كنیسة مار توما أُولى الكنائس التي تم إعمارھا وإفتتاحها في المنطقة القدیمة من الموصل
- إكتمل إعمار من الداخل بشكل كامل بعد عمليتي إعمار بدأت منذ عام 2018.
- كنيسة مار توما هي أول كنيسة يقام فيها قداس بالمنطقة القديمة من مدينة الموصل
- سكان المدينة المسلمين فرحين بعودة إعمار الكنيسة
أقيم اليوم في كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك في المنطقة القديمة من مدينة الموصل قداساً إلهياً يشكر فيه المؤمنين الله على إكتمال المرحلة الثانية من إعادة إعمار الكنيسة وعلى نجاة كنيستهم من الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش بأقل الأضرار.
هذا القداس هو بمثابة إفتتاح للكنيسة التي إكتمل إعمارها من الداخل بشكل كامل بعد عمليتي إعمار بدأت منذ عام 2018.
الأب پيوس عفاص راعي الكنيسة تحدث لـ”أخبار الآن” وقال: “فرحة كبيرة أن أرى المصلين يعودون لكنيستهم مار توما وبقلب الموصل القديمة يصلون بعد مالحق الدمار العديد من كنائس المدينة”
وأضاف: “كنيسة مار توما هي أول كنيسة يرفع فوقها الصليب وأول كنيسة يقام فيها قداس بالمنطقة القديمة من مدينة الموصل وأول كنيسة يتم إفتتاحها كذلك”
وقال الأب پيوس عفاص راعي الكنيسة: “حملة الإعمار هذه بدأت عام 2018 عندما أتينا ورأينا الكنيسة مدمرة قمنا بقداس بمناسبة عيد شفيع الكنيسة مار توما وشكرنا الرب على نجاة الكنيسة وأطلقنا حملة الإعمار”.
واستمرت الحملة بتبرعات من أبناء الكنيسة ومؤمنيها الموجودين في داخل العراق وبلاد المهجر كذلك، فقد بلغ مجموع تبرعاتهم حوالي 38 ألف دولار وكانت هناك مساهمة لمنظمة أخوة العرق التي تبرعت هي الأخرى بحوالي 44 ألف دولار في حملة الإعمار”
“خلال إعمار الكنيسة ركزنا على إعادة الكنيسة إلى شكلها العمراني القديم دون تغيير أي شيء، وقمنا بصيانة وترميم مذابح الكنيسة وأرضيتها وجدرانها لتعود الكنيسة كما كانت متميزة بشكلها التراثي وأقواسها الموصلية وكذلك بالفرش (المرمر) الموصلي الذي يزين أرضيتها وجدرانها”
ويضيف الأب پيوس “سكان المدينة المسلمين فرحين بعودة إعمار الكنيسة ورحبو ترحيباً حاراً بعودتها وعودة الصلوات فيها، ولازال الكثير من سكان هذه المدينة عندما يروننا يطلبون مننا أن نعود لمدينتنا وينادونني نساء ورجال ويقولون لي “ارجعوا أبونا”.
بحسب الأب پيوس فإن عودة هذه الكنيسة وإعمار باقي الكنائس سيعطي دافعاً معنوياً لمسيحيي الموصل أن يعودوا لمدينتهم.
كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك التي يتجاوز عمرها 158 سنة تعتبر معلم ديني أثري مهم في مدينة الموصل.
هذه الكنيسة العريقة بتاريخها تقع في المنطقة القديمة من المدينة والتي تحتوي على الكثير من الكنائس التي لايزال أغلبها مدمر.
الكنيسة التي بنيت عام 1863 م كانت تحتوي على متحف ضخم بداخله مخطوطات سريانية وكتب ومطبوعات ولوحات أثرية سرقها داعش خلال فترة احتلاله لمدينة الموصل.
وكذلك كانت هناك نية لتفجير الكنيسة وقد حدد بدوائر سوداء وحمراء الأماكن التي يجب أن توضع فيها المتفجرات على أعمدة صحن الكنيسة والمقدس ولحسن الحظ بقيت الكنيسة ولم تفجر لكنها أصيبت بأضرار خفيفة.
يقول الأب بيوس “أمنيتي بعد ماتعمرت هالكنيسة وعاد الجمال إليها أن يعود أبنائها إليها وأن يعودو ليسكنوا مدينة الموصل، مدينتهم الأصلية ، هاي أمنيتي واتمنى اشوفها تتحقق قريباً”
من جانبها تحدثت زينة فيضي إحدى المصليات المسيحيات لـ”أخبار الآن” وقالت “خلال فترة إحتلال داعش لمدينة الموصل نزحت مع عائلتي بإتجاه مدينة أربيل وهذه أول زيارة لي لكنيسة مار توما بعد تحرير الموصل، بالحقيقة أنا سعيدة جداً ومن دخلت الكنيسة كأنما الحياة رجعتلنا وانفتح قلبي لأن هذه الكنيسة عشت طفولتي وتربيت بيها وعشتو ايام جميلة بيها”
تضيف زينة “إن إقامة قداس في هذه الكنيسة بعد إعمارها هو شكر وإمتنان لله بعدما بقت هذه الكنيس صامدة بوجه الإحتلال والحرب وإن عودة إقامة قداس قي المنطقة القديمة هو بداية سلام وإستقرار لمدينة الموصل وأهلها اللذين ينتظرون عودتنا لها”
“أحس أنني أحييت من جديد”
هكذا تقول الراهبة فادية يعقوب البالغة من العمر 76 عاماً مشيرة أن سعادتها لا يمكن وصفها بعودة الكنيسة التي قضت أجمل أيام حياتها فيها فقد عاشت أكثر من 30 سنة في هذه الكنيسة”
يقول مُشرق بھنام البالغ من العمر 46 عاماً أنه يعود الآن بفرح وسرور إلى كنيسته التي كبر وترعرع فيها والتي يعتبرها بمثابة الأُم الروحیة له
مُشرق الذي كبر وترعرع بالقرب من ھذه الكنیسة الأثریة في مدینة الموصل، أتى من مدینة أربیل في إقلیم كرردستان شمالي العراق لیؤدي الصلاة في الكنیسة التي أُجبرَ على مفارقتھا لسنین بسبب إحتلال داعش للمدینة.
ویعیش مُشرق أیامه ھذه بسعادة حسبما وصفھا بسبب إعادة إعمار الكنیسة.
مدينة الموصل التي كانت تحوي آلاف المسيحيين سابقاً، تناقص عددهم في استمرار حتى دخول داعش المدينة حينها فر جميع مسيحيي المدينة نحو إقليم كردستان هرباً من التنظيم المتطرف ولم يعد للمدينة منذ تحريرها وحتى الآن سوى حوالي 50أو 60 عائلة مسيحية فقط للعيش في المدينة على الرغم من أن المزيد يأتون من كردستان يومياً لغرض العمل أو الدراسة.