نشاط القاعدة وداعش في القوقاز ووسط آسيا خامل ويقتصر على خلايا نائمة. إلا أن استمرار الحرب قد يحفزهم إلى اتخاذ قرار تنشيط خلاياهم والضرب من جديد باستغلال انشغال الجيش الروسي في جبهة أوكرانيا. ينطبق الأمر نفسه على جماعات جهادية في مناطق أخرى تتألف من مقاتلين شيشان ومقاتلين من وسط آسيا. فبالرغم من أنهم ينشطون في الشرق الأوسط إلا أنهم معروفون بعدائهم الشديد لروسيا.

أول هذه الجماعات هم جنود الشام التي يقودها أبو الوليد مسلم الشيشاني. مقاتلو هذه الجماعة خاضوا حرباً ضد روسيا. وتتألف بشكل أساس من مقاتلين شيشان وقوقاز، وأوزبك وطاجيك؛ بالإضافة إلى لبنانيين وسوريين.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

أبو الوليد مسلم الشيشاني قائد جماعة جنود الشام

تتميز هذه الجماعة التي يبلغ قوامها ٢٠٠ – ٣٠٠ مقاتل بالكاريزما الجهادية؛ فمقاتلوها مخضرمون قدماء ومدربون تدريباً جيداً ولديهم سنوات من الخبرة في حرب العصابات وحرب الشوارع. الجماعة تعادي روسيا عداءً شديداً وقد ترحب بفتح جبهة جديدة واسعة ضد الروس في سوريا أو قد تنقل نشاطها إلى الشيشان.

المجموعة الثانية هم كتائب التوحيد والجهاد وهم جماعة جهادية تتألف من مقاتلين أوزبك يعملون تحت راية هيئة تحرير الشام في إدلب. قائدهم الحالي هو المراد حكماتوف Ilmurad Khikmatov المعروف باسم عبدالعزيز الأوزبكي الذي انتخب زعيماً للجماعة في أبريل ٢٠١٩. حتى اليوم، تُعد هذه الجماعة الأقوى والاكثر تمرساً وتسليحاً ويبلغ قوامهم حوالي ٥٠٠ رجل أوزبكي.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

صور من القناة الإعلامية لجماعة التوحيد والجهاد

بالرغم من أنهم يعملون تحت راية الهيئة – ربما للاستفادة من الفرص المتاحة – إلا أن لهم إطارهم الفكري والأيديولوجي الخاص. فقد أعلنوا أن هدفهم هو الإطاحة ”بالأنظمة في وسط آسيا والتأسيس لخلافة تحكم بالشريعة ومقرها وادي فرغونا Fargana في أوزبكستان.

ثمة مجموعة جهادية أخرى في منطقة إدلب، تتألف حصراً من الأوزبك والشيشان وهي غير معروفة ولا تتوفر عنها معلومات كثيرا. إنها قوات الغرباء Quvvat al Ghuroba وقد تكون تشكلت من كتائب جند التوحيد والجهاد أو من هيئة تحرير الشام.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

صور من جماعة قوات الغرباء

المجموعة الثالثة هي كتائب الإمام البخاري التي تنشط في سوريا وفي أفغانستان إذ ساندت طالبان. الجماعة تتألف من مقاتلين أوزبك وتتحالف مع كتائب التوحيد والجهاد. ويعتقد أنها بقيادة أوزبكي يُعرف بلقب أبو يوسف المهاجر.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

كتائب الإمام البخاري – فرع الشام

أسست الكتائب نفسها في خان شيخون جنوب إدلب بقوام يبلغ ٤٠٠ مقاتل أجنبي معظمهم أوزبك وقرقز وروس. لكنهم، وبالتعاون مع هيئة تحرير الشام، يمتد نشاطها إلى مناطق أخرى في إدلب وحلب وحماة.

الجماعة الرابعة هي كتائب جند المهدي وهي جماعة جهادية تنشط في شمال سوريا وتتألف حصراً من مقاتلين تتر وباسك Basque. من تتارستان وباشكوروتوستان Bashkortostan وغيرها من المناطق في روسيا وأوكرانيا التي فيها سكان تتر وباسك. معظمهم مقاتلون وصلوا إلى سوريا ولكنهم محنكون نظراً لخوضهم الحرب في الشيشان وأفغانستان. إعلام المجموعة يدعو الروس المسلمين دوماً للانضمام إليهم وشن الحرب ضد روسيا في كل مكان من العالم.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

من قناة جماعة جند المهدي على تليغرام

المجموعة الخامسة هي أجناد الخلافة، وهي جماعة جهادية تنشط في شمال سوريا، وخاصة في المناطق الجبلية والحرجية في اللاذقية ومحافظة القنيطرة. حتى اليوم، تتعاون المجموعة تتعاون بشكل كامل مع جماعتين: الأولى هي الملحمة تاكتيكال Malhama Tactical وهي مجموعة جهادية تقدم ”خدمات“ قتالية؛ والثاني هي أنصار التوحيد في محافظة حماة. آخر نشاط معلوم لها كان هجوماً مشتركاً مع الملحمة تاكتيكال في يونيو ٢٠٢١.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

قناة جماعة أجناد الخلافة على تليغرام

أما الملحمة تاكتيكال فهي أول جماعة جهادية ”مستأجرة“ أو تقدم ”خدمات“ قتالية في الفضاء الجهادي. تتألف من ٥٠ مقاتلاً وكلهم متمرسون في القتال عملوا في القوات الروسية الخاصة. منهم شيشان وداغستان وتتر وآخرون من دول الاتحاد السوفييت السابق مثل بيلاروسيا وأوزبكستان. تعمل هذه الجماعة بشكل مستقل في إدلب وحماة وحلب من دون أن يكون لها أي علاقات ولاء مع أي جماعة أخرى.

كيف أحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا انقساماً في أوساط الجهاديين؟

صور من موقع وحساب تليغرام التابع لمجموعة الملحمة تاكتيكال

معظم أعضاء هذه المجموعة يتحدثون العربية والروسي. تراوح خدماتهم بين التدريب وتقديم الاستشارات عبر الإنترنت، إلى توفير تدريب ميداني بإجراء محاكاة للمعارك والمواجهات المسلحة والعمليات الخاصة، إلى توفير المعدات العسكرية وحتى المقاتلين من النخبة للمشاركة في عمليات خاصة تقوم بها جماعات جهادية أخرى. الملحمة تاكتيكال هي مشروع تجاري هدفه الربح ولا يتعلق بأي أيديولوجية وليس له أعداء محددين.

بالرغم من هذا، يعتقدون أن جهود المعارضة السورية هي جزء من الحرب على روسيا التي أرسلت جيوشها إلى دمشق لمساندة النظام السوري في العام ٢٠١٥. علي الشيشاني، القائد الجديد للملحمة تاكتيكال، دعا إلى فتح ”صفحة جديدة“ في الحرب الشيشانية.

وأخيراً، يجب أن نلفت إلى جماعات شيشانية موجودة حالياً في أوكرانيا وتقاتل ضد روسيا مثل كتيبة جوهر دوداييف Dzhokhar Dudayev Battalion وكتيبة الشيخ منصور Sheikh Mansur Battalion. بالإضافة إلى مليون مسلم تتري يعيشون في أوكرانيا (في المنطقة الموالية لروسيا وفي شبه جزيرة القرم.)